تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سهل قال: (من الزم نفسه آداب السنة غمر الله قلبه بنور المعرفة، ولا مقام أشرف من متابعة الحديث في أوامره وأفعاله وأخلاقه والتأدب بآدابه قولاً ونية وعقداً).

هذا ومنهجي في ذكر هذه السنن المهجورة:

1 - أن يكون النص واضحاً في الدلالة على مشروعيتها، ويظهر من حال كثير من الناس تركها.

2 - إن وجدت نصاً لإمام متقدم أو عالم معاصر على أنها سنة مهجورة، فأذكر قوله بين يدي المسألة أو أثنائها.

3 - وقد اجتهدت أن لا أذكر إلا ما صح دليله، معتمدةً في جل ذلك على ما خرجه الإمامان البخاري ومسلم، فإذا كان الحديث عند غير هما خرجته، ونقلت قول من صححه من العلماء المتقدمين والمعاصرين حسب جهدي وبحثي.

فأما البخاري ومسلم أو أحدهما، فالعزو إليهما كافٍ في الصحة، كما هو معلوم لدى الجميع.

تنبيهات هامة:

الأول: أني لم أقصد الاستيعاب في هذه الرسالة، فهناك سنن كثيرة مما يشملها الشرط، ولكنني لو انتظرت حتى أستوعبها – ولن أستطيع ولو حاولت – لما كان لهذه الرسالة أن ترى النور. فلو جد لي شيء من ذلك أضفته في طبعات لاحقة أو مجموعة ثانية إن شاء الله.

الثاني: قد يرى بعض القراء الكرام أن ثمة أشياء لم تكن مجهولة لدى بعضهم، بل ربما كانوا يفعلونها، ولكن الغالب أن البعض ربما فعلها من قبل العادة فحسب، مع الغفلة عن نية الاقتداء التي فيها عظيم الثواب

– كما لا يخفى – فأردت لفت النظر إلى ذلك، وأن يعلم الإنسان ثبوت مشروعيتها عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قوله أو فعله أو تقريره لفعل أصحابه

– رضي الله عنهم - ولا تخفى الفائدة في ذلك.

الثالث: أن ثمةمسائل قد يوجد فيها خلاف لبعض أهل العلم، وأنا أنتظر من الإخوة والأخوات أن يفيدوني بملاحظاتهم وبإضافة ما يرون إضافته من هذه السنن، حتى نتعاون على الدعوة للتي هي أقوم، بالتي هي أحسن.

الرابع: قد روى الترمذي وأبو داود ([14]) وغيرهما بسند صحيح عن أبي

هريرة -رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - «من لا يشكر الناس لا يشكر الله». وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ([15]).

فأشكر الله –عز وجل – الذي حبب إلي العلم الشرعي وحبب إلي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما أشكره سبحانه على أن يسر لي هذا العمل، وأسأله-جل وعلا - أن يتقبله مني وينفع به عباده.

كما أشكر معلمتي الفاضلة وموجهتي الكريمة التي كانت خير معين لي –بعد الله - في حياتي العلمية الأستاذة المربية الكريمة. موضي بنت عبد الله الجلهم. أصلح الله لها شأنها كله، وبلغها رضاه، ورفع درجتها، وجزاها خير ما يُجزى معلمٌ عن تلميذه.

كما أشكر كل من ساعدني بفائدة، أو تخريج حديث، وأخص بالذكر الأخ أبا العباس عادل بن منصور – وفقه الله وزاده علماً وعملاً على ما أفادني به من الفوائد الغالية – حيث قام بتحقيق هذه الرسالة.

وأسال الله أن يسقينا وإياهم من حوض نبينا شربة لا نظمأُ بعدها أبداً، وأن يكرم كل من آثر في هذه الدنيا الورود على السنة المشرفة بالورود على الحوض المورود.

وفي الختام. أسأل الله أن ينفعني بهذه الرسالة وإخواني المسلمين، وأن يجعلها تعليماً للجاهل، وتذكيراً للناسي، وتنبيهاً للغافل.

وأعتذر ابتداءً بين يدي رسالتي هذه لأهل العلم وطلابه ممن قد يقف عليها إن قصر باعي، أو قل اطلاعي، أو ضعفت عبارتي، أو أخطأت في مسألة، فإنني معترفة بداية ونهاية بقلة بضاعتي وضعف إفادتي، وقديماً قيل:

ويعذر النمل في القدر الذي حملا.

وكما قال القاضي عبد الرحمن البيساني المتوفى سنة 596هـ - كلمة تداولها العلماء لفائدتها: - "إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتاباً في يوم إلا قال في غده: لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد هذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر ([16]) ".

وحسبي أني قد جمعت هذا للأهداف المنوه بها سابقاً، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، وقد رأيت أن أسميها: ((الوصية ببعض السنن شبه المنسية)).

والمنسية: معناها المتروكة والمهجورة، فإنه كما لا يخفى يأتي النسيان بمعنى: الترك، ويأتي بمعنى: الذهول عن الشيء بعد العلم به.

كتبته راجية عفو ربها ومغفرته

هيفاء بنت عبد الله الرشيد

غفر الله لها ولوالديها وجزاهما الله خيراً

الرياض

في 15/ 04/1425هـ

العنوان: المملكة العربية السعودية

الرياض – ص. ب: 60977 الرمز: 11555.


([1]) رواه مسلم برقم (55).
([2]) مسلم (1631)، وأبو داود (2880)، والترمذي (1376)، والنسائي (3651).
([3]) (2674).
([4]) (1893).
([5]) (1017).
([6]) (4/ 113).
([7]) الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع ص (14،15).
([8]) فتاوى ابن عثيمين (7/ 360).
([9]) برقم «20»
([10]) بل كل ما سيأتي أيضاً في "فصل تمهيدي" هو من الدوافع أيضاً. أسأل الله أن ينفعني بذلك في الدنيا والآخرة.
([11]) مناسك الحج والعمرة (ص 92).
([12]) الباب المفتوح (1/ 113).
([13]) (10/ 302).
([14]) الترمذي (1954) وأبو داود (4811).
([15]) برقم (416).
([16]) الإعلام بأعلام البلد الحرام للنهر والي (ص 456).

للتحميل من هنا

http://www.islamup.com/download.php?id=102757

وحمل من المرفقات
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير