تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

س 4: ما حكم تتبع المساجد طابًا لحسن صوت الإمام لما ينتج عن ذلك الخشوع و حضور القلب؟

الجواب:

الأظهر و اللّه أعلم أنه لا حرج في ذلك إذا كان المقصود أن يستعين بذلك على الخشوع في صلاته، و يرتاح في صلاته و يطمئن قلبه، لأنه ما كل صوت يريح، فإذا كان قصده من الذهاب إلى صوت فلان أو فلان الرغبة في الخير و كمال الخشوع في صلاته فلا حرج في ذلك، بل قد يشكر على هذا و يؤجر على حسب نيته، و الإنسان قد يخشع خلف إمام و لا يخشع خلف إمام بسبب الفرق بين القراءتين و الصلاتين، فإذا كان قصد بذهابه إلى المسجد البعيد أن يستمع لقراءته لحسن صوته و ليستفيد من ذلك و ليخشع في صلاته لا لمجرد الهوى و التجول بل لقصد الفائدة و العلم و قصد الخشوع في الصلاة، فلا حرج في ذلك و قد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة و السلام أنه قال: (أعظم الناس في الصلاة أجرًا أبعدهم فأبعدهم ممشى) فإذا كان قصده أيضًا زيادة الخطوات فهذا أيضًا مقصد صالح.

س 5: ما حكم التنقل من المسسجد فكل ليلة في مسجد طلبًا لحسن الصوت؟

الجواب:

لا أعلم في هذا بأسًا، و إن كنت أميل إلى أنه يلزم المسجد الذي يطمئن قلبه فيه و يخشع فيه، لأنه قد يذهب إلى مسجد آخر لا يحصل له فيه ما حصل في الأول من الخشوع و الطمأنينة، فأنا أرجع حسب القواعد الشرعية أنه إذا وجد إمامًا يطمإن إليه و يخشع في صلاته و قراءته يلزم ذلك أو يكثر من ذلك معه، و الأمر في ذلك واضح لا حرج فيه بحمد اللّه، فلو انتقل إلى إمام آخر لا نعلم فيه بأسًا إذا كان قصده الخير، و ليس قصده شيئًا ىخر من رياء أو غيره، لكن الأقرب من حيث القواعد الشرعية أنه يلزم المسجد الذي فيه الخشوع و الطمأنينة و حسن القراءة أو فيه تكثير المصلين بأسبابه إذا صلى فيه كثر المصلون بأسبابه يتأسون به، أو لأنه يفيدهم و ليس عندهم من يفيدهم و يذكرهم بعض الأحيان، أو يلقي عليهم درسًا، بمعنى أن يحصل لهم بوجوده فائدة، فإذا كان هكذا فكونه في هذا المسجد الذي فيه الفائدة منه أو كونه أقرب إلى خشوع قلبه و الطمأنينة و تلذذه به فكل هذا مطلوب.

س 6: هل الأفضل للإمام أن يكمل قراءة القرآن في صلاة التراويح؟

الجواب:

الأمر في هذا واسع، و لا أعلم دليلاً يدل على أن الأفضل أن يكمل القراءة، إلا أن بعض أهل العلم قال: يستحب أن يسمعهم جميع القرآن حتى يحصل للجماعة سماع القرآن كله، و لكن هذا ليس بدليل واضح، فالمهم أن يخشع في قراءته و يطمئن و يرتل و يفيد الناس و لو ما ختم، و لو ما قرأ إلا نصف القرآن أو ثلثي القرآن فليس المهم أن يختم، و إنما المهم أن ينفع الناس في صلاته و في خشوعه و في قراءته حتى يستفيدوا و يطمئنوا، فإن تيسر له أن يكمل القراءة فالحمد للّه، و إن لم يتيسر كفاه ما فعل و إن بقي عليه بعض الشيء، لأن عنايته بالناس و حرصه على خشوعهم و على إفادتهم أهم من كونه يختم، فإذا ختم بهم من دون مشقة و أسمعهم القرآن كله فهذا حسن.

س 7: هل يمكن أن يستفاد من مدارسة جبريل عليه السلام للنبي صلى اللّه عليه و سلمالقرآن في رمضان أفضلية ختم القرآن؟

الجواب:

يستفاد منها المدارسة و أنه يستحب للمؤمن أن يدارس القرآن من يفيده و ينفعه، لأن الرسول عليه الصلاة و السلام دارس جبريل للاستفادة لأن جبرائيل هو الذي يأتي من عند اللّه جل و علا، و هو السفير بين اللّه و الرسل. فجبرائل لا بد أن يفيد النبي صلى اللّه عليه و سلم أشياء من جهة اللّه عز و جل، من جهة إقامة حروف القرآن و من جهة معانيه التي أرادها اللّه، فإذا دارس الإنسان من يعينه على فهم القرآن، و من يعينه على إقامة ألفاظه فهذا مطلوب. كما دارس النبي صلى اللّه عليه و سلم جبرائيل، و ليس المقصود أن جبرائيل أفضل من النبي عليه الصلاة و السلام، لكن جبرائيل هو الرسول الذي أتى من عند اللّه فيبلغ الرسول عليه الصلاة و السلام ما أمره اللّه به من جهة القرآن، و من جهة ألفاظه، و من جهة معانيه، فالرسول عليه الصلاة و السلام يستفيد من جبرائيل من هذه الحيثية، لا أن جبرائيل أفضل منه عليه الصلاة والسلام بل هوأفضل البشر و أفضل من الملائكة عليه الصلاة و السلام، لكن المدارسة فيها خير كثير للنبي صلى اللّه عليه و سلم و للأمة، لأنها مدارسة لما يأتي به من عند اللّه و ليستفيد مما يأتي به من عند اللّه عز و جل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير