تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و فيه فائدة أخرى و هي:

أن المدارسة في الليل أفضل من النهار، لأن هذه المدارسة كانت في الليل، و معلوم أن الليل أقرب إلى اجتماع القلب و حضوره و الاستفادة أكثر من المدارسة نهارًا.

و فيه أيضًا من الفوائد:

شرعية المدارسة و أنها عمل صالح حتى و لو في غير رمضان، لأن فيه فائدة لكل منهما، و لو كانوا أكثر من اثنين فلا بأس، يستفيد كل منهم من أخيه و يشجعه على القراءةو ينشطه، فقد يكون لا ينشط إذا جلس وحده لكن إذا كان معه زميل له يدارسه، أو زملاء كان ذلك أشجع له و أنشط له مع عظم الفائدة فيما يحصل بينهم من المذاكرة و المطالعة فيما قد يشكل عليهم كل ذلك فيه خير كثير.

و يمكن أن يُفهم من ذلك أن قراءة القرآن كاملة من الإمام على الجماعة في رمضان نوع من هذه المدارسة، لأن في هذا إفادة لهم عن جميع القرآن، و لهذا كان الإمام أحمد رحمه اللّه يحب ممن يؤمهم أن يختم بهم القرآن و هذا من جنس عمل السلف في محبة سماع القرآن كله، و لكن ليس هذا موجبًا لأن يعجل و لا يتأنى في قراءته، و لا يتحرى الخشوع و الطمأنينة، بل تحري هذه الأمور أولى من مراعاة الختمة.

س 8: ما رأيكم حفظكم اللّه و نفع بعلومكم فيما يفعله بعض الأئمة من تخصيص قدر معين من القرآن لكل ركعة و لكل ليلة؟

الجواب:

لا أعلم في هذا شيئًا، لأن الامر يرجع إلى آجتهاد الإمام، فإذا رأى أن من المصلحة أن يزيد في بعض الليالي أو بعض الركعات لأنه أنشط، و رأى من نفسه قوة في ذلك، و رأى من نفسه تلذذًا بالقراءة فزاد بعض الآيات لينتفع و ينتفع من خلفه، فإنه إذا حسن صوته و طابت نفسه بالقراءة و خشع فيها ينتفع هو و من وراءه فإذا زاد بعض الآيات في بعض الركعات أو في بعض الليالي فلا نعلم فيه بأسًا و الأمر واسع بحمد اللّه تعالى.

س 9: ما حكم مراعاة حال الضعفاء من كبار السن و نحوهم في صلاة التراويح؟

الجواب:

هذا أمر مطلوب في جميع الصلوات، في التراويح و في الفرائض، لقوله صلى اللّه عليه و سلم: (أيكم أم الناس فليخفف فإن فيهم الضعيف و الصغير و ذا الحاجة) فالإمام يراعي المأمومين و يرفق بهم في قيام رمضان، و في العشر الأخيرة و ليس الناس سواء، فالناس يختلفون فينبغي له أن يراعي أحوالهم و يشجعهم على المجيء و على الحضور فإنه متى أطال عليهم شق عليهم و نفرهم من الحضور، فينبغي له أن يراعي ما يشجعهم على الحضور و يرغبهم في الصلاة و لو بالإختصار و عدم التطويل، فصلاة يخشع فيها الناس و يطمئنون فيها و لو قليلاً خير من صلاة يحصل فيها عدم الخشوع و يحصل فيها الملل و الكسل.

س 10: ما الضابط في عدم التطويل فبعض الناس يشكون من التطويل؟

الجواب:

العبرة بالأكثرية و الضعفاء، فإذا كان الأكثرية يرغبون في الإطالة بعض الشيء و ليس فيهم من يُراعى من الضعفة و المرضى أو كبار السن فإنه لا حرج في ذلك، و إذا كان فيهم الضعيف من المرضى أو من كبار السن فينبغي للإمام أن ينظر إلى مصلحتهم. و لهذا جاء في حديث عثمان بن أبي العاص قال له النبي صلى اللّه عليه و سلم: (اقتد بأضعفهم) و في الحديث الآخر: (فإن وراءه الضعيف و الكبير) كما تقدم، فالمقصود أن يراعي الضعفاء من جهة تخفيف القراءة و الركوع و السجود و إذا كانوا متقاربين يراعي الأكثرية.

س 11: هل هناك فرق بين التراويح و القيام؟ و هل من دليل على تخصيص العشر الأواخر بطول القيام و الركوع و السجود؟

الجواب:

الصلاة في رمضان كلها تسمى قيامًا كما قال صلى اللّه عليه و سلم: (من قام رمضان إيمانًا و احتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه) فإذا قام ما تيسر منه مع الإمام سمي قيامًا و لكن في العشر الأخيرة يستحب الإطالة فيها، لأنه يشرع إحياؤها بالصلاة و القراءة و الدعاء، لأن الرسول عليه الصلاة و السلام كان يحيي الليل كله في العشر الأخيرة و لهاذا شرعت الإطالة كما أطال النبي صلى اللّه عليه و سلم، فغنه قرأ في بعض الليالي بالبقرة و النساء و آل عمران في ركعة واحدة فالمقصود أنه عليه الصلاة و السلام كان يطيل في العشر الأخيرة و يحييها، فلهذا شرع للناس إحياؤهاو الإطالة فيها حتى يتأسوا به صلى اللّه عليه و سلم، بخلاف العشرين الأول، فإنه ما كان النبي عليه الصلاة و السلام يحييها كان يقوم و ينام عليه الصلاة و السلام كما جاء في الأحاديث، أما في العشر الأخيرة فكان عليه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير