تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَأَذّن فِى ?لنَّاسِ بِ?لْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى? كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ لّيَشْهَدُواْ مَنَـ?فِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ?سْمَ ?للَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـ?تٍ عَلَى? مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ?لأنْعَامِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ?لْبَائِسَ ?لْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُواْ بِ?لْبَيْتِ ?لْعَتِيقِ [الحج:27 - 29].

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وبسنة نبيه، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الحمد لله الذي يخلق ما يشاء ويختار، أحمده سبحانه الواحد العزيز الغفار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله إمام المتقين وقدوة الأبرار، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه، صلاة دائمة ما تعاقب الليل والنهار.

أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله وليكن هذا العيدُ موسماً للإحسان في كلّ دروب الإحسان، واعلموا أنَّ خيرَ ما يتقرَّب به العبدُ إلى ربه في هذا اليوم إراقةُ دم الأضاحي إحياءً لسنة أبيكم إبراهيم عليه السلام الذي ابتلاه ربّه فأمره بذبح ابنه ليسلم قلبَه لله ويخلص العبادةَ له وحدَه، فامتثلَ أمرَ مولاه، وسارعَ إلى إنفاذه دونَ تردّد أو وجَل فقال: ي?بُنَىَّ إِنّى أَرَى? فِى ?لْمَنَامِ أَنّى أَذْبَحُكَ فَ?نظُرْ مَاذَا تَرَى? قَالَ ي?أَبَتِ ?فْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِى إِن شَاء ?للَّهُ مِنَ ?لصَّـ?بِرِينَ [الصافات:102]. فلما امتثل الوالدُ واستسلم الولد أدركتهما رحمةُ أرحم الراحمين، وَنَـ?دَيْنَـ?هُ أَن ي?إِبْر?هِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ ?لرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى ?لْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَـ?ذَا لَهُوَ ?لْبَلاَء ?لْمُبِينُ وَفَدَيْنَـ?هُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ [الصافات:104 - 107]. فأحيى رسول الله هذه السنةَ المباركة وعظَّمها، وأهدى في حجة الوداع مائةَ بدنة، وضحَّى في المدينة بكبشين أملحين أقرنين.

فبادروا ـ أيها المسلمون ـ إلى الاقتداء بسنة نبيّكم صلوات الله وسلامه عليه، وحذار من الشحّ فإنّه أهلك من كان قبلكم، وأكثرُ أهل العلم على استحباب الأضحية وتأكّدها، بل أوجبَها بعض أهل العلم عند اليسار. وأفضلُها أكرمها وأسمنها وأغلاها ثمناً. وتجزئ الشاةُ عن الرجل وأهل بيته، والبدنة عن سَبع شياه، والبقرةُ كذلك. ويجزئ من الضأن ما تمَّ له ستة أشهر، ومن الإبل ما تمَّ له خمسُ سنين، ومن البقر ما تمَّ له سنتان، ومن المعز ما تمَّ له سنة. ولا تجزئ العوراء البيِّن عورُها، ولا العرجاء البيّن ظلعها، ولا المريضة البيّن مرضها، ولا الهزيلة التي لا تنقي، ولا العضباء التي قطع أكثرُ أذنها أو قرنِها. وتُنحَر الإبل قائمةً معقولة يدُها اليسرى، يطعنها في وهدتها قائلاً: "بسم الله، الله أكبر، اللهم إن هذا منك ولك"، ويتلفَّظ بالنية فيقول: "عن فلان"، وتُذبح البقر والغنم على جنبها الأيسر. والسنة أن تقسَّمَ الأضاحي أثلاثاً، فثلثٌ يجعله لأهله، وثلثٌ يهديه، وثلث يتصدَّق به، روي ذلك عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما. ويبدأ وقتُ الذبح من بعد طلوع الشمس من يومِ العيد، وينتهي بنهاية آخر أيام التشريق، لما روى مسلم رحمه الله في صحيحه عن أبي بردة أنه قال: خطبَنا رسول الله يومَ النحر فقال: ((من صلَّى صلاتَنا ووجّه قبلتَنا ونسك نسكَنا فلا يذبح حتى يصلّي)) [1]، ولما أخرجه مسلم في صحيحه عن البراء بن عازب أن رسول الله قال: ((إنّ أوّل ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلّي ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصابَ سنتَنا، ومن ذبح قبلُ فإنما هو لحمٌ قدَّمه لأهله، ليس من النسك في شيء)) [2].

ألا فاتقوا الله، واعملوا على إحياءَ سنن رسول الله تحظَوا برضوان ربّكم، وتكونوا عنده من المفلحين الفائزين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير