تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يحصل إذا كان جَدَّان أَخَوَان، كان أحدهما مُكْثِر حتى عُدَّ قبيلةً في نَسْله، فهذا لا مِرْيَة فيه. والآخر مُقِل، فليس له إلا نسل قليل معدود، فإنَّ فَأَلَ أخيه المكثر يتعدى إليه، فيكون قبيلة في عُرف أهل النسب، وهذا حاصل ولا معنى لِلتَّكَلُّف بِرَدِّهِ، والشأن في الإكثار والإقلال كالشأن في الشهرة والخمول كذلك.< o:p>

كما أن لعامل تَقَادُمِ الزمان أثر مهم، أو بمعنى آخر؛ الذيول الطويلة والسلاسل البعيدة. فالقبيلة هي مؤسسةُ مجتمعٍ طبيعي؛ يتعصّب لأبٍ أعلى في سلسلة النسب المشتركة؛ فذلك المجتمع له صفات وسمات خَلْقيّة وخُلُقِيّة متجانسة ومتشابهة؛ وليست كثرة العدد شرطاً فيه وإنما العصبية وعامل الزمان المتقدم، أو الحال الذي ذكرنا في المكثر والمقل. وقد لا يصير الأخ قبيلة لعدم اشتهاره، قال السويدي: قد يكون لأب القبيلة عِدَّة أولاد، فيحدث عن بعضهم قبيلة أو قبائل، فَيُنْسَب إلى الولدِ أي القبيلة، وقد يبقى بعض أولاد الأب القبيلة بلا ولد، أو يولد له ولم يُشتهر ولدُه، فيُنْسبُ إلى القبيلةِ الأولى. < o:p>

ولذا فإن بعض الذين يحكون سلاسل النسب أو بعض المشجرين لا يذكرون هذه الطبقات، ولا يبينون هذه المفاصل، وهذا عيبٌ ليس بالهين، لأن سرد السلسلة هكذا باستطالة بلا تمييز لمفاصل النسب فيها، ولا ذكر لأفرع طبقاتها على وجه الإجمال، قد يجعل منها قليلة الفائدة وربما عديمتها، وربما عرضت لها شكوكُ بعض المستفيدين.< o:p>

ويفترق البطن أو الفخذ عن القبيلة في أمر واحدٍ وهو التعصب لأبٍ أوسط في سلسلة النسب - كل بحسبه - مقَدّمٌ التعصّبُ إليه على الأبِ الأَعلى؛ وكذلك الحال في الفصيلة؛ حيث يتعصّب فيها إلى أبٍ أدنى أي أقرب؛ وهذه الطبقات حاصلة طبعاً؛ أدرك ذلك من أدركه كالبدو أم لم يدركه أحدٌ كبعض أهل الحضر، ولذا فإننا عند دراستنا للأنساب نُطَبِّقُ قانون العرب من أهل الوبر في النظرية والعمل كما أفاده مشايخنا.< o:p>

س/هل العشيرة والرهط من طبقات النسب؟ < o:p>

العَشِيْرَةُ اسم مشترك يقع على كل طبقة من طبقات النسب، فهو يطلق على القبيلة الكبيرة كما يطلق على الطبقة الدنيا التي هي الفصيلة، ومثله الرهط، واللفظ المشترك هو اللفظ الواحد الذي له عدة مسميات متباينة، كلفظ العين، فإنه يطلق على الباصِرة، والنَّقْدَيْن، والجاسوس، والجارية، والشمس، وذات الشيء.< o:p>

قال أهل اللغة: عشيرة الرجل بنو أبيه الأدنون الذين يعاشرونه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلهِ وَسَلَّم ولما أنزل عليه {وَأَنْذِرْ عَشِيْرَتَكَ الأَقْرَبِيْنَ} قام فنادى يا بني عبد مناف!. قال في لسان العرب: وعَشِيرَة الرجل: بنو أَبيه الأَدنونَ، وقيل: هم القبيلة، والجمع عَشَائر.< o:p>

وأمَّا الرهط وهو ليس من الطبقات، وإنما هو عبارة عن جماعة ذات صفة معينة، بمعنى أنهم أقرب الناس إلى الرجل، وأخص الناس به، كبني هاشم بالنسبة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآلِهِ وسَلَّم، فهو بالنسبة له يجمع فصائل آل هاشم الذين هم آل أبي طالب، وآل العباس، وآل الحارث، وآل حمزة، وآل أبي لهب.< o:p>

والحاصل الذي نَصِيرُ إليه أن الرهط والعشيرة سيَّان كما هو مذهب ابن الكلبيّ وكما هو مذهب أهل اللغة، قال في لسان العرب: رَهْطُ الرجلِ: قومُه وقبيلته. يقال: هم رَهْطه دِنْية، والرَّهْطُ: عدد يجمع من ثلاثة إِلى عشرة، وبعض يقول من سبعة إِلى عشرة، وما دون السبعة إِلى الثلاثة نَفَرٌ، .. قال أَبو منصور: وإِذا قيل بنو فلان رَهْط فلان فهو ذو قَرَابَتِهِ الأَدْنَوْنَ، والفَصِيلةُ أَقربُ من ذلك .. والرهط؛ عَشِيرة الرجل وأَهلُه، وقيل: الرهطُ من الرجال ما دون العشرة، وقيل: إِلى الأَربعين ولا يكون فيهم امرأَة، وهذا تَحَكُّمٌ، وإنما أخذوه من حديث ضيافة النبي لرهطه المخلصون آل هاشم لما نزل قوله تعالى {وَأَنْذِرْ عَشِيْرَتَكَ الأَقْرَبِيْنَ}، وهذا غير مُلزِم، وما قالوه عن العشيرة وعن الرهط أنهما قبيلة الرجل فهذا كما أسلفنا وقلنا أن القبيلة مما تتجوّز فيه العرب وتطلقه على جميع الطبقات، مع أنهم يعرفون للقبيلة التقدم والعلو على غيرها من الطبقات.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير