تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومما ينبغي التحذير منه أن بعض النساء ـ هداهن الله ـ يفهمن الحجاب على غير ما شرع الله، فبعضهن يسترن الرأس فقط، وبعضهن يبدين الأعين بشكل مريب وفاتن، وهذا مخالف للحجاب الشرعي الكامل للمرأة في وجهها وكفيها وجميع بدنها، ي?أَيُّهَا ?لنَّبِىُّ قُل لأزْو?جِكَ وَبَنَـ?تِكَ وَنِسَاء ?لْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـ?بِيبِهِنَّ ذ?لِكَ أَدْنَى? أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59].

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يهيئ لهم من أمرهم رشدًا.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله ولي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الحمد لله حمدًا كثيرًا كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغامًا لمن جحد به وكفر، وأشهد أن نبينا محمدًا الشافع المشفّع في المحشر، وعلى آله وأصحابه السادة الغرر، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان ما غاب كوكب وظهر.

أيها المسلمون، وليكن هذا العيدُ موسمًا للإحسان في كلّ دروب الإحسان، فاتقوا الله تبارك وتعالى، وأطيعوا الله ورسوله لعلكم تفلحون، واستقيموا على شرعه، واشكروه على عموم نعمه وترادف مننه، ألا وإن من نعمة الله عليكم هذه الأنعام التي خلقها لكم وسخرها وذللها لكم، فمنها ركوبكم، ومنها تأكلون، لعلكم تشكرون، وعظموا شعائر ربكم، فإنها من تقوى القلوب.

ألا وإن من الشعائر الظاهرة ما شرعه الله لعباده في هذا اليوم العظيم من التقرب إليه بذبح الأضاحي، فهي سنة أبينا إبراهيم عليه السلام ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وقصة الخليل عليه السلام مع ابنه الذبيح لا تكاد تخفى على كل مسلم بحمد الله.

أما سنة نبينا في الأضاحي فقد خرج البخاري ومسلم في صحيحيهما أنه ضحى بكبشين أقرنين أملحين ذبحهما بيده، وسمى وكبر، وقال: ((اللهم هذا عن محمد وآل محمد، وهذا عمّن لم يضح من أمة محمد)). وقد يسّر الله على عباده في هذه الشعيرة حيث تجزئ الشاة الواحدة عن الرجل وأهل بيته، كما ثبت في الصحيح عن عبد الله بن هشام رضي الله عنه، فينبغي للعباد أن يتقربوا إلى الله في هذا اليوم بالقيام بهذا العمل العظيم، فما عمِل يوم النحر عملٌ أفضل من إراقة دم، وإنها لتقع من الله بمكان قبل أن تقع على الأرض، وإن للمضحي بكل شعرةٍ وصوفة وقطرة دم أجرا عظيما وثوابا جزيلا، فعلى المضحي أن يطيب نفسًا بأضحيته، وأن يختار ما كان ثمينًا سمينًا صحيحًا سليمًا، سليمًا من العيوب التي تمنع الإجزاء، وهي ما ورد في الحديث الصحيح: ((أربع لا تجزئ في الأضاحي: العوراء البين عورها، والعرجاء البين ضلعها، والمريضة البين مرضها، والعجفاء التي لا تنقي)).

وكلما كانت الأضحية أكمل في ذاتها وصفاتها فهي أفضل وأعظم أجرًا، وليس المقصود ـ يا عباد الله ـ مجرد اللحم الذي يؤكل فقط، ولكن ما تتضمنه هذه الشعيرة من تعظيم لله جل جلاله وإظهار للشكر له والامتثالٍ لأمره، يقول سبحانه: وَ?لْبُدْنَ جَعَلْنَـ?هَا لَكُمْ مّن شَعَـ?ئِرِ ?للَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَ?ذْكُرُواْ ?سْمَ ?للَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ?لْقَـ?نِعَ وَ?لْمُعْتَرَّ كَذ?لِكَ سَخَّرْنَـ?هَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ لَن يَنَالَ ?للَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَـ?كِن يَنَالُهُ ?لتَّقْوَى? مِنكُمْ كَذ?لِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبّرُواْ ?للَّهَ عَلَى? مَا هَدَاكُمْ وَبَشّرِ ?لْمُحْسِنِينَ [الحج:36، 37].

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

فاتقوا الله أيها المسلمون، وانبذوا عن أنفسكم الشح والبخل، فقد أعطاكم الله كثيرًا، وطلب منكم قليلاً، فزكوا في هذه الأيام المباركة عن أنفسكم وأهليكم وأولادكم ووالديكم، ففضل الله واسع، وله الفضل والشكر والحمد والمنة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير