تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مالك يعبر بالتأليف ولا يعبر بالتركيب، قال "باب الكلام وما يتألف منه". لما؟ لأن التأليف أخص من التركيب وهو أدق، هذا (المركب) في اللغة.

أما في الاصطلاح عند النحاة (ما تركب من كلمتين فأكثرَ حقيقة أو حكما).

(ما) يعني لفظ.

(تركب من كلمتين) هذا ابتداء التركيب إذ لا يُتصور تركيب أقل من كلمتين.

(فأكثر) منتهى التركيب، وسيأتينا إنْ شاء الله.

(حقيقة) يعني سواءٌ كان المركب به من الجزأين ملفوظاً بهما أو لا، لأنه قد يُحذف أحد الجزأين، المسند أو المسند إليه وقد يحذفان، إذا قلت مثلاً (زيد قائم) هذا تركَّب من كلمتين حقيقة، لِما؟ لأن المبتدأ ملفوظٌ به والخبر ملفوظٌ به، إذن التركيب هنا حقيقةً يعني يُسمع، يَلِج الآذان، إذا قلت من عندك؟ زيد، لفظت بأحد الجزأين ولم تلفظ بالآخر، ما لَفِظ به هذا حقيقة، وما لم يلفظ: حكما؟ لا نقول هكذا، لماذا؟ لأن الملفوظ به ليس تركيباً، وإنما نقول مثلاً من عندك؟ زيد، تقول زيد جملة مفيدة، كلام مفيد، كلام اصطلاحي، طيب،كيف كلاماً اصطلاحياً وهو في اللفظ كلمة واحدة؟ نقول لا هو في اللفظ كلمة واحدة إلاَّ أنه حُذِف أَحد الجزأين، وقد يحذفان كما إذا وقع الكلام بعد نَعَم أو لا في الجوابِ، هل جاء زيد؟ نَعم، نَعم هذا حرف والكلام عند جماهير النحاة على أنه لا يتركب من حرف، فنعم هذه حرف، أين المبتدأ؟ أين الخبر؟ أين الفعل؟ أين الفاعل؟ لا يوجد مع أنه حصلت الفائدة الكلامية، نقول هنا الجزءان مُقدَّران، التقدير: نعم جاء زيد، محمد قادم؟ لا، التقدير: ليس محمد قادماً، تقدر المُسند والمُسند إليه.

إذن المركب في الاصطلاح (ما تركب)، (ما) اسم موصول مبهم لا بد من تفسيره، نفسره بماذا؟ بلفظ، لفظ تركب من كلمتين فأكثر حقيقة أو حكماً.

(اللفظ المركب)، (المركبُ): أَخرج المهملَ وأَخرج بعض المستعمل، لأن المستعمل قد يكون مفرداً كزيد، وشرط الكلام أن يكون مركباً، إذن قوله المركب أدخل وأخرج، أخرج ماذا؟ أخرج المهمل وبعض المستعمل لأن بعض المستعمل مفرد وليس بمركب، ليس كل مستعمل يكون مركبا (زيد) (إلى) (عن) (قام) هذه كلها مستعملة نطقت بها العرب واستعملتها مع ذلك ليست بمركبات بل هي أفراد، المركب قلنا أخرج وأدخل، أخرج ما سبق وأدخل أربعة أنواع من أنواع المركبات، المركبات كثيرة لكن المشتهرة عند النحاة أربعة

ـ المركب الإضافي.

ـ والمركب المزجي.

ـ والمركب التقييدي المسمى بالتوصيفي.

ـ والمركب الاسنادي.

هذه أربعة أنواع من المركبات داخلةٌ في قوله: المركب.

1 - المركب الإضافي: كعبد الله وغلام زيد، هذا مركب إضافي، يعني من مضاف و مضاف إليه، ضابطه عند النحاة (المثال أشهر لكن الضابط قد يستفيد منه البعض): (كل اسمين نُزِّل ثانيهما منزلة التنوين مما قبله)، تقول (غلامٌ)، (زيدٌ)، تضيف غلام إلى زيد فتحذف التنوين (غلامُ زيدٍ)، كأن (زيد) قامت مقام التنوين، والمثال أوضحُ.

2 ـ المركب المزجي: كـ (بعلبك) و (حضرموت)، وضابطه (كل اسمين نُزِّل ثانيهِما مُنَزَّلَةَ تاء التأنيث مما قبلها)، تاء التأنيث هذه حرف مزيدٌ على الاسم، عائش هذا مذكر إذا أردت التأنيث تقول عائشة، جاء عائشٌ، رأيت عائشاً، مررت بعائشٍ، محل ظهور الإعراب هو الشين، فإذا ركبته مع تاء التأنيث انتقل الإعراب من الشين إلى التاء، عائشةُ، رأيت عائشةَ، مررت بعائشةَ، إذن انتقل إلى ما بعده، (بعلبك)، (حضرموت): (بعل) هذا الجزء الأول، يظهر الإعراب على اللام رفعاً ونصباً وجراً، لما رُكب مع (بك) انتقل الإعراب من اللام إلى الكاف، فيلزم الأول حالة واحدة وهي الفتح على البناء والأخير (بك) يعرب إعراب ما لا ينصرف، إذن المركب المزجي كل اسمين نزل ثانيهما مُنَزَّلَةَ تاء التأنيث مما قبلها، (يعني يسلِب الجزء الأول محل الإعراب فينقلَه إلى آخره هو الجزء الثاني).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير