تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتفطنوا للسنن المعتبرة في الأضاحي، فلا يجزئ في الإبل إلا ما له خمس سنوات، ومن البقر إلا ما تم له سنتان، ومن المعز إلا ما تم له سنة، ومن الضأن إلا ما تم له ستة أشهر. وينبغي الإحسان في الذبح وإراحة الذبيحة، ونحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسرى، وذبح البقر والغنم بإضجاعها على جنبها الأيسر.

ويوم العيد وأيام التشريق الثلاثة بعدها كلها وقت للذبح بحمد الله، والأفضل في الأضاحي أن توزّع أثلاثًا: يأكل ثلثًا، ويهدي ثلثًا، ويتصدق بثلث، فلا تحرموا أنفسكم ثواب الله في هذه الأيام المباركة، وكلوا مما أحل الله لكم، وتقربوا إليه بالعج والثج، يقول: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل)).

ألا فاتقوا الله، واعملوا على إحياءَ سنن رسول الله تحظَوا برضوان ربّكم، وتكونوا عنده من المفلحين الفائزين.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

عباد الله, إن اليوم الحادي عشر من ذي الحجة هو أول أيام التشريق المباركة التي قال الله عز وجل فيها: وَاذْكُرُواْ اللَّهَ في أَيَّامٍ مَّعْدُوداتٍ [البقرة:203]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (هي أيام التشريق)، وقال فيها النبي: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل)) أخرجه مسلم وغيره. فأكثروا ـ رحمكم الله ـ من ذكر الله وتكبيره في هذه الأيام المباركة، امتثالاً لأمر ربكم تبارك وتعالى، واستنانًا بسنة نبيكم، واقتداء بسلفكم الصالح، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يكبرون في هذه الأيام الفاضلة.

فاتقوا الله عباد الله، واعملوا بدينكم تفلحوا وتسعدوا في الدنيا والآخرة.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

هذا واعلموا رحمكم الله، أن من أفضل أعمالكم وأرفعها في درجاتكم وأزكاها عند مليككم كثرة صلاتكم وسلامكم على سيد الأولين والآخرين، النبي المصطفى والنبي المجتبى، كما أمركم بذلك ربكم جل وعلا، فقال عز من قائل سبحانه: إِنَّ ?للَّهَ وَمَلَـ?ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ?لنَّبِىّ ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وحبيب قلوبنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين: أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وعلي بن أبي طالب، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وارفع بفضلك كلمة الحق والدين، ونكّس رايات الكفرة والملحدين، اللهم عليك بسائر أعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، أحصهم اللهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تغادر منهم أحدًا، أرنا فيهم عجائب قدرتك، وعظيم سطوتك، اللهم اجعل الخلف في صفوفهم، واقذف الرعب في قلوبهم، وخالف كلمتهم، واجعل بأسهم بينهم، ورد كيدهم في نحرهم، وأشغلهم بأنفسهم، واجعلهم عبرة للمعتبرين، يا قوي يا عزيز يا متين ...

ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[18 - 11 - 09, 02:30 ص]ـ

الخطبة الأولى

أمّا بعد: فأوصيكم ـ أيّها النّاس ـ ونفسي بتقوى الله عزّ وجلّ، فاتّقوا الله رحمكم الله، فالتّقوى خير ذخرٍ يُدّخر، واتقوا الفواحشَ ما بطن منها وما ظهَر، ولا تغرّنّكم الحياة الدنيا، ولا يغرّنّكم بالله الغرور.

عباد الله، اشكروا الله جل وعلا أن بلّغكم هذا اليوم العظيم وهذا الموسم الكريم، واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن يومكم هذا يوم مبارك، رفع الله قدره، وأعلى ذكره، وسماه يوم الحج الأكبر، وجعله عيدًا للمسلمين حجاجًا ومقيمين، فيه ينتظم عقد الحجيج على صعيد منى بعد أن وقفوا بعرفة وباتوا بمزدلفة، في هذا اليوم المبارك يتقرب المسلمون إلى ربهم بذبح ضحاياهم اتباعًا لسنة الخليلين إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام. فهنيئًا للمسلمين في هذا اليوم المبارك، هنيئًا لهم بحلول هذا العيد السعيد.

واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن السعادة في العيد لا تكمن في المظاهر والشكليات، وإنما تتجسد في المعنويات وعمل الصالحات، واذكروا نعمة الله عليكم مما تنعمون به من حلول العيد المبارك في أمن وأمان، وصحة وخير وسلام وإيمان.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير