تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 04:14 ص]ـ

إذا هامَةٌ هامَتْ بِداعِيَةِ الهَوى ... فأحْرَى بأنْ تَهْوِيْ على أُمِّ راسِها

إذا قامَةٌ قامَتْ على البَغْيِ والخَنَا ... تَدَاعَتْ لها أركانُها مِنْ أساسِها

هذا قبس من سحر البديع يا أبا يحيى لا فض فوك

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 10:20 م]ـ

أخي الحبيب: أبا عبد القيوم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وحيّاك الله حالاًّ ومرتحلا، ومقيمًا ومنتقلا، وأنار دربك، ويسّر أمرك، وبلّغك مناك، وردَّك سالماً غانما، موفور الصحة والعفو والعافية

بحول الله وقوته

وبعد:

فلئن سرّ أخاك قيراطاً مزيدُ ثنائك وكريم إطرائك؛ فلقد سره قنطاراً مشاركتك إياه هواجس شعره، ومكنون سرّه، التي لم تزل به حتى أقضّت مضجعه، وأرَّقت مهجعه؛ كلما سبك شعراً أو دبَّج نثرا!

لا سيما إذا حاول من ذلك أن يتصعَّد في درج النظم طبقة بعد طبقة، ويترقّى منزلة فوق منزلة!

وهو في ذلك أشدّ ما يكون مجاهدة ومكابدة، حتى ليظنّ في اللغة ظنَّ السوء من المغالبة والمعاندة!

وما ذاك إلا لأنه في تمام درجة العناية من البعداء الأغيار، وفي مقام صدق الدراية من الأغرار الأغمار!

عفا الله عنا بما قدمت أيدينا؛ ورزقنا من مقامات العلوّ ما شاء. آمين

ثمّ إني أحسبك ـ أخي الكريم ـ من هذه المعاناة بسبيل، وفي إثرها بقبيل؛ لا سيما وقد نمَّتْ عنك بك هنا هواجسك، وصدحت وساوسك:)

فلم تكن تلك الهواجس لك أو لي فقط، أو لك ولي؛ حتى تكون لكل أحد، ولكل من هو من هذه الطريق بصدد!

وهي أسرار مكنونة، وجواهر مدفونة؛ يُعلَم منها ويُجهل، ويُذكر ويغفل؛

ولكنْ تأخذ الآذانُ منه = على قدر القرائح والعقول

فسبحان من جعل في هذه اللغة العربية الشريفة من أسرار البيان والإيجاز؛ ما وسع كتابه العزيز الذي هو غاية البلاغة والإعجاز. ولله درُّ القائل على لسان هذه العربية مفاخرة، وحق لها أن تفاخر، ومصاوِلةً وحق لها أن تصاوِل:

وسعتُ كتاب الله لفظًا وغاية= وما ضقتُ عن آيٍ به وصفاتِ

ثم أعود ـ أخي الكريم ـ إلى ما كنا فيه من أمر هذه الخواطر والهواجس؛ فهلمَّ بنا نتذاكرها مذاكرة المُدارس الممارس، ولنبدأ ـ بعون الله ـ بأول هاجس:

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 10:42 م]ـ

1ـ قلتَ ـ بارك الله فيك ـ:

* كلمة (أجرع) في البيت الأول - وأراك لم تضبطها متحرفا - لو جزمتها عطفا على أقاسها أخللت بالوزن - هكذا يبدو لي - ولو رفعتها أخللت بالنحو أو أضعفت المعنى بالاستئناف. ولعلها بالنصب على المعية تكون أوجه.

ولو قد علمتَ لعجبت ـ وما إخالك تعجب ـ إنّ أخاك أبا يحيى كان حرّررها أول مرَّة بالنصب على الطبع؛ ثم إنه أدركه التعمُّق والخلط فدعاه إلى الرفع؛ فلما حار بينهما نقض تحريرهما. حتى كان مروركم المبارك؛ فأكرمتموها بحسن وفادتكم، وحررتم موضع النزاع فيها بتمام إفادتكم. فجزاكم الله خيرا

أما الجزم؛ فممتنع بالوزن ـ كما ذكرتم ـ لا خلاف في ذلك. والحمد لله.

قلت ـ حفظك الله ـ:

*كلمة باسها قافية البيت الثاني، أظن - غير يقين - أن لو كانت ياسها بالمثناة بدل الموحدة، لكانت أشكل مع الشطر الأول، وأبعد عن الإحالة في كون الباس أمن للباس، فإن استقام قولهم القتل أنفى للقتل، فلا أراه يستقيم هنا. لأن القتل الأولى واقعة على غير ما وقعت عليه الثانية. فقتل القاتل يمنع غيره من اقتراف ما يؤدي إلى قتله. إلا إذا كان القصد أن المعاناة في الشباب مثلا تؤمن المعاناة في الكبر.

والجواب: أن قوله: "في باسها أمنُ باسها" ليس من باب: "القتل أنفى للقتل" ـ كما قلتَ ـ وهذا صحيح؛ وليس هو في معرض القياس عليه بحال!

ولكنه أيضا ـ من وجهة نظري على الأقل ـ ليس من باب الإحالة؛ كما حملتَه على ظاهر اللفظ؛ بدليل وجود نظائر له في الشعر خاصة؛ كقول العباس بن الأحنف ـ مثلا ـ:

سأطلبُ بُعْدَ الدار عنكم لتقربوا

فلسائلٍ أن يتساءل: كيف يكون البعد سببا في القرب!

والجواب على ذلك: أن المراد غير ظاهر اللفظ مع إرادته؛ فيدخل في باب الكناية، ويكون المعنى: أنه بعد من نوع خاص تكون معه غنيمة السفر، يعقبه قرب خاص يكون معه الاجتماع المحمود.

ونحو منه، وأظهر في الدلالة، قول أبي تمام:

أآلفةَ النحيب كم ارتحالٍ = أظلَّ فكان داعية اجتماعِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير