تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كتاب هام أسقطناه (طبقات الحفاظ) للسيوطي]

ـ[سامي التوني]ــــــــ[19 - 07 - 10, 02:54 م]ـ

بالرغم من الأهمية الكبيرة لكتاب (طبقات الحفاظ) للسيوطي لطلبة العلم خاصة وللباحثين عامة وبقدر ما ظهر على الشبكة من أعداد غير محصورة من الكتب المصورة إلا أن هذا الكتاب طبقات الحفاظ أسقط بين الزحام، فالموجود بهذا الاسم على الشبكة واحد من اثنين:

1 نص txt للكتاب، ومن المعلومات أن النصوص هذه لا تغني عن الكتاب المصور.

2 كتاب عند البحث في جوجل وغيره يظهر باسم طبقات الحفاظ لكنه في الحقيقة هو تذكرة الحفاظ للحافظ الذهبي وليس طبقات الحفاظ.

ومن هنا أهيب بالإخوة الأفاضل أن يسعفونا بتصوير طبقات الحفاظ للسيوطي.

ولبيان مدى أهمية الكتاب أرفق هنا تعريفا بالكتاب نقلا عن كتاب (التعريف بتراث الإسلام) لأبي الفداء سامي التوني:

طَبَقَات الحُفَّاظ

لجلال الدِّيْن السِّيُوطِيّ (1)

(- 911 هـ / 1505 م)

التعريف بالكتاب

اهتمت الحضارة الإسلامية اهتماما عظيما بتدوين التاريخ – بِشِقَّيْه: تاريخ الحوادث وتاريخ الرجال – قَلَّ أن تدانيها في ذلك حضارة من الحضارات أو أمة من الأمم (2)، ولقد افْتَنُّوا في ذلك افتنانًا يدعو إلى الدهشة والإعجاب، فألفوا في التاريخ السياسي الأسفارَ الطوال، وبسطوا القول في الحديث عن الملوك والخُلَفاء، والأفراد، والحروب، ومظاهر الحضارة، ودرسوا مجتمعاتهم من النواحي المختلفة (3)، كما صنفوا في تاريخ البلدان، وترجموا من وَرَدها من الصحابة والتابعين، وتراجم من نشأ فيها وتوطنها ونُسِبَ إليها أو إلى نواحيها، ومَن دخلها من غير أهلها غازيا أو تاجرا أو طالبا للعلم.

ومما يدعو إلى الإعجاب والإكبار أن علماء المسلمين ألفوا في طبقاتٍ شتى من الناس على اختلاف تخصصاتهم واهتماماتهم واتجاهاتهم وصِفَاتِهِم، ولقد كان رُواة الحديث مِن هؤلاء الذين عُني بهم فريقٌ من المصنفين عناية خاصة، بل ظهرت عناية المسلمين بتراجم هؤلاء الرجال منذ العصر الأول للإسلام، فتحدثوا عن فضائل بعض الصحابة مما مُلئت به كُتب الحديث، وكان هذا داعيًا للمؤرخين بعد ذلك لأن يحتذوا هذا الحذو ويقفوا على فضائل التابعين ومن بعدهم.

ولقد كان من نتائج اتساع الحركة العلمية وكثرة رواية الحديث أن رأى العلماء أنفسهم بين أصناف متعددة من الرواة، فبحثوا عن كل راوٍ وحللوه، وتعددت الآراء المختلفة في التجريح والتعديل، فجُمِعَت الأخبار في نقد الرواة وبيان حالهم من حيث قبول عدالتهم وضبطهم، ودونت سيرته ومولده ووفاته ورحلته وشيوخه وتلاميذه ومسموعاته ومروياته ومؤلفاته – إن كانت له مؤلفات - ومدى دقته في الرواية ومدى اعتماده في الرواية على الحفظ أم الكتاب، ومقياس تورعه وتدقيقه في رواية ما يحفظ .. إلى غير ذلك، .. فعلوا ذلك لارتباطه بالمسائل المتعلقة بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأصول التشريع وفروعه، وقد قال أحدهم:

"إنَّ هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم" (4)

وقدمت الحضارة الإسلامية بذلك بين يدي النقد التاريخي عملا قيما لا يعرف له الناس مثيلا في آداب الأمم الأخرى.

وقد رُتبت معظم الكتب التي أُلِّفَت في هذا الميدان إما طِبْقًا لأجيال المحدثين والرواة، أو طبقا لمواطنهم وبلدانهم، أو طبقا للترتيب الهجائي لأسمائهم.

وكتاب "طبقات الحفاظ" للحافظ (خاتمة الحُفَّاظ) جلال الدين السيوطي، من هذه المؤلفات التي رُتِّبَت التراجم فيه طبقا لأجيال المحدثين وطبقاتهم.

و"الحافظ" في اصطلاح المحدثين هو من توسع في رواية الحديث ومعرفة فنونه بحيث يكون ما يعرفه من الأحاديث وعللها أكثر مما يجهل، وقد حدده بعض أهل العلم بحفظ 100.000 حديث رواية ودراية حِفظا وفَهما.

بَنَى السيوطي كتابه على كتاب "تذكرة الحفاظ" (5) للحافظ شمس الدين الذهبي (– 748 هـ / 1348 م) (6) التي احتلت أهمية كبيرة في التاريخ العلمي عند المسلمين، وبنى عليها الكثيرون مؤلفات أُخَر طلبا للكمال لهذا الكتاب الهام، كأبي المحاسن الحُسَيْنِيّ (- 765 هـ / 1364 م)، وتقي الدين ابن فَهْد (- 871 هـ / 1467 م) (7)، والسيوطي في ذَيْلٍ صنفه يُكمل به الحفاظ من حيث وقف الذهبي إلى عصره، ثم عاد فضم إلى هذا الذيل تراجم أخر ولخص الكتاب (8)، فكان كتابه "طبقات الحفاظ" (9).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير