تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كنت أتساءل في نفسي عن سبب اختيارك لهذه الصفة دون غيرها من صفات الظبي: فهل جاءت لتخدم السياق خدمة العبد المحب لسيده الأثير! أو تراها عبدا آبقا من خدمة سيده، ربما لكونه يخدم سيدا آخر ألا وهو هذا الوزن الصعب المخيف! قال الخليل: "والعَطْوُ: التّناوُلُ باليدِ ... والظّبيُ العاطي: الرافع يديه إلى الشّجرة ليتناول منه الورق"

مَرَّ بالْوادِيْ يُهَادِيْ خَطْوَهُ ... يرتدي اللَّيلَ وإنَّ الْحُسْنَ نَمّ

ولقد وقفت أمام ربع هذا الحرف متسائلا عن كنهه بله معناه؛ فهذا الفعل وفق صياغة الشاعر وضبطه فعل رباعي ضمت فيه حرف المضارعة، بينما إذا رجعنا إلى المعاجم وجدنا أن الفعل الذي يريد الشاعر معناه هو "تَهادى"، وهو فعل خماسي لا تضم حرف المضارعة فيه، وهو مشتق من التهادي في المشي، قال الخليل: " والتَّهادِي: مَشْيٌ في تَمايُلٍ يميناً وشِمالاً كمَشْيِ النِّساءِ، والإِبلِ الثِّقال "

ولقد وردت هذا الفعل وفق ضبط الشاعر ليدل على ضرب من السير، ولكنه ليس الضرب الذي يريده الشاعر لمحبوبته، وإنما ضرب من سير المريض إذا اشتد عليه المرض؛ قال الجوهري: " وجاء فلانٌ يُهادي بين اثنين، إذا كان يمشي بينهما معتمداً عليهما من ضعفه وتمايُله. قال ذو الرمّة:

يُهادينَ جَمَّاءَ المَرافِقِ وَعْثَةً كلِيلَةَ حجمِ الكعبِ ريَّا المُخَلْخَلِ

وكذلك المرأة، إذا تمايلت في مِشيتها من غير أن يماشيَها أحدٌ قيل: تَهادى"

وقال ابن منظور:"صلى الله عليه وسلم، خرج في مرضه الذي مات فيه يُهادى بين رَجُلَيْن؛ أَبو عبيد: معناه أَنه كان يمشي بينهما يعتمد عليهما من ضَعْفِه وتَمايُلِه، وكذلك كلُّ مَن فعل بأَحد فهو يُهاديه "

ويلحظ المنعم النظر كذلك أن كلمة (خطوه) في هذا البيت لغو، لم تفد القارئ شيئا، بله الشك في وقوعها منصوبة بهذا الفعل، حيث إنني لم أقف عليه متعديا للمفعول بنفسه، وربما التمسنا لشاعر وجها، ألا وهو النصب على نزع الخافض، ولكن يبقى اللغو ثابتا.

ما رَنَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى فَوَّقَتْ ... إنَّهُ يَنْزِعُ مِنْهَا بِأَمَمْ

لَيْسَ مَنْ تَعْشَقُهُ تَلْحَقُهُ ... إنَّما الْوَصْلُ نَصِيْبٌ وقِسَمْ

أظن أن هاتين الكلمتين تحتاجان إلى رجوع للمعجم؛ إما من القارئ وإما من الشاعر!

لَيْسَ مِثْلَ الْبَدْرِ فَهْوَ الْبَدْرُ تمّ

قِيْلَ لِي مَا كُلُّ قَتْلٍ قَوَدٌ

أيْنَ قَلْبِيْ إنَّنِيْ أفْقِدُهُ

أرى في مثل هذه الأشطر نثرية تنأى عنها لغة الشعر والتصوير، فالشاعر لا يرى الأشياء كما نراها في نثرنا السردي، وإنما يضفي عليها من جمال الصياغة ودقة التصوير والخيال ـ ما تصبح به شعرا.

مع تحياتي المنخولة ودا!

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[20 - 05 - 2009, 12:29 م]ـ

حياك الله أبا يحيى

وأنت يا أبا سهيل، فحياك الله وبياك

غزلية خفيفة لكنها من العيار الثقيل سامرتني أكثر من ليلة حتى إنني لأدخل الفصيح وما لي أرب غير مغازلتها

قد شرفت قصيدتي بمسامرة أبي سهيل. فلله هي من مسامرة. وقد خطبتَ ودّها؛ حتى أمهرتها بمهر نقدك السهيلي البديع. فلله درّك ما أنقدك!

(فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن) إنها موسيقى الرمل ذاك البحر الذي يجري عذب الألحان وتستعذب نغمته الآذان

زدنا من رملياتك يا أبا يحيى

إنما العذب لكل عذب:)

شاعر كلف بالبديع لا يغفل التصريع في مطلع قصيدته

(لدن المهتضم) لفظة الهضم أبعدت الصورة قليلا عن نطاق الغزل

(ضاحك اللبات)

اللَّبَّةُ وَسَطُ الصَّدْر والمَنْحَر والجمع لَبَّاتٌ ولِبابٌ عن ثعلب وحكى اللحياني إِنها لَحَسنةُ اللَّبَّاتِ كأَنهم جَعَلوا كلَّ جُزْءٍ منها لَبَّةً ثم جَمَعُوا على هذا. لسان العرب

وقال ابْنُ قُتَيْبَةَ: هي العِظَامُ الّتي فَوْقَ الصَّدْرِ وأَسفَلَ الحَلْقِ بين التَّرْقُوَتَيْنِ.

صفة الضحك تتناسب مع وصف الفم وقسمات الوجه أما مع اللبات فبعيدة وربما كان الأنسب (ناصع اللبات واضح اللبات براق اللبات مشرق اللبات) كما استخدمها الشعراء قديما وحديثا.

(ناصع اللبات واضح اللبات براق اللبات مشرق اللبات):

ضاحك اللبّات تفيد كل ما ذكرتَ وأكثر، إنها الاستعارة يا صديقي:)

وما أحسبها إلا موجودة في الشعر من دون شك. كذلك يقول حدس أبي يحيى:)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير