1 - دعتهنّ إلى قصرها.
2 - أكرمتهنّ بالطعام والفاكهة.
3 - أمرت يوسف أن يخرج عليهنّ، فخرج.
4 - رأينه فائق الجمال ملَكاً يمشي على الأرض، فدُهشن لهذا الجمال الأخّاذ.
5 - لم يشعرن إلا والدماء تسيل من أصابعهنّ، فقد أخذهنّ الإعجاب بجماله والدهشة لوسامته كل مأخذ فجرحن أيديَهنّ.
6 - شعرت بالانتصار عليهنّ، فعاتبتهنّ على ما قلن في حقها من تجريح لكرامتها وكبريائها.
7 - حين رأت نفسها منتصرة عليهنّ ازدادت وقاحتها، وباحت بمكنون صدرها لهنّ، وأصرّت على تعلقها به والرغبة في وصاله، وسيفعل ذلك شاء أم أبى، وإلا كان السجن مصيره.
وهذه خطة جهنّمية لا يفعلها إلا صاحب الكيد الذكي. "
فلما سمعت بمكرهنّ أرسلت إليهنّ وأعتدت لهنّ متكأً،
وآتت كل واحدة منهنّ سكّيناً، وقالت اخرج عليهنّ.
فلما رأينه أكبرْنه وقطّعن أيديَهنّ.
وقلن حاش لله، ما هذا بشراً، إن هذا إلا ملك كريم.
قالت فذلكنّ الذي لمتنّني فيه. ولقد راودتُه عن نفسه فاستعصم.
ولئن لم يفعل ما آمره ليُسْجنَنّ، وليكونً من الصاغرين."
- ثم تأمل معي كيف خطط يوسف عليه الصلاة والسلام للخروج من السجن. بل كيف خطط الله تعالى له:
1 - " وقال الملك ائتوني به " وذلك بعد أن فسر حلم الملك في سبع بقرات سمان يأكلهنّ سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وآخر يابسات.
2 - فهل أسرع يوسف عليه السلام للخروج من السجن إلى قصر الملك دون أن يظهر الحق؟ إنه لا يريد أن يعفو عنه أحد إنما يريد أن يخرج من السجن ببراءته من كل اتهام ينقص قدره، " فلما جاءه الرسول قال: ارجع إلى ربك فاسأله: ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديَهنّ؟ إن ربي بكيدهنّ عليم. "
3 - وعاد الرسول إلى القصر يخبر الملك أن يوسف مظلوم يريد أن يخرج من سجنه بريئاً والدليل عند النساء اللاتي دعتهنّ امرأة العزيز إلى قصرها قبل سبع سنوات فدعاهن الملك قائلاً " .. : ما خطبُكن إذ راودْتُنّ يوسفَ عن نفسه؟ "
4 - فأقررْن بصدقه وبراءته حين " قلْنَ: حاش لله، ما علمنا عليه من سوء. "
5 - وهنا اعترفت امرأة العزيز بخطئها إذ " قالت امرأة العزيز: الآن حصحص الحق. أنا راودتُه عن نفسه، وإنه لمن الصادقين. "
6 - في المرة الأولى طلب الملك أن يراه فقط: أما حين ظهرت براءته عرف قدره وأكرمه وجعله مستشاره الخاص. فقد قال في الأولى " ا يتوني به " وزاد في الثانية " أستخلصه لنفسي "
7 - فلما رآه وكلمه عليه السلام أعجب الملك به – فلا بد من الاختبار.
" فلما كلمه قال: إنك اليوم لدينا مكين أمين. "
8 - وهنا حين يكون المرء بريئاً وقدره عظيما يسعى أن ينتفع الناس بعلمه وقدراته، فالمسلم خير وبركة للناس أجمعين. ومن رأى في نفسه المقدرة على خدمة الناس فليقدم نفسه دون خجل ولا مباهاة "
قال اجعلني على خزائن الأرض، إني حفيظ عليم."
وهكذا كان تخطيط الله تعالى له فأخرجه من السجن إلى الصدارة.
- وتعال معي نقف على التخطيط في استقدام يوسف أخاه" بنيامين" إلى مصر:
من بلاد الشام – فلسطين –.
1 - جاء إخوة يوسف للميرة لا يدرون أن القدر ساقهم إلى من ألقوه في الجب، ثم باعوه بثمن بخس لمن رآه فيه – على رواية من روى أنهم هم الذين باعوه للقافلة - " وجاء إخوة يوسف، فدخلوا عليه وهم له منكرون. " وهل يخطر ببالهم أن الذي بيع هو السيد الذي يعطي الناس ويعدل بينهم؟!
2 - لما أراد أن يرى أخاه الشقيق – ولم يكن معهم – أظهر تعجبه من كثرتهم، وهم عشرة رجال. فقالوا: عند أبيهم رجل آخر، فقال عند ذلك: جيئوا به لأراه، فإن لم يجئ فلا كيل لكم عندي. " ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم، ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين؟ فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون. " وعلى هذا فإنهم - حسب ماظنوا – سيأتون العام القابل ومعهم أخوهم. وسيطلبون من أبيهم أن يصاحبهم أخوهم. وإلا خسروا الميرة ما دام هذا الوزير على رأس عمله. " قالوا سنراود عنه أباه، وإنا لفاعلون." ونلمح الإصرار في قولهم " وإنا لفاعلون " لينالوا حصتهم السنوية وليقوم بنيامين بالجهد الذي يقومون به، فلمَ يظل مكرّماً عند أبيهم دونهم؟!
¥