إن المرابي مهما سارع في الإنفاق في سبيل الله و الاجتهاد في الطاعات فهو عدو لله، أعلن الله و رسوله عليه الحرب. و بهذا وجب مراعاة مقتضيات الشرع حتى لا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.
كما أن تقديم عمل أو تأخير آخر يستوجب علم الأولويات الشرعية حتى يكون المرء على بيِّنة من دينه:
{أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير} [البقرة: 61]
(2) - مراعاة السنة النبوية:
عن أم المؤمنين عائشة, رضي الله عنها, قالت: قال رسول الله ?:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" 2
(3) - مراعاة الإخلاص لوجه الله تعالى:
{وما لأحد عنده من نعمة تجزى, إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى} [الليل: 19 - 20]
فالله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم, لكونه عز وجل أغنى الشركاء عن الشريك ولكونه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.
{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} [البينة: 5]
(4) - مراعاة مقتضيات الذلة ومفهوم العبودية:
فمفهوم العبودية هو الذل والتذلل فإن غاب هذا المعنى عن العبودية لم يبق للعمل معنى. وما أجمل حكمة ابن عطاء الله حيث يقول: " تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه, تحقق بذلك يمدك بعزته, وتحقق بعجزك يمدك بقدرته, وتحقق بضعفك يمدك بحوله و قوته ".3
فالذلة والخضوع والخشوع لجلال الله وعظمته ومراقبته، لهي من الشروط الأساسية في قبول العمل فالله لا يرفع عمل المستكبرين.
(5) - مراعاة أثر العمل:
فإن زاد العمل للعبد ذلة بين يدي مولاه, فهو لا شك طاعة في درجات القربات، وإن كان العمل سبباً استعلائه على الخلق أضحى استدراجاً من الله ومقتا وساء سبيلا.
III - جزاء الأعمال عند الله:
ميزان الله عدل كلي وفضل وإحسان، فلا سلب حق ولا خسران في الميزان. ولا ظلم ولا طغيان ولا عدوان وجزاؤه في الدنيا, والآخرة نوعان:
- فما جزاء السيئة إلا سيئة مثلها في حق العباد؛
- وجزاء الحسنة بعشر أضعافها, والله يضاعف لمن يشاء بغير حساب.
* ومن سنن الله القرآنية:
- جزاء السيئة لمن ارتكبها كائنا من كان من جنس عمله في الدنيا من العذاب الأدنى وفي الآخرة من العذاب الأكبر, إن لم يهرع إلى باب مولاه بالتوبة والندم والعمل الصالح:
لأقواله تعالى:
{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به} [النساء: 123]
{ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} [الأنفال: 30]
{قالوا إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون} [البقرة: 15]
{ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون} [السجدة: 21]
{إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} [الفرقان: 70]
{فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} [النحل:34]
ومن عدالة جزاء الله في الحياة الدنيا:
(1) - وعده لأهل الإيمان والعمل الصالح:
"]
{وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا} [النور: 55]
ب- كونهم خير البرية:
{إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} [البينة: 7]
ج- إنعامهم بالحياة الطيبة وبالكفاية الاقتصادية والأمن:
{من عمل صالحا من ذكرأ وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} [النحل: 97]
{ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض} [الأعراف: 96]
{ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} [المائدة: 66]
د- تكريمهم بالمحبة:
{إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا} [مريم: 96]
إنها دعوة إلى دار السلام في الدنيا فضلا عن الحور والقصور والجنان ولذة النظر إلى وجه الله الكريم في الدار الآخرة.
4 - رؤية الأعمال:
[ COLOR="Sienna"] 1 - رؤية الله لها:
فالله ? لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء, يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور:
{ألم يعلم بأن الله يرى؟} [العلق: 14]
فهو مطلع على كل سريرة وعلانية وما ربك بغافل عما يعملون.
2 - رؤية رسول صل1 للأعمال:
هل يرى رسول الله صل1 أعمالنا؟
¥