تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حمل رسالة (الْوَصِيَّةُ بِبَعْضِ الْسُّنَنُ شِبْهُ الْمَنْسِيَّةُ) ننصح بتحميلها

ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 09:43 م]ـ

(الْوَصِيَّةُ بِبَعْضِ الْسُّنَنُ شِبْهُ الْمَنْسِيَّةُ)

بسم الله الرحمن الرحيم

من باب إحياء سنن النبي صلى الله عليه وسلم التي يغفل عنها كثير من المسلمين وضعت هذه الرسالة الطيبة والتي أسأل الله أن ينفع بها قارئها و مؤلفتها.

مقدمة المؤلفة:

مقدمة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً مزيداً إلى يوم الدين. أما بعد:

فإنه قد ورد في نصوص الكتاب والسنة أدلة كثيرة، تدعو إلى العلم وتبين فضله، وفضل طلبه وأهله ونشره، تعلماً وعملاً وتعليماً. والعلم المقصود بتلك الفضائل العظيمة والمناقب الجسيمة هو العلم الشرعي، علم الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح – وهم الصحابة والتابعون وأتباع التابعين رضي الله عنهم - وجعلنا ممن اتبعهم بإحسان.

وإن من وسائل نشر العلم: الكتابة تأليفاً وجمعاً وترتيباً، فكانت تلك الأدلة هي الحاثة على ما جمعتُ في هذه الرسالة من مسائل منثورة في أبواب مختلفة من العلم الشرعي.

كتبتها أولاً: تعليماً واستفادةً لنفسي، ثم: نصحاً لإخواني من المسلمين والمسلمات. و «الدين النصيحة» كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم ([1]) عن تميم بن أوس الداري رضى الله عنه

كما ثمة أمور هي الدوافع لكتابة هذه الرسالة:

1 - أنها كما تقدم من العلم الذي أرجو أن يكتب الله لي أجره في حياتي ويديمه علي بعد مماتي، كما أخبر -صلى الله عليه وسلم بقوله: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

أخرجه مسلم، وأبو داود. والترمذي، والنسائي ([2]) عن أبي هريرة رضى الله عنه.

2 - وعن أبي هريرة رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً .. » رواه مسلم ([3]).

3 - عن أبي مسعود الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من دل على خيرٍ فله مثل أجر فاعله» رواه مسلم ([4]).

4 - قوله صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنةً حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء». رواه مسلم ([5]).

قال النووي في شرحه ([6]): "فيه الحث على الابتداء بالخيرات، وسن

السنن المستحبات، والتحذير من اختراع الأباطيل والمستقبحات".

وقوله: (سنّ) قال العلامة ابن عثيمين: «أي: عمل بها ونفذها فاقتدي به، أو أحيا سنةً أميتت فعمل بها من بعده، لا أنه ابتدع في الدين، وسماها بدعةً حسنةً، كما يزعمون» ([7]).

وقال – رحمه الله -: "السنة التي تركت، ثم فعلها الإنسان فأحياها، فهذا يقال عنه: سنها بمعنى: أحياها، وإن كان لم يشرعها من عنده" ([8]).

وقد آثرت أن أتناول في هذه الرسالة بعض السنن التي قد تكون مهجورة عند كثير من المسلمين؛ لما رأيت عزوف الكثير منهم عن هدي النبي - r - والتفات بعضهم إلى محدثات الأمور، وإلا لما كان لمثلي أن يكتب في هذا الموضوع، لو لا ما رجوته من نفع لي ولعامة المسلمين، مع رجاء أن أكون ممن أحيا سنة أميتت فأنال – بفضل الله – ما ذكر من الأجور.

وروى ابن ماجه في السنن باب من أحيا سنةً قد أميتت ([9]) بسنده

وصححه الألباني بشواهده.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أحيا سنة من سنني، فعمل بها الناس، كان له

مثل أجر من عمل بها، لا ينقص من أجورهم شيءٌ» الحديث ([10]).

قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله -: (فإن السنة كلما أضيعت كان فعلها أو كد؛ لحصول فضيلة العمل ونشر السنة بين الناس) ([11]).

وقال رحمه الله: (والذي ينبغي للإنسان – ولا سيما طالب العلم الذي يؤخذ بقوله – أن يحيي السنن التي أميتت؛ حتى لا يكون المعروف منكراً) ([12])

فنسأل الله أن يجعلني ممن شملهم هذا الوعد العظيم، ونسأله

الإخلاص والمتابعة في الأقوال والأعمال. إنه سميع الدعاء.

وقد أخرج أبو نعيم في الحلية ([13]) عن أبي العباس أحمد بن محمد بن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير