17. سحب المنافق ثلث جيش رسولنا ** من أجل هز الجيش و الخذلان
18. لكنهم مثل الجبال تثبتوا ** لم ينثنوا من فعلة الشيطان
19. أما العدو أقام في (عينين) في ** بطن لوادٍ مقفرٍ عريان
20. و تحرك الجيشان حتى ترآيا ** والصبح كان مبشرا بطحان
21. واختار أزكى المرسلين لجنده ** في ساحة الميدان خير مكان
22. من خلفهم جبل عليه رماتهم ** تحمي ظهور الجند من عدوان
23. وأتى الرسول يشد عزم صحابه ** مستأسدا من فوقه درعان
24. و كذاك صاح و سيفه في كفه ** من يعطي سيفي حقه بطعان
25. فأتى إليه أبو دجانة طالبا ** السيف يحذوا عزة الشجعان
26. عقد العصابة ثم جاء بمشية ** مختالة يمشي بأقسى أوان
27. ما إن أتت شمس الصباح بنورها** و تأهبت لقتالها الفئتان
28. و المشركات على الدفوف ضواربن** ينشدن أشعارا بغير توان
29. خرج الشديد العبدري بشركه ** فلقى الزبير أشد في الميدان
30. أرداه مذبوحا كثور أجلح ** ودماه فوق الأرض في جريان
31. جزعت قرشُ فبادرت بهجومها ** هيهات تهدم أصلب الحيطان
32. جند الرسول تفننوا في صدهم ** من ثم شنوا شنة العقبان
33. ضربوا العدو بكل سيف باتر ** فتناثر الكفار كالخرفان
34. مازال جيش المسلمين مهاجما ** مثل الحميم يصب من بركان
35. و أبو دجانة في الصفوف مجندِلا ** وكذاك حمزة أفتك الشجعان
36. لكن ثانيهم أصيب بطعنة ** في ظهره ليحل في الأفنان
37. من رمح وحشيّ ٍ أتته شهادة** في غفلة من فارس الفرسان
38. أما لحنظلة الغسيل حكاية ** طلب الشهادة تارك الأحضان
39. ترك العروس ليستعيض لحضنه ** حوراء تبهر زوجها بعيان
40. والنصر أوشك أن يجيء وإنما ** خطأ أتى أدى إلى الخسران
41. لما نسى بعض الرماة أوامراً ** من قائد ذي حكمة و مران
42. نزلوا لجمع غنائم و بغفلة ** تركوا لخالد فرصة الإمكان
43. فانقض مثل النسر يا لها فرصة ** ليعيد ما فقدوه منذ أوان
44. عادت لذلك سطوة مفقودة ** للكافرين فعادوا كالطوفان
45. فدعا الرسول الجند أن يتجمعوا ** فأتى لصوت نبينا الضدان
46. لكن أسبقهم أتى أعداؤه ** وجدوه في نفر من الأعوان
47. مع أن سعدا حين أقبل جندهم ** و كذاك طلحة دونه سدان
48. قدر اللئام بخسة و نذالة ** من شج سيدنا بفعل جبان
49. و تهافتوا حتى أتته إعانة ** من ربه لما أتى ملكان
50. و كذا أتوه الماجدون لعونه ** وصلوا لساحته بأسرع آن
51. وقفوا حصونا كالجبال أمامه ** يفدونه بالنفس و الأبدان
52. فأشاع أهل الكفر مقتل سيدي ** هي رغبة فيهم و طيف أماني
53. البعض صدقهم تزعزع أمره ** و البعض لا يرضى سوى الأكفان
54. فتراجعوا لما رأوه بينهم ** لجؤوا إلى شعب لكسب أمان
55. فأتى أبو سفيان يهزأ شامتا ** بالمسلمين بذلة وهوان
56. فأجابه الفاروق إن قتيلكم ** كالعجل يشوى في لظى النيران
57. و شهيدنا حي بنعمة ربه ** مستبشرا بالخير و الرضوان
58. رجع الطغاة لأرض مكة بعدما ** مالت طبائعهم إلى الحيوان
59. فعلوا بقتلى المسلمين جرائما ** من سمل أعينهم وبتر أذان
60. فاستاء خير الخلق من أفعالهم ** و دعا لصحبه بالرضا وجنان
61. ورأى الرسول بدفن كل ثلاثة ** واثنين في قبر من الإحسان
ـ[يحيى النعمي]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 07:39 ص]ـ
*الخروج نحو الكفار في حمراء الأسد
288. من بعدما عاد الجنود ليثربٍ ** عزم الرسول إلى خروجٍ ثاني
289. حتى الجريح أجاب أمر رسوله ** من أجل قهر الشرك والعدوان
290. فدرت قريش بأمرهم فتدابروا ** لتعود عزة مجهدٍ و مُعاني
* حصار يهود بني النضير و طردهم
292. أما يهود بني النضير بخسة ** هموا بقتل مبشر ومصان
293. هموا بإلقاء الرحى ليحطموا ** رأس الهدى من عالي البنيان
294. لكن جبرائيل جاء محملا ** تحذير حافظه عظيم الشان
295. ضرب الرسول حصاره في حيهم ** فاستسلموا بمذلة وهوان
296. حكم الرسول بأن يغادروا يثربا ** فالتيه حقٌ للحقير الجاني
* تحزب الأحزاب لقتال الرسول
297. لكنهم حقدوا فأرسلوا فرقة ** تدعوا بمكةَ ثم في غطفان
298. و تحققت غاياتهم و تجاوبت ** غطفان ثم سليم من ظهران
299. و كذا قريش أرسلت بجنودها ** و إذا بهم كجماعة العقبان
300. عشر من الآلاف صار عدادهم ** يتآمرون لدك أعلا كيان
301. درس الرسول مع الصحابة أمرهم ** حتى أتاه الرأي من سلمان
302. أن يحفروا حول المدينة خندقا ** يحمي المدينة من أذى الطغيان
303. شرع الرسول مع الصحابة حفرهم ** موضوعة في بطنه حجران
304. و أراد ربي أن يعز رسوله ** فبدت دلائل صدقه لعيان
305. لما دعا الجيش الكبير ليأكلوا ** من سفرة و ذبيحة من ضان
306. فتسد جوعتهم و يفضل بعدهم ** بركات سيدنا للمس أواني
307. و وعاء تمر في نهار آخر ** أهدى لسيدنا من النعمان
308. و الصخرة الشماء تغدو بضربة ** من كفه كالحب بعد طحان
309. هي معجزات رسولنا من ربه ** فهو المُعين و هذا خير معان
310. من بعدما أنهى الصحابة حفرهم ** وصل الطغاة لشن حرب عوان
311. هيهات أن يلج المدينة فارس ** الله حارسها من العدوان
312. كم حاولوا أن يدفنوه ليعبروا ** فيصدهم سهم و سمر لدان
313. و بنو قريظة ناصرت جيش العدى ** بخديعة و كعادة الجرذان
314. لكنّ كل المسلمين تحولوا ** مثل الأسود أحاطها خطران
315. و تكفل الجبار تفريق العدى ** بالريح رد و عامر الغطفاني
316. ألقى الخلاف بهم وأثبط عزمهم ** و أتى بصدق الوعد في القرآن
317. فتفرقت مدحورة أحزابهم ** و تراجعت في خيبة و هوان
¥