انصار هذه النظريات ومؤيديها.
اذن فهناك أمر آخر لا علاقة له بالعلم هو الذي يدفع بأنصار هذه النظرية الى اقناع الناس بها بأي ثمن كان وبأية وسيلة كانت، وإن كان عن طريق محاولة جعل العلم أداة للتزوير وللغش.
هذا الامر هو؛ ان هذه النظرية اعتبرت لدى اوساط كثيرة البديل الوحيد لفكرة الخلق، والتفسير الوحيد في ايديها للحياة دون الحاجة الى الخالق، وانهيار هذه النظرية لا تعنى إلاّ الاعتراف بالخالق. أي ان هذه النظرية خرجت عن كونها مجرد نظرية علمية وتحولت الى «ايدولوجية» معينة لدى الكثيرين.
وهذا الكتاب يتناول هذه النظرية ويحللها علمياً ويكشف مواطن ضعفها، ويهدم الأساسين اللذين تقوم عليهما وهما: الصدفة والانتخاب الطبيعي.
ونحب ان نوضح هنا فنقول: ان رد نظرية التطور لدارون لا يستلزم رد عملية التكامل التي سنّها الله في مخلوقاته، او إنكار حدوثهما في النوع الواحد من الحيوان او النبات، ولكن هل في الإمكان تفسير هذا التنوع الهائل في النباتات والحيوانات بعملية التطور؟ هذا ما لا تستطيع نظرية دارون القيام بها.
(2) في نظرية التطور: هل تعرضت لغسيل الدماغ؟: للعالم الأمريكي البروفسور دوان ت. كيش، ترجمه عن الانكليزية، مطبعة الزهراء الحديثة، الموصل.
(3) النظريات العلمية ونظرية التطور: للعالم البريطاني البروفسور اندروز، ترجمه عن الانكليزية، مطبعة الحوادث، بغداد.
وعن هذا الكتاب يقول الاستاذ اورخان:
والذي دعاني إلى ترجمة هذا الكتيب للعالم البريطاني البروفسور أ. هـ اندروز هو ما أراه من خلط بين مفاهيم «الفرضية العلمية» و «القانون العلمي» حتى من قبل بعض الكتاب المعروفين في عالمنا العربي، ويزداد هذا الخلط عادة عندما يكون الموضوع متعلقاً بنظرية دارون في التطور، فأنصارها لا يرضون أن يطلق عليها مصطلح «النظرية» وان تعامل على هذا الأساس، بل لابد أن نعتبرها حقيقة لاشك فيها وان نسبغ عليها صفة «القانون العلمي» وهم بكتاباتهم يعيشون قبل ثلاثين أو أربعين سنة.
لذا فإننا على يقين بأنهم سيصابون بخيبة أمل شديدة عندما يبرهن لهم هذا العالم البريطاني أن نظرية التطور لا تستطيع تجاوز مرحلة «الفرضية العلمية»، أي أنها لا تستطيع مجرد الوصول الى مرتبة «النظرية العلمية».
والحقيقة أن هناك ظاهرة غريبة جداً في الأوساط العلمية عند التعامل مع نظرية دارون في التطور، فهذه النظرية أصبحت من دون سائر النظريات العلمية الأخرى «ايدولوجية» و «عقيدة» لدى أنصارها ومؤيديها، وخرجت عن كونها نظرية قابلة للنقض أو للتصدق إلى «مبدأ» معين. وهذا هو السبب في أن كثيراً من علماء التطور لم يتورعوا عن مخالفة ضمائرهم وخلقهم العلمي إلى حد التورط في عمليات تزوير مشينة في سبيل إيهام الآخرين بصحة نظرية التطور، لذا قاموا بعمليات تزوير لصور الأجنة، وقاموا بعملية تزوير (إنسان بلتداون Piltdown Man ) وبعملية تزوير (إنسان جاوا Java Man) وبعملية تزوير (إنسان نبراسكا Nebraska Man ) وفي الشهور الأخيرة كشف ستة من العلماء البريطانيين وضمن مناظرة علمية جادة إلى أن إحدى المتحجرات الآثارية الثمينة في بريطانيا الموجودة في متحف التاريخ الطبيعي ما هو إلا شيء زائف لا يمت إلى الواقع التاريخي بصلة.
ومع أن التطوريين يملكون مثل هذا التاريخ العريق في التزييف والغش، إلا أنهم لا يتورعون عن الظهور بمظهر حملة مشاعل العلم والناطقين باسمه والمدافعين عن حياضه.
إن جرائم التزييف العلمي الذي اقترفه هؤلاء تفوق في بشاعتها موقف الكنيسة من العلم في القرون الوسطى.
كانت الكنيسة- في الأقل - واضحة في موقفها وصريحة، وكانت عندما تعارض العلم تعارضه في وضح النهار. أما هؤلاء فقد سمموا أفكار الملايين وراء قناع العلم. زيفوا العلم ... باسم العلم. وقلبوا العلم من أداة موصلة إلى المعرفة والى الحقيقة، إلى أداة غش وتزوير وتدليس.
موقف الكنيسة أثار ردود فعل عنيفة شاركت فيها مئات من الأقلام الحرة وكانت سبباً من أسباب النهضة الأوربية.
أما عمليات التزوير المشينة التي اقترفها هؤلاء التطوريون فلم تحدث ردود الفعل المتوقعة، بل كانت خافتة وضاعت في خصم ضوضاء التطوريين ودعاياتهم المكلفة فبقي معظم الناس يجهلونها.
¥