تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

توبي إلى الله من ذنب وقعت به ... وراجعي النفس إن الجرح يندمل

3 - التخويف من عاقبة الفاحشة: كما في حديث التنور في البخاري في رؤياه صلى الله عليه وسلم:" قَالَا لِي - أي الملكين - انْطَلِقْ انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ، قَالَ عَوْفٌ وَأَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ وَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ، قَالَ: فَاطَّلَعْتُ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهِيبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا،فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟ .. قالا: وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي الثَّقْبِ فَهُمْ الزُّنَاةُ ".

وأحاديث انتشار الأمراض المستعصية بين أهل الفواحش ودلالة الواقع على ذلك.

4 - القصص: ومنها قصة يوسف عليه السلام، وحديث الذي دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، وعند الاسماعيلي في مستخرجه وأصله في صحيح البخاري مختصراًعَنْ عَمْرو بْن مَيْمُون قَالَ: " كُنْت فِي الْيَمَن فِي غَنَم لِأَهْلِي وَأَنَا عَلَى شَرَف، فَجَاءَ قِرْد مِنْ قِرَدَة فَتَوَسَّدَ يَدهَا، فَجَاءَ قِرْد أَصْغَر مِنْهُ فَغَمَزَهَا، فَسَلَّتْ يَدهَا مِنْ تَحْت رَأْس الْقِرْد الْأَوَّل سَلًّا رَفِيقًا وَتَبِعَتْهُ، فَوَقَعَ عَلَيْهَا وَأَنَا أَنْظُر، ثُمَّ رَجَعَتْ فَجَعَلَتْ تُدْخِل يَدهَا تَحْت خَدّ الْأَوَّل بِرِفْقٍ، فَاسْتَيْقَظَ فَزِعًا، فَشَمَّهَا فَصَاحَ، فَاجْتَمَعَتْ الْقُرُود، فَجَعَلَ يَصِيح وَيُومِئ إِلَيْهَا بِيَدِهِ، فَذَهَبَ الْقُرُود يَمْنَة وَيَسْرَة، فَجَاءُوا بِذَلِكَ الْقِرْد أَعْرِفهُ، فَحَفَرُوا لَهُمَا حُفْرَة فَرَجَمُوهُمَا، فَلَقَدْ رَأَيْت الرَّجْم فِي غَيْر بَنِي آدَم ".

فتأمل كيف يمكننا تقبيح وتبغيض الخيانة والفاحشة بمثل هذه القصة،

فشيء لم ترضه القرود لنفسها فكيف يكون موقف الإنسان العاقل السّوي منه؟!!

وليت من استفرغ جهده في جمع هذه الوسائل من الكتاب والسنة وتجارب الناس؛

فسيجد درراً وجواهر أغلى من الألماس.

ـ[عصام العويد]ــــــــ[23 Dec 2010, 06:56 ص]ـ

السور الخامس: العلم اليقيني بمراقبة الله

تكرر اسم (العليم) للرب جل وعلا في "النور" عشر مرات، وأما صفة (العلم) وما يدل عليها فأكثر من ذلك بكثير، في تأكيد ملحوظ على هذا المعنى في السورة ومن ذلك:

(وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (18)، (وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (19)، (وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (21)، (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (28)، (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ) (29)، (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (30)، (وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (32)، (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (35)، (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) (41)، (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (53)، (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (58)، (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (59)، (وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (60)، وغيرها.

بل ختم الله آيات "سورة النور" بقوله تعالى (قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) و (قَدْ) هنا للتحقيق أي يعلم علماً محققاً بما أنتم عليه، وخَتْمُ السورة بكلمة (عليم) له من الدلالة ما لا يخفى في أهمية بناء هذا السور العظيم وهو "سور المراقبة".

وهذه المراقبة تتحقق في قلب المؤمن من خلال طريقين عظيمين:

الطريق الأول: بكثرة التدبر في آيات الوعد والوعيد، ولذا لما قال تعالى (قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ) أتبعها مباشرة بقوله (وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا)، فهذا التدبر يورث القلب خوفا وطمعا، ومن كان هذا حاله راقب أقواله وأفعاله، فيوم القيامة والحساب والميزان وتطاير الصحف والصراط والجنة والناروسائللا يجوز أن تغيب عن قلب وعقل وسمع وبصر المربي ليستعملها في كل مراحل تربيته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير