وفي عام (1376هـ) تخرَّج من كلية العلوم الشرعيَّة (الشريعة حاليًّا) بالرياض، وكان ترتيبه الأوَّل أيضًا، وكان متقدِّمًا في دراسته باستمرار [6].
وفي المعهَد والكلّية درَس على عدد من العلماء، منهم: الشّيخ محمد الأمين الشنقيطي (صاحب أضواء البيان) في علوم التفسير والتاريخ واللُّغة، وسماحة الشّيخ عَبدالعزيز بن باز، والشّيخ عَبدالعزيز بن ناصر الرشيد، والأساتذة: يوسف عمر، وعَبداللطيف سَرحان، ويوسف الضّبع، وعَبدالرازق عفيفي، ومحمد عَبدالرحيم، والخمسةُ من مصر، وغير هؤلاء.
وكان يكتُبُ في بعضِ الصُّحف في مواضيعَ متعدِّدة قبلَ أن يتخرَّج من الكلية، كما كان مشتغلاً بتأليف وتنقيح كتابه "الروضة الندية شرْح العقيدة الواسطية" الذي طُبِع بعد تخرُّجه [7].
مَحفُوظَاتُه:
كان - رحمه الله - يحفظ القرآنَ الكريم عن ظَهْر قلْب، كما يحفظُ عددًا من الكُتب والرسائل والمنظُومات، منها: ثلاثة الأصول، وشروط الصلاة، وكتابُ التوحيد، والعقيدة الواسطيّة، وزاد المستقنع، وألفية ابن مالك، وقطر الندى، والرحبية، والآجرومية، وأصول الأحكام، ونواقض الإسلام، والورقات، عدَا المحفوظات من الشِّعر لشعراء جاهليِّين وإسلاميِّين [8].
كُلِّيةُ دَارِ العُلُومِ الشَّرعِيَّةِ، والدّفعَةُ الأُولَى:
كان - رحمه الله - ضمنَ أوَّل دفعة تخرَّجت في كلية (دار العلوم الشرعية) سابقًا (كلية الشريعة) حاليًّا، وذلك عام (1376هـ)، وكان ترتيبُه الأوَّل.
وكان عددُ طلاَّب تلك الدفعة (22) طالبًا، منهم: معالي الشّيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم آل الشّيخ - وزير العدل سابقًا - ومعالي الشّيخ راشد بن خنين، المستشار بالديوان الملكي، والشّيخ محمد بن سليمان الأشقر، والشّيخ عَبدالله بن غديان عضو هيئة كبار العلماء، وعضو دار الإفتاء، والشّيخ حمود بن عقلا الشعيبي، والشّيخ سعد بن إسحاق بن عتيق، والشّيخ عَبدالرحمن بن عَبدالعزيز بن سحمان، والشّيخ عَبدالعزيز العبد المنعم، والأستاذ عَبدالله بن إدريس، والشّيخ علي بن سليمان الرومي، والشّيخ عَبدالملك بن عمر آل الشّيخ، والشّيخ محمد بن سعود الدغيثر، والشّيخ محمد الصالح الشاوي، والشّيخ صالح بن محمد بن رشود، والشّيخ إبراهيم بن محمد بن عثمان، والشّيخ عَبدالرحمن الحزيمي، والشّيخ علي بن سليمان الضالع، والشّيخ محمد بن عَبدالرحمن بن دخيل، والشّيخ منصور بن عثمان بن دخيل.
وقد كانتْ بينهم صِلاَت طيِّبة، حيث كانوا يعقدون - آنذاك - لقاءً دوريًّا بعد عصر كلِّ يوم في حديقة البلدية على شكلِ لقاءٍ علمي، ونقاشات نافعة، وقد أشار إليها الأستاذ/ خالد خليفة في كتابه القَصصي "الأستاذ حميد".
وقد كان للشيخ زيد - رحمه الله - نشاطاتٌ متنوِّعة وكثيرة، فقد كان منذ دراسته في المعهد - متميِّزًا بذلك، حيث كان يرأسُ نادي الطلبة في المعهد، ويُشْرِف على نشْر المقالات ويُصحِّحها، واستمرَّ ذلك، حيث بدأ بالكتابة في الصُّحف منذ أن كان طالبًا في المعهد العلمي، حيث كتَبَ مقالاتٍ جريئة متميِّزة بالصِّدْق والصراحة، وكان سماحةُ الشّيخ محمد بن إبراهيم يقف معه دائمًا، ويُشجِّعه، ويدافع عنه.
الشّيخ والصّحَافَة:
كانت بداية اهتمامه - رحمه الله - بالصحافة مبكِّرًا منذ الْتحاقِه بالمعهد العلمي، حيث كَتَب في الصحف مقالاتٍ متنوعةً، تحمل طابع الغَيْرة الدينيَّة، والإصلاح للمجتمع، والردِّ على أهْل الضلال من أصحاب العقائد المنحرِفة.
وكان يكتب باسم "أبو مقبل" في بداية حياته الصحفية، ثم كتب باسمه الصريح سنواتٍ طويلة، ثم رجع في فترة محدودة، ولأسباب معيَّنة - سيأتي ذِكْرُها - للكتابة بالكنية "أبو خالد".
مَجَلّةُ اليَمَامَة:
وقد تولَّى - رحمه الله - رئاسةَ تحرير صحيفة اليمامة، بترشيح من سماحة الشّيخ العلاَّمة محمد بن إبراهيم - رحمه الله - حيث طَلَب الملك سعود - رحمه الله - من سماحته أن يختارَ مَن يراه مناسبًا لرئاسة تحريرها، وقد ترأَّس الشّيخ زيد - رحمه الله - تحريرَها، وانتقل إليه امتيازها.
وقد كان يكتب فيها مقالاتٍ تتميَّز بالقدرة والجرأة، وكان يكتب افتتاحياتها طيلةَ مدَّة رئاسة تحريرها، وتميَّزت اليمامة في تلك الفترة بالاهتمام بقضايا المسلمين في كلِّ مكان.
¥