تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

46يُخْبِرْكِ مَنْ شَهَدَا لْوقِيعَةَ أَنّني** أَغْشَى الْوَغَى وَأَعِفُّ عِنْدَ الَمغْنَمِ/ يخبرك: مجزوم لأنه جواب هلا سألت، الوقعة والوقيعة: اسمان من اسماء الحرب، والجمع الوقعات والقائع، الوغى: أصوات أهل الحرب ثم استعير للحرب، المغنم والغنم والغنيمة واحد يقول: إن سألت الفرسان عن حالي في الحرب يخبرك من حضر الحرب بأني كريم عالي الهمة آتي الحروب وأعف عن اغتنام الأموال

47وَمُدَجَّجٍ كَرِهَ الْكُماةُ يِزَالَهُ** لا مُمْعِنٍ هَرَبَاً وَلا مُسْتَسْلِمِ/ المدجج: التام السلاح، الإمعان: الإسراع في الشيء والغلو فيه، الاستسلام: الانقياد والاستكانة يقول: ورب رجل تام السلاح كانت الابطال تكره نزاله وقتاله لفرط بأسه وصدق مراسه، فهو لايسرع في الهرب إذا اشتد بأس عدوه ولا يستكين له إذا صدق مراسه

48جَادَتْ لَهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنَةٍ** بُمثَقفٍ صَدْقِ الْكُعوبِ مُقَوَّمِ/ يقول: جادت يدي له بطعنة عاجلة برمح مقوم صلب الكعوب. والبيت جواب رب المضمر بعد الواو في ومدجج. قوله بعاجل طعنة، قدم الصفة على الموصوف ثم أضافها اليه، تقديره: بطعنة عاجلة، الصدق: الصلب

49فَشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثيابَهُ** لَيْسَ الْكَرِيمُ على القَنَا بُمحَرَّمِ/ الشك: الانتظام، والفعل شك يشك، الأصم: الصلب يقول: فانتظمت برمحي الصلب ثيابه، أي طعنته طعنة أنفذت الرمح في جسمه وثيابه كلها، ثم قال: ليس الكريم محرما على الرماح، يريد أن الرماح مولعة بالكرام لحرصهم على الإقدام، وقيل: بل معناه أن كرهه لا يخلصه من القتل المقدر له

50فَتَرَكتُهُ جَزَرَ الْسٍّبَاعِ يَنُشْنَهُ** بَقْضُمْنَ حُسْنَ بنانِهِ وَالِمعْصَمِ/ الجزر: جمع جزرة وهي الشاة التي أعدت للذبح، النوش: التناول، والفعل ناش ينوش نوشا، القضم: الاكل بمقدم الاسنان، والفعل قضم يقضم يقول: فصيرته طعمة للسباع كما يكون الجزر طعمه للناس، ثم قال: تتناوله السباع وتأكل بمقدم اسنانها بنانة الحسن ومعصمه الحسن، يريد أنه قتله فجعله عرضة للسباع حتى تناولته وأكلته

51وَمِشَكِّ سابِغَةٍ هَتَكْتُ فُروجَهَا** بالسَّيْفِ عن حامي الَحقيقَةِ مُعْلِم/ المشك: الدرع التي قد شك بعضها إلى بعض، وقيل مساميرها يشير إلى أنه الزرد، وقيل: الرجال التام السلاح، الحقيقة: ما يحق عليك حفظه أي يجب، العلم، بكسر اللام: الذي أعلم نفسه أي شهرها بعلامة يعرف بها في الحرب حتى ينتدب الابطال لبرازه، والمعلم بفتح اللام: الذي يشار اليه ويدل عليه بأنه فارس الكتيبة وواحد السرية يقول: ورب مشك درع، أي رب موضع انتظام درع واسعة، شققت أوساطها بالسيف عن رجل حسام لما يجب عليه حفظه شاهر نفسه في حومة الحرب أو مشار اليه فيها، يريد أنه هتك مثل هذه الدرع عن مثل هذا الشجاع فكيف الظن بغيره

52رَبِذٍ يَداهُ بالقِدَاحِ إِذا شَتَا** هَتَّاكِ غَايَاتِ التِّجَارِ مُلَوَّمِ/ الربذ: السريع، شتا: دخل في الشتاء، يشتو شتوا، الغاية: راية ينصبها الخمار ليعرف مكانه بها. أراد بالتجار الخمارين، الملوم: الذي ليم مرة بعد أخرى. والبيت كله من صفة حامي الحقيقة يقول: هتكت الدرع عن رجل سريع اليد خفيفها في اجالة القداخ في الميسر في برد الشتاء، وخص الشتاء لأنهم يكثرون الميسر فيه لتفرغهم له، وعن رجل يهتك رايات الخمارين، أي كان يشتري جميع ما عندهم من الخمر حتى يقلعوا راياتهم لنفاذ خمرهم، فهو ملوم على إمعانه في الجود وإسرافه في البذل، وهذا كله من صفة حامي الحقيقة

53لَمَّا رَآني قَدْ نَزَلْتٌ أُرِيدُهُ** أَبْدَي نَوَاِجذَهُ لِغَيْرِ تَبَسُّمِ/ يقول: لما رآني هذا الرجل نزلت عن فرسي أريد قتله كثر عن أنيابه غير متبسم، أي لفرط كلوحه من كراهية الموت قلصت شفتاه عن أسنانه، وليس ذاك لتكلم ولا لتبسم ولكن من الخوف، ويروى لغير تكلم

54عَهْدِي بِهِ مَدَّ النّهَارِ كأنَّما** خُضِبَ الْبَنَانُ وَرَأْسُهُ بالعِظْلِمِ/ مد النهار ك طوله، العظلم: نبت يختضب به، العهد: اللقاء، يقال: عهدته أعهد عهدا إذا لقيته. يقول: رأيته طول النهار وامتداده بقد قتلي إياه وجفاف الدم عليه كأن بنانه ورأسه مخضوبان بهذا النبت

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير