تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال المؤرخ جوادُ عليّ:"وجرثومة العصبية، العصبية للدم، وأقرب دم إلى الإنسان هو دم أسرته، وعلى رأسها الأبوان والأخوة والأخوات ثم الأبعد فالأبعد، حتى تصل إلى العصبية للقبيلة، ولهذا تكون شدة العصبية وقوتها تابعة لدرجة قرب الدم والنسب وبعدهما، فإذا ما حلَّ حادث بإنسان فعلى أقرب الناس دماً إليه أنْ يهبَّ لإسعافه والأخذ بالثأئر ممن ألحق الأذى بقريبه، ولهذا صارت درجات العصبية متفاوتة بحسب تفاوت الدم ومنازل النسب".< o:p>

وهذا تماماً الذي حصل مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآلِهِ وسَلَّم، فكان أشد الناس التفافاً حوله، وأصدقهم إيماناً به قرابته الأدنون الذين هم بنو هاشم بن عبد مناف دون بقية عشيرته التي هي قريش، وكان التالي لهاشم بن عبد مناف بقية آل عبد مناف بن قصي وهم آل المطلب بن عبد مناف، وخذله بنو عبد شمس وبنو نوفل ابنا عبد مناف بن قصي وكذَّبوه واستبدلوا القرابة بالأبعدين، كما قال أبو طالب بن عبد المطلب في لاميته الشهيرة:< o:p>

جزى اللهُ عنّا عبدَ شمس ونوفلاً

لقد سفهتْ أحلامُ قومٍ تبدلوا

أعبد مناف أنتمو خير قومكم

فقد خفت إن لم يصلح الله أمركم

لعمري لقد أوهنتمو وعجزتمو

وكنتم قديماً حطب قدرٍ فأنتمو

ليهنىء عبد مناف عقوقها

< o:p>

عقوبةَ شرٍّ عاجلاً غيرِ آجل

بني خلف قيضاً بنا والغَيَاطِلِ

فلا تشركوا في أمركم كلَّ واغلِ

تكونوا كما كانت أحاديث وائلِ

وجئتم بأمر مُخْطِيءٍ للمفاصِلِ

الآن حطاب أقدر ومراجل

وخذلانها، وتركنا في المعاقل

< o:p>

وكان النويريّ قد زاد الجذم ثم الجماهير قبل الشعوب، وهي زيادة ليست بلازمة، وزاد نشوان الحميريّ الجيل بين الفخذ والفصيل، وليس بجيد، كما أنه ليس في عُرْفِ العرب، والجِذْم؛ هو الأصل والجرثومة.< o:p>

س/أرأيتَ الخامس!، ما مقصودهم به؟ < o:p>

الخامس وجمعه خوامس، والمقصود به أن يتعَصَّب قوم لجدِّهم الخامس، بمعنى أن ينتسب قوم إلى جَدِّهم الخامس في سلسلة النسب، ويتكَّون لديهم من عنده نوع استقلال عن كيان الطبقة النَسَبِيَّة المباشرة له، وهذا الاستقلال يسمى بالعصبية كما سبق بيانه في سبب نشوء طبقات النسب. < o:p>

والحاصل أننا نقول في تعريف الخوامس: وِحْدَةٌ اجتماعية؛ متكاملة؛ ومندمجة؛ ومتآلفة؛ ويتعصب أفراده لبعضهم؛ كل ذلك يكون في أقصى حَدٍّ ممكن بعد العائلة.< o:p>

فالتسمية بالخوامس متأخرة، والمتقدم هو التعبير عنها بالبيوت، وهي في الحقيقة ليست تسمية بقدر ما هي بيان لحال العصبية التي تكون للفرد مع مجتمعه، ومكامن شِدَّتها وتفاوت ثورتها في طبقات النسب، وتشخيص لخصائص اجتماعية تتعلق بمجموعة، فهي متأخرة أما أصلها فقديم.< o:p>

س/هل يُعبِّرون عنه بلفظ آخر؟ < o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير