تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[غير مسجل]ــــــــ[18 - 02 - 2007, 09:10 ص]ـ

السلام عليكم

هل انعدام التعليق يعني موافقة على محتوى هذا البحث؟

اعدت القراءة عدة مرات ولم اجد الا كلام منطقي

وكنت اتمنى فقط التعليقات من اهل الاختصاص باللغة العربية

مع الشكر

ـ[المشفقة على أمتها]ــــــــ[18 - 02 - 2007, 12:19 م]ـ

صنفت اللغة العربية ومثلها اللغة الفرنسية والانكليزية الأسماء على أساس اتساقها في وحدتي المؤنث والمذكر، سواء في الإنسان أو الحيوان، وتعاملت العربية على هذا الأساس التصنيفي حتى مع الجمادات التي لاصلة لها بالجنس الحقيقي على وجه الإطلاق كالحجر والجبل (والمعاني) كالعدل والكلام فوزعتها على سبيل المذكر والمؤنث المجازيين ,فيما قامت لغات أخرى بتصنيف الاسماء الأخيرة التي لا مدلول حقيقي لتأنيثها أو تذكيرها ضمن قسم ثالث سمي في بعض اللغات الأوربية بالمحايدة كما في اللغة الألمانية. على أن تقسيم الاسماء على أساس الفرق البيولوجي بين نوع الجنس البشري ليس بالبنية الكونية القارة في جميع اللغات، إذ أن بعضها اعتمد تقسيمها على أسس اتساق أخرى مختلفة كأن تقسمها بين أحياء وجمادات أو عاقل وغير عاقل أو بحسب وحدات الظروف والأحوال والأعداد وغيرها (1). إن الجنوسة اللغوية النحوية التي اقتضت تقسيم الاسماء بين مذكر ومؤنث على أساس الفروق البيولوجية لم تكن في بادئ الأمر تحمل أية بنية ضدية ولكن في لحظة تاريخية ما - ليس هنا مجال الخوض في تفصيلاتها - خضع ذلك التجنس إلى أيديولوجية أملت قيما هرمية منح الرجل فيها القمة فيما تدنت مكانة المرأة في ذلك الهرم ثم عملت بنى ثقافية واجتماعية لا علاقة لها بالتكوين الجنسي بمرور الأزمان على حماية ذلك الفرق الأيديولوجي معززة بذلك التمييز الجنوسي وصارت الجنوسية: " نظام مؤسساتي للطبقة الاجتماعية، واحتكار للسلطة يحول دون مساواة الطرفين ثم تفرض هذه السلطة هرمية قيمية على الجنس البيولوجي لتتسم السلطة نفسها بسمة الجنس البيولوجي " (2) أن خطورة تلك الأيدلوجية تكمن في سعيها إلى تجيير الاختلافات الاجتماعية والسياسية وجعلها تبدو فوارق طبيعية بيولوجية فتقلب المعادلة لتبرر التمايز في الأدوار الاجتماعية وعلاقات الهيمنة والخضوع. ولان الغة أحدى البنى الثقافية والاجتماعية تسرب إليها ذلك التحيز اعتمادا على جدلية العلاقة بين اللغة والفكر ومساهمة كل منها في تشكيل الآخر.

العربية لغة جنوسية:

تحمل اللغة العربية في بنيتها - تشاركها لغات أخرى - إيدلوجيا تمييزية تتضح بعض تجلياتها مثلاً اعتماد قاعدة (المذكر هو الأصل) في أكثر من مبحث أو أكثر من حكم من الأحكام اللغوية , وعلى سبيل المثال لا الحصر إذا اجتمع المؤنث والمذكر يتم تغليب الأخير بالقول (أكدا)، وأكثر من ذلك معاملة الجمع اللغوي لالف امرأة بينهن رجل واحد بالقول (اكدوا) ولا يجوز القول (اكدن)، وفي حال استخدام الالفاظ التي يستوي فيها المذكر والمؤنث فان كل ضمير يأتي بعدها او نعت أو صفة يكون عائد للمذكر مثل (الانسان يؤكد حرصه)، ولم نقل يوماً (تؤكد حرصها)، وغير ذلك كثير في البنية اللغوية في مباحث مختلفة اذ تصنف المرأة مع الاعجمي في خانة الممنوع من الصرف، وتصنف في خانة واحدة مع مالا يعقل في جمع المؤنث السالم , كما لايحق لها ن تحصل على علامتها (المميزة) (تاء التأنيث) في الالفاظ مثل (نائب، وزير، رئيس، أمين عام ... الخ) حتى لو شغلت مقاعد تلك الوظائف. الاستعمال اللغوي والجماعات التاريخية:

إذا كان هذا وضع اللغة على مستوى البنيان بعد ان رسخه فكر ذكوري اسقط الجبرية البيولوجية اسقاطاً ثقافياً ثم دافع عنه وحرسه تاريخ ذكوري أيضاً على المستويات السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية منفصلة ومتداخلة , اذا كان هذا وضع اللغة على مستوى البنيات فان للاستعمال اللغوي شأناً أخر لتعلقه بوعي الجماعات التاريخية , فبعض تلك الجماعات " لا تكتفي بأن تكون حاملاً سلبياً لوعي اللغة ولأيديولوجيتها " (5) وقد حدث في تاريخ اللغة العربية وعي جديد تمثل في لغة القرآن التي تصدت لتلك الايدولوجيا فقد حرم القرآن الكريم من بين ما حرص عليه ثورته الاجتماعية وسعيه للتخفيف من حدة التمييز الاجتماعي الذي تعانيه المرأة الذي وصل حد الوأد عند بعض الجماعات، حرص على أن تكون تلك الثورة مصحوبة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير