تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

آلشَّهَادَةِ هثوَ آلرَّحْمَانُ آلرَّحِيمُ -22 - هُوَ آلَّهُ آلَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ آلْمَلِكُ آلْقُدُّوسُ آلسَّلاَمُ آلْمُؤْمِنُ آلْمُهَيْمِنُ آلْعَزِيزُ آلْجَبَّارُ آلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ آللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) (3) إلى آخر السورة، كل هذه الآيات مما يسبب البكاء لتذكره عظمة اللّه و كمال إحسانه إلى عباده، و كمال معاني هذه الصفات فيؤثر عليه ما يسبب البكاء، فالتدبر للآيات التي فيها أسماء اللّه و صفاته مهم جدًا كتدبر الآيات التي فيها ذكر الجنة و النار و فيها ذكر الرحمة و العذاب و كان عليه الصلاة و السلام إذا مرت به آية التسبيح سبح في صلاة الليل، و إذا مرت به آية وعيد استعاذ، و إذا مرت به آيات الوعد دعا، روى ذلك حذيفة رضي اللّه عنه: عنه عليه الصلاة و السلام. هذا من فعله عليه الصلاة والسلام، و سنته الدعاء عند آيات الرجاء، و التعوذ عند آيات الخوف، و التسبيح عند آيات أسماء اللّه و صفاته.

س 17: ما حكم من يبكي في الدعاء و لا يبكي عند سماع كلام اللّه تعالى؟

الجواب:

هذا ليس باختياره، فقد تتحرك نفسه في الدعاء و لا تتحرك في بعض الآيات، لكن ينبغي له أن يعالج نفسه و يخشع في قراءته أعظم مما يخشع في دعائه، لأن الخشوع في القراءة أهم، و إذا خشع في القراءة و في الدعاء كان ذلك كله طيبًا، لأن الخشوع في الدعاء أيضًا من أسباب الإجابة، لكن ينبغي أن تكون عنايته بالقراءة أكثر، لأنه كلام اللّه فيه الهدى و النور، كان النبي عليه الصلاة و السلام يتدبر و يتعقل و هكذا الصحابة رضي اللّه عنهم و أرضاهم يبكون عند تلاوته و لهذا لما قال النبي عليه الصلاة و السلام لعبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه: (إقرأ عليّ القرآن) قال عبد اللّه: كيف أقرأ عليك و عليك أنزل. قال: (إني أحب أن أسمعه من غيري). فقرأ عليه أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى: ((فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا)) (4) قال: (حسبك). قال فالتفت إليه، أو قال: فرفعت رأسي إليه فإذا عيناه تذرفان يعني يبكي، و ظاهره أنه يبكي بكاء ليس فيه صوت و إنما عرف ذلك بوجود الدمع. كذلك حديث عبد اللّه بن الشخير أنه سمع لصدره صلى اللّه عليه و سلم أزيزًا كأزيز المرجل من البكاء. فهذا يدل على أنه قد يحصل صوت و لكنه ليس بمزعج.

س 18: ما حكم التباكي؟ و صحة ما ورد في ذلك؟

الجواب:

ورد في بعض الأحاديث: (إن لم تبكوا فتباكوا) و لكن لا أعلم صحته و قد رواه أحمدو لكن لا أذكر، لأن صحة الزيادة المذكورة و هي: (فإن لم تبكوا فتباكوا) إلا أنه مشهور على ألسنة العلماء لكن يحتاج إلى مزيد عناية لأني لا أذكر الآن حال سنده. و الأظهر أنه لا يتكلف بل إذا حصل بكاء فليجاهد نفسه على أن لا يزعج الناس بل يكون بكاءً خفيفًا ليس فيه إزعاج لأحد حسب الطاقة و الإمكان.

س 19: ما معنى التغني بالقرآن؟

الجواب:

جاء في السنة الصحيحة الحث على التغني بالقرآن، يعني تحسين الصوت به و ليس معناه أن يأتي به كالغناء، و إنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة و منه الحديث الصحيح: (ما أذن اللّه لشيء كإذنه لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به) و حديث: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به) و معناه تحسين الصوت بذلك كما تقدم. و معنى الحديث المتقدم: (ما أذن اللّه) اي ما استمع اللّه (كإذنه) أي كاستماعه، و هذا استماع يليق باللّه لا يشابه صفات خلقه مثل سائر الصفات، يقال في استماعه سبحانه و اذنه مثل ما يقال في بقية الصفات على الوجه اللائق باللّه سبحانه و تعالى، لا شبيه له في شيء سبحانه و تعالى كما قال عز و جل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ آلسَّمِيعُ آلْبَصِيرُ) (5) و التغني الجهر به مع تحسين الصوت و الخشوع فيه حتى يحرك القلوب بهذا القرآن، حتى تخشع، و حتى تطمئن، و حتى تستفيد، و من هذا قصة ابي موسى الأشعري رضي اللّه عنه لما مر عليه الرسولصلى اللّه عليه و سلم و هو يقرأ فجعل يستمع له عليه الصلاة و السلام و قال: (لقد أوتي هذا مزمارًا من مزامير آل داود) فلما جاء أبو موسى اخبره النبي عليه الصلاة و السلام بذلك قال أبو موسى: لو علمت يا رسول اللّه أنك تستمع إليّ لحبرته لك تحبيرًا. و لم ينكر عليه النبي عليه الصلاة و السلام

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير