تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعد أن أكمل سالم خمس سنوات في كلية الطب

رغبت أمه في تزويجه وأخبرت أحلام التي فرحت بذلك واقترضت ودبرت المال الكافي لتزويج سالم

ولم تكن أحلام كبقية المعلمات يصرفن معظم رواتبهن على طلباتهن الشخصية

فهي تعيش لأسرتها ولا تبخل بشيء عليهم أبدا

تزوجت أختها إلهام وانتقلت لبيت زوجها ولم تبال أحلام بذلك

أكمل سالم ما تبقى له من سنوات الدراسة وهو متزوج وأحلام تغطي له طلبات بيته

زوجته سهام لم تكن راضية عن أحلام وتطالب زوجها أن يجد له عملا لتخرج من دائرة عطايا أحلام

لم تقدر سهام جهود أحلام ومحاولتها إسعادهم , بل كانت تراها متطفلة على حياتهم على الرغم من تعامل أحلام الطيب والراقي معهم ولم تكن تشعرهم بأي منة أبدا

تسدد فواتير الكهرباء والهاتف وتسلم والدتها مبلغا تضيف عليه الأم من راتب الوالد وتقدمه لسالم كل شهر وكأنه راتب شهري

بعد مرور عشر سنوات على وفاة الوالد

سالم طبيب أطفال ومتزوج ولديه ولدان

إلهام تخرجت من الكلية ولديها بنت

حسام يدرس في الكلية الأمنية

وأحلام لم تتزوج بعد

الأم مصابة بعدة أمراض ضغط وسكر والقلب

الأم تنادي على أحلام

أحلام تفضلي يا أمي ماذا لديك؟

الأم: حتى متى يا أحلام تظلين هكذا تعيشين من أجلنا؟ وتنسين نفسك!

أتمنى أن تتزوجي لأطمئن عليك وأرى أولادك قبل ..........

أحلام: أرجوك لا تكملي يا أمي أطال الله بقاءك

الأم: أريد تزويجك أنت وحسام لأرتاح. إذا تقدم أحد لخطبتك مناسب أرجوك لا ترفضي

أحلام: حسنا يا أمي لن أرفض ولكن نزوج حساما أولا .... بقيت له سنة ويتخرج

وكما زوجنا سالم وهو طالب نزوج حسام الأم: كم أنت طيبة يا أحلام رعاك الله

دخل حسام وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل قطعت حديثكم

الأم: لا , لم تقطعه .. اجلس أريد مفاتحتك في موضوع يخصك

ما رأيك أن تتزوج؟

حسام: أتمنى ذلك ولكن بقيت لي سنة على التخرج

الأم: وافق أنت وتزوج ولا تحمل هما

البيت به خمس غرف تخير منها ما شئت ولن يضايقك أحد ليس في البيت إلا أنا وأختك أحلام التي ستجددها لك وتغير أثاثها

وافق حسام وتم الزواج

استاءت زوجة حسام من السكن مع أهله رغم معاملتهم الطيبة لها

وكان حسام يصبرها دائما ويقول لها: إذا توظفت استأجرت لك شقة وسكنا بمفردنا اصبري قليلا لا أستطيع إرهاق أختي بإيجار الشقة يكفي أنها تكفلت بتكاليف زواجي وتصرف علي

ترد زوجته: إذن أنت أسير أختك

انزعج حسام من ذلك ولم يرد عليها

تخرج من الكلية برتبة ملازم وانتقل لمنطقة أخرى وأخذ زوجته وفرحت هي بذلك كثيرا

لم يعد أحد بالبيت إلا أحلام ووالدتها

فتحت أحلام دفتر مذكراتها اليومية الخاصة وكتبت:

وهاهو حسام يرحل ويتركنا ... كان بيتنا يمتلئ بنا جميعا أبي رحمه الله وأخي سالم وأختي إلهام وأخي حسام

ولم يبق إلا أنا ووالدتي الحبيبة أطال الله بقاءها

أبي الحبيب أتمنى أن تعود وترى أبناءك اليوم

في خضم مسؤولياتها لم تتخل أحلام عن الكتابة وكانت تحرر زاوية أسبوعية لإحدى المجلات بعنوان (أحلام السراب)

عانت والدتها من المرض حتى توفيت

وبقيت أحلام بمفردها في تلك الشقة وحيدة كئيبة تلفها سحائب الحزن والوحدة من كل حدب وصوب وزاد من بؤسها عدم اهتمام إخوتها بها

حسام أصغر إخوتها لايتصل عليها إلا نادرا وإن بادرت هي بالاتصال قطع حديثها سريعا متعللا بمشاغله

وسالم هو الآخر منشغل بعمله وإن فرغ من عمله نام أو خرج مع أبنائه للنزهة والزيارات والأسواق

وإن قامت أحلام بزيارة لهم شعرت بأن وجودها غير مرغوب فيه

ولا يختلف الحال مع إلهام

فتحت أحلام دفتر مذكراتها اليومية وكتبت بحبر الألم والجرح والهجران الذي تعانيه

أين إخوتي الذين كرست حياتي لهم لم أبخل عليهم بشيء ولم أرض التخلي عنهم

كل واحد منهم منشغل بحياته الخاصة ولم يعد لي أهمية لديهم

إني لا أتفضل عليهم بما قدمت ولا أريد منهم إلا الحب والحنان والأخوة

لا أحد يسأل عني ولا أحد يأنس بوجودي

لقد رفضت الزواج من أجلهم وحرمت نفسي من حلم يراود كل فتاة

ربما كنت الآن أما أحتضن أطفالي

وزوجة في رعاية رجل يعتني بي

أين ثمن تضحيتي مما أراه؟

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

أهكذا يكون رد الجميل؟

وفي الصباح دخلت الخادمة لتوقظها

أحلام قوم أحلام قوم

وأحلام لا تتحرك

تحرك يدها فتسقط على المخدة

شعرت الخادمة أن أحلام توفيت

اتصلت على سالم

بابا سالم أحلام مافيه حركة

اضطرب سالم وحضر وتيقن أن أحلام فارقت جلس بجانبها وأجهش بالبكاء واتصل على أخيه حسام وطلب منه الحضور بسرعة على أي رحلة

واتصل بإلهام

أحلام الزهرة الندية ماتت بعد نضال وحرمان قوبل بالجحود والنكران

عند أخذها للمقبرة

كان سالم أكثرهم حزنا وكآبة

يمشي بخطى متثاقلة

مر شريط ذكريات أخته أحلام كطيف داعب خياله

وشعر بالذنب الشديد لأنه أهمل أختا عظيمة تحمل قلبا حنونا ومشاعر فياضة وعطاء لا ينضب

في أيام العزاء لم يكن يتحدث إلا نادرا جدا

وبعد تفرق الجمع

دخل غرفة أحلام يتأمل فيها

ولفت انتباهه دفتر جميل على الطاولة

فتح الدفتر وقرأ أولى المذكرات يوم تخرج أحلام من الثانوية العامة

أخذ يقرأ صفحات الدفتر بشوق وحزن

حتى وصل لآخر صفحة

والتي كتبتها أحلا في آخر ليلة في حياتها

ولم يتمالك نفسه وهو يقرأ:

أين ثمن تضحيتي ما أراه؟

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

أهكذا يكون رد الجميل؟

نعم صدقت يا أختي الغالية ردنا سيء جدا لم نستحق تضحيتك ولا جهدك معنا

ليتنا نحن الذين متنا

لقد ماتت مشاعرنا

كنت أنت نهر العطاء الجاري

ونحن الجفاء الدامي

طبقت وصية والدي وأحسنت لأمي

أعطيت كل شيء ولم تأخذي منا شيء

رحمك الله يا أحلام الحب ونبع الوفاء ونهر العطاء

ملاحظة

سبق وشاركت بها في منتدى آخر وبنفس اللقب فلا تظنوا أنها مسروقة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير