تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

القرآن يدعو بما تيسر من الدعوات الجامعة، يبدأ ذلك بحمد اللّه و الصلاة على نبيه عليه الصلاة و السلام و يختم فيما تيسر من صلاة الليل أو في الوتر و لا يطول على الناس تطويلاً يضرهم و يشق عليهم. و هذا معروف عن السلف تلقاه الخلف من السلف، و هكذا كان مشائخنا مع تحريهم للسنة، و عنايتهم بها يفعلون ذلك، تلقاه آخرهم عن أولهم، و لا يخفى على أئمة الدعوة ممن يتحرى السنة و يحرص عليها. فالحاصل أن هذا لابأس به غن شاء اللّه و لا حرج فيه بل هو مستحب لما فيه من تحري إجابة الدعاء بعد تلاوة كتاب اللّه عز و جل، و كان أنس رضي اللّه عنه إذا أكمل القرآن جمع أهله و دعا في خارج الصلاة، فهكذا في الصلاة فالباب واحد، لأن الدعاء مشروع في الصلاة و خارجها و جنس الدعاء مما يشرع في الصلاة فليس بمستنكر.

و معلوم أن الدعاء في الصلاة مطلوب عند قراءة آية العذاب، و عند آية الرحمة يدعو الإنسان عندها كما فعل النبي عليه الصلاة و السلام في صلاة الليل فهذا مثل ذلك مشروع بعد ختم القرآن، و إنما الكلام إذا كان في داخل الصلاة أما في خارج الصلاة فلا أعلم نزاعًا في أنه مستحب الدعاء بعد ختم القرآن، لكن في الصلاة هو الذي حصل فيه الإثارة الآن و البحث، فلا أعلم عن السلف أن أحدًا أنكره هذا في داخل الصلاة، كما إني لا اعلم أحدًا أنكره خارج الصلاة هذا هو الذي يعتمد عليه في أنه أمر معلوم عند السلف قد درج عليه اولهم و آخرهم فمن قال إنه منكر فعليه الدليل و ليس على من فعل ما فعله السلف، و إنما إقامة الدليل على ما أنكره و قال أنه منكر، أو إنه بدعة هذا ما درج عليه سلف الأمة و ساروا عليه، و تلقاه خلفهم عن سلفهم و فيهم العلماء و الأخيار و المحدثون، و جنس الدعاء في الصلاة معروف من النبي صلى اللّه عليه و سلم في صلاة الليل فينبغي أن يكون هذا من جنس ذاك.

س 24: ما موضع دعاء ختم القرآن؟ و هل هو قبل الركوع أم بعد الركوع؟

الجواب:

الأفضل أن يكون بعد أن يكمل المعوذتين فإذا أكمل القرآن يدعو سواء في الركعة الأولى أو في الثانية أو في الأخيرة، يعني بعدما يكمل قراءة القرآن يبدأ في الدعاء بما يتيسر في أي وقت من الصلاة في الأولى منها أو في الوسط أو في آخر ركعة. كل ذلك لا بأس به، المهم أن يدعو عند قراءة آخر القرآن، و السنة أن لا يطول و أن يقتصر على جوامع الدعاء في القنوت و في دعاء ختم القرآن.

و قد ثبت أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قنت قبل الركوع و قنت بعد الركوع و الأكثر أنه قنت بعد الركوع، و دعاء ختم القرآن من جنس القنوت في الوتر، لأن أسبابه الانتهاء من ختم القرآن، و الشيء عند و جود سببه يشرع فيه القنوت عند و جود سببه و هو الركعة الأخيرة بعدما يركع، و بعدما يرفع من الركوع، لفعل النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أسباب الدعاء في ختم القرآن هو نهاية القرآن، لأنه نعمة عظيمة أنعم اللّه بها على العبد فهو أنهى كتاب اللّه و أكمله، فمن هذه النعمة أن يدعو اللّه أن ينفعه بهدي كتابه، و أن يجعله من أهله، و أن يعينه على ذكره و شكره، و أن يصلح قلبه و عمله، لأنه بعد عمل صالح، كما يدعو في آخر الصلاة بعد نهايتها من دعوات عظيمة قبل أن يسلم بعد أن منّ اللّه عليه بإكمال الصلاة و إنهائها، و هكذا في الوتر يدعو في القنوت بعد إنهاء الصلاة و إكمالها.

س 25: هل هناك دعاء معين لختم القرآن؟ و ما صحة الدعاء المنسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللّه تعالى؟

الجواب:

لم يرد دليل على تعيين دعاء معين فيما نعلم، و لذلك يجوز للإنسان أن يدعو بما شاء، و يتخير من الأدعية النافعة، كطلب مغفرة الذنوب، و الفوز بالجنة، و النجاة من النار، و الاستعاذة من الفتن، و طلب التوفيق لفهم القرآن الكريم على الوجه الذي يرضي اللّه سبحانه و تعالى و العمل به و حفظه و نحو ذلك، لنه ثبت عن أنس رضي اللّه عنه أنه كان يجمع أهله عند ختم القرآن و يدعو، أما النبي صلى اللّه عليه و سلم فلم يرد عنه شيء في ذلك فيما أعلم.

أما الدعاء المنسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللّه فلا أعلم صحة هذه النسبة إليه و لكنها مشهورة بين مشائخنا و غيرهم و لكنني لم أقف على ذلك في شيء من كتبه و اللّه أعلم.

س 26: ما حكم تتبع الختمات في المساجد؟

الجواب:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير