تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بتأسيس خطاب لغوي غير مسبوق يعمد فيه إلى مخاطبة النساء بشكل مباشر أو التحدث عنهن بشكل مستقل دون الحاجة إلى مخاطبتهن أو الحديث عنهن عبر خطاب الرجال - عبر جمع المذكر السالم مثلاً- وكان هذا الوعي اللغوي القرآني بأيدلوجية اللغة وخطورة هيمنتها يؤسس لوعي غير مسبوق تظهر فيه المرأة في اللغة لينعكس على وجودها في الحياة بدلاً من الوأد في المكانيين , وهكذا خاطب القران الذكور والاناث بشكل مباشر، قال تعالى:" يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل " الحجرات 13، وقال تعالى:" اني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى " النساء124 (6) وجرى الحديث في القران الكريم عن ذوات مستقلة من الرجال ومن النساء سواء كانت ذوات فاعلة او كانت موضوعاً قال تعالى:" للرجال نصيب مما أكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن " النساء:30، وقال تعالى:" الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان " النساء:98 (7) المهاجرات (8) والمسلمات (9) والمؤمنات (10) والصابرات (11) والصادقات (12) وغيرهن، مع الحديث عن الصادقين والمسلمين والمؤمنين والصابرين والصادقين ... الخ. وكذلك جرى الحديث عن الجانب السلبي في المرأة بشكل مستقل فجاءت الآيات التي تحدث عن المنافقات (13) والمشركات (14) والزانية (15) والسارقة (16) الى جنب الحديث عن المنافقين والمشركين والزاني والسارق. وإحصاء الأمثلة في القرآن الكريم يحتاج إلى دراسة مستقلة، ذكرت هنا من باب الإشارة لا الاستقصاء. إن الوعي الجديد الذي قدمه القران في الاستعمال اللغوي تفوق في تلك اللحظة التاريخية على وعي اللغة وبنيتها وتفوق على وعي الناطقين بها، تلك الإرهاصات لم تمتد على مستوى الاستخدام اللغوي في الخطاب المعاصر ولم يفلح أهل العربية بتجاوز اللغة الذكورية أصلا والمتحيزة، ولا التفتوا إلى خطورة هيمنة أيديولوجيتها على الواقع والحياة ,بل يمكن القول ان ما حصل هو العكس حين قام تاريخ ذكوري طويل وممتد على المستويات السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية - منفصلة ومتداخلة - قام بحراسة الانجازات الذكورية في الوقت الذي نجحت فيه مجتمعات معاصرة بتجاوز ايدولوجيا اللغة، فالانكليزية مثلاً التي تستخدم ( man ) للإشارة إلى الرجال والنساء عموماً، تجاوزته بوعي مغاير يدعو إلى اقتراح وضع مفردات جديدة ليس فيها هذا الانحياز مثل " chair person" أو اقتراح تناوب" chairman" وس chair women"17 وعلى صعيد أخر. وعلى صعيد الجماعات السياسية - إذا جاز هذا التعبير- قامت الأمم المتحدة في إطار اهتمامها بمكافحة وتجنب بمكافحة. وتجنب جميع أشكال التمييز ضد البشر على أساس العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين ومعاملة الأفراد والجماعات معاملة عادلة قامت بالتنبيه إلى تفادي اللغة الجنوسية ففي اتفاقية الأمم المتحدة المعروفة (إزالة جميع أشكال التمييز ضد المرأة , المعروفة بـ (السيداو) التي أعدت عام 1980، عمدت اليونسكو - بوصفها منظمة دولية - إلى تبني قرار في فبراير1988 يتصل بموضوع اللغة الجنوسية، كما تبنى المؤتمران العامان لليونسكو الخامس والعشرون والسادس والعشرون مواقف حازمة بهذا الصدد (القرار109 للدورة 25، القرار101 للدورة 26) وحذر دليل متواضع لليونسكو في عشر صفحات من استخدامات للغة قد تترجم على أنها تخفي تحيزاً ضد النساء، أو تمييزاً للرجال عليهن، أو تقليلاً من شأنهن، حتى لو يكن المتحدث /ثة تقصد ذلك. وفي العراق أثمرت جهود الناشطات العراقيات عن الفوز بقرار صادر من رئيس الوزراء - الجعفري- في واقعة غير مسبوقة على صعيد القرارات السياسية باستعادة السيدات الوزيرات لتاء التأنيث كأن يقال وزيرة الدولة لشؤون المرأة بدل من وزير الدولة.

ـ[المشفقة على أمتها]ــــــــ[18 - 02 - 2007, 12:22 م]ـ

أخي السائل كان الرد نقلا مباشرا من غير تغيير من جريدة المنارة -الدستور العراقي فلذلك خذ ما ينفعك منه و ضع ما دون ذلك لأني نقلته من غير تدقيق و على عجل.

ـ[غير مسجل]ــــــــ[24 - 02 - 2007, 01:16 م]ـ

شكرا جزيلا

كنت انتظر نقد من علماء اللغة العربية للموضوع

لان مشكلة التذكير والتأنيث في القران الكريم مشكلة كبيرة جدا وهي السبب في اتهامنا كمسلمين بعنصرية ضد النساء وتفضيل الذكر على الانثى

ووجدت في هذا البحث ان المفاهيم تنقلب رأسا على عقب واردت التأكد من صحة هكذا بحث من اهل الخبرة

والسلام عليكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير