تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الصلاة والسلام يحيي الليل كله و يوقظ أهله و يشد المئزر عليه الصلاة و السلام، و لأن فيها ليلة مباركة، ليلة القدر.

س 12: ما حكم حمل الإمام للمصحف؟

الجواب:

لا بأس بهذا على الراجح، و فيه خلاف بين أهل العلم، لكن الصحيح أنه لا حرج أن يقرأ من المصحف إذا كان لم يحفظ، أو كان حفظه ضعيفًا و قراءته من المصحف أنفع للناس و أنفع له فلا بأس بذلك. و قد ذكر البخاري رحمه اللّه تعليقًا في صحيحه عن عائشة رضي اللّه عنها أنه كان مولاها ذكوان يصلي بها في الليل من المصحف و الأصل جواز هذا و لكن أثر عائشة يؤيد ذلك أما إذا تيسر الحافظ فهو أولى، لأنه أجمع للقلب و أقل للعبث، لأن حمل المصحف يحتاج وضع و رفع و تفتيش الصفحات فيصار إليه عند الحاجة و إذا استغني عنه فهو أفضل.

س 13: ما حكم حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح؟

الجواب:

لا أعرف لهذا أصلاً و الأظهر أن يخشع و يطمئن و لا يأخذ مصحفًا، بل يضع يمينه على شماله كما هي السنة، يضع يده اليمنى على كفه اليسرى الرسغ و الساعد و يضعهما على صدره هذا هو الأرجح و الأفضل و أخذ المصحف يشغله عن هذه السنن، ثم قد يشغل قلبه و بصره في مراجعة الصفحات و الآيات و عن سماع الإمام، فالذي أرى أن ترك ذلك هو السنة، و أن يستمع و ينصت و لا يستعمل المصحف، فإن كان عنده علم فتح على إمامه و إلا فتح غيره من الناس، ثم لو قدر أن الإمام غلط و لم يفتح عليه ما ضر ذلك في غير الفاتحة، إنما يضر في الفاتحة خاصة، لأن الناتحة ركن لا بد منها، أما لو ترك بعض الآيات من غير الفاتحة ما ضره ذلك إذا لم يكن وراءه من ينبهه. و لو كان واحد يحمل المصحف و يفتح على الإمام عند الحاجة فلعل هذا لا بأس به، أما أن كل واحد يأخذ مصحفًا فهذا خلاف السنة.

س 14: سئل سماحته عن ظاهرة ارتفاع الأصوات بالبكاء؟

الجواب:

لقد نصحت كثيرًا ممن اتصل بي بالحذر من هذا الشيء و انه لا ينبغي، لأن هذا يؤذي الناس و يشق عليهم و يشوش على المصلين و على القارىء، فالذي ينبغي للمؤمن أن يحرص على أن لا يسمع صوته بالبكاء، و ليحذر من الرياء فإن الشيطان يجره إلى الرياء، فينبغي له أن لا يؤذي أحدًا بصوته و لا يشوش عليهم، و معلوم أن بعض الناس ليس ذلك باختياره بل يغلب عليه من غير قصد و هذا معفو عنه إذا كان بغير اختياره، و قد ثبت عن النبي عليه الصلاة و السلام أنه إذا قرأ يكون لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء و جاء في قصة أبي بكر رضي اللّه عنه أنه كان إذا قرأ لا يُسمِع الناس من البكاء و جاء عن عمر رضي اللّه عنه أنه كان يسمع نشيجه من وراء الصفوف و لكن هذا ليس معناه أنه يتعمد رفع صوته بالبكاء و إنما شيء يغلب عليه من خشية اللّه عز و جل فإذا غلبه البكاء من غير قصد فلا حرج عليه في ذلك.

س 15: ما حكم ترديد الإمام لبعض آيات الرحمة أو العذاب؟

الجواب:

لا أعلم في هذا بأسًا لقصد حث الناس على التدبر و الخشوع و الإستفادة، فقد روي عنه عليه الصلاة و السلام أنه ردد قوله تعالى: ((إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ آلْعَزِيزُ آلْحَكِيمُ)) (1) رددها كثيرًا عليه الصلاة و السلام فالحاصل أنه إذا كان لقصد صالح لا لقصد الرياء فلا مانع من ذلك، لكن إذا كان يرى أن ترديده لذلك قد يزعجهم و يحصل به أصوات مزعجة من البكاء فترك ذلك أولى حتى لا يحصل تشويو، أما إذا كان ترديد ذلك لا يترتب عليه إلا خشوع و تدبر و إقبال على الصلاة فهذا كله خير.

س16: ما حكم ترديد آيات الصفات؟

الجواب:

لا أعلم في هذا شيئًا منقولاً، لأن الذي نقل عن النبي عليه الصلاة و السلام ليس فيه تفصيل بين آيات الصفات و غيرها فيما نعلم، فقد يكون البكاء و الخشوع عندها، فآيات الصفات لا شك أنها مما يؤثر و يستدعي البكاء لأنه يتذكر عظمة اللّه و عظيم إحسانه فيبكي مثل قوله جل و علا: ((إِنَّ رَبَّكُمُ آللّهُ آلَّذِي خَلَقَ آلسَّمَاوَاتِ وَ آلْأَ رْضَ فِي سِتَّةِ أّيَّأمٍ ثُمَّ آسْتَوَى عَلَى آلْعَرْشِ يُغْشِي آلَّيْلَ آلنَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا)) (2). الآية. فإنه إذا تدبّرها أوجل له ذلك البكاء و الخشوع من خشية اللّه جل و علا، و هكذا ما أشبهها من الآيات مثل قوله تعالى: ((هُوَ آلَّهُ آلَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ آلْغَيْبِ وَ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير