تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولما كان كل مركب لا بد له من أجزاء يتركب منها احتاج إلى ذكر أجزاء الكلام معبرا عنها بالأقسام مجازا كما فعله الزجاجي في جمله فقال: [وأقسامه] أي أجزاء الكلام من جهة تركبه من مجموعها لا من جميعها [ثلاثة] لا رابع لها بالإجماع، فلا التفات لمن زاد رابعا و سمَّاه خالفة، وعنى بذلك اسم الفعل نحو: صه، فإنه خلف عن اسكت، وهذه الثلاثة [اسم] وهو ثلاثة أقسام؛ مضمر نحو: أنا، ومظهر: كزيد، ومبهم نحو: هذا [وفعل] وهو ثلاثة أقسام أيضا ماض كضرب، ومضارع كيضرب، وأمر كاضرب [وحرف جاء لمعنى] وهو ثلاثة أقسام أيضا حرف مشترك بين الأسماء والأفعال نحو: هل، وحرف مختص بالأسماء نحو: في، وحرف مختص بالأفعال نحو: لم. واحترز بقوله {جاء لمعنى} من حروف التهجي إذا كانت أجزاء كلمة كزاي زيد ويائه و داله لا مطلقا، لأن حروف التهجي إذا لم تكن كذلك فهي أسماء لمعان فجيم مثلا اسم وجه والدليل على أنها اسم قبولها لعلامات الأسماء نحو كتيب جيم، وهذه الجيم أحسن من جيمك، وكذا الباقي.

وإذا أردت معرفة كل من الإسم و الفعل و الحرف [فالاسم] المتقدم في التقسيم [يعرف] من قسيميه الفعل و الحرف [بالخفض] في آخره والخفض عبارة عن الكسرة التي تحدث عند دخول عامل الخفض، ككسرة الدال من زيد في قولك: مررت بزيد، فزيد اسم ويعرف ذلك بكسر آخره [والتنوين] وهو نون ساكنة تتبع آخر الاسم في اللفظ، وتفارقه في الخط استغناء عنها بتكرار الشكلة عند الضبط بالقلم نحو:» زيدٌ «و» رجلٌ «و» صهٍ «و» مسلماتٍ «و» حينئذٍ «فهذه أسماء لوجود التنوين في آخرها [ودخول الألف و اللام] عليه في أوله نحو: الرجل و الغلام، فالرجل و الغلام اسمان لدخول الألف و اللام في أولهما [و] دخول [حروف الخفض] في أوله أيضا نحو: من الرسول، فالرسول اسم لدخول حرف الخفض عليه و هو من، وحاصل ما ذكره من علامات الاسم أربع: اثنتان تلحقان الاسم في آخره وهما: الخفض و التنوين، واثنتان تدخلان عليه في أوله وهما: الألف و اللام، وحروف الخفض، وعكس الترتيب الطبيعي لطول الكلام على حروف الخفض، وعطف العلامات بالواو المفيدة لمطلق الجمع إشعارا بأن بعضها قد يجامع بعضا في الجملة كالخفض مع التنوين أو مع الألف و اللام، وقد لا يجامع كالألف و اللام مع التنوين، ثم استطرد فذكر جملة من حروف الخفض فقال: [وهي] أي حروف الخفض [من] بكسر الميم ومن معانيها الابتداء [وإلى] ومن معانيها الانتهاء، ومثالهما: سرت من البصرة إلى الكوفة، فالبصرة و الكوفة اسمان لدخول حرف الخفض عليهما، وهو» من «في الأولى، و» إلى «في الثانية [وعن] ومن معانيها المجاوزة نحو: رميت السهم عن القوس، فالقوس اسم لدخول عن عليه [وعلى] ومن معانيها الإستعلاء نحو: صعدت على الجبل، فالجبل اسم لدخول على عليه [وفي] ومن معانيها الظرفية نحو: الماء في الكوز، فالكوز اسم لدخول في عليه [ورُبَّ] بضم الراء، ومن معانيها التقليل نحو:» رُبَّ رجلٍ كريم لقيته «فـ» رجل «اسم لدخول رب عليه [والباء] الموحدة، ومن معانيها التعدية نحو: مررت بالوادي، فالوادي اسم لدخول الباء عليه [والكاف] ومن معانيها التشبيه نحو: زيد كالبدر، فالبدر اسم لدخول الكاف عليه [واللام] ومن معانيها الملك نحو: المال للخليفة، فالخليفة اسم لدخول اللام عليه [وحروف القسم] بفتح القاف و السين المهملة بمعنى اليمين، وحرف القسم من حروف الخفض، وسميت حروف القسم لدخولها على المقسم به. [وهي] ثلاثة [الواو] وتختص بالظاهر نحو: والله، والطور [والباء] الموحدة وتدخل على الظاهر نحو: والله، وعلى المضمر نحو: الله المقسم به. [والتاء] المثناة فوق، وتختص بلفظ الجلالة غالبا نحو: تالله، وأصلها الواو، وقد تجعل هاء نحو: هالله لأفعلن، وقد يخلفها اللام نحو: لله يؤخر الأجل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير