تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أتصحو أم فؤادك غير صاح؟؟ إلى شعنونة]

ـ[مرور الكرام]ــــــــ[26 - 03 - 2008, 12:57 ص]ـ

أتصحو بل فؤادكَ غيرُ صاح

عشية َ همَّ صحبكَ بالرواحِ

يقُولُ العاذلاتُ: عَلاكَ شَيْبٌ،

أهذا الشيبُ يمنعني مراحي

يكفني فؤادي من هواهُ

ظَعائِنَ يَجْتَزِعْنَ عَلى رُماحِ

ظَعائَنَ لمْ يَدِنّ مَعَ النّصَارى َ

وَلا يَدْرِينَ ما سَمْكُ القَراح

فبعضُ الماءِ ماء ربابِ مزنٍ

وبَعْضُ الماءِ مِنْ سَبَخٍ مِلاح

سيَكْفِيكَ العَوازلَ أرْحَبِيٌّ

هجانُ اللونِ كالفردِ الليلح

يعز على الطريق بمنكبيهِ

كما ابتَرَكَ الخَليعُ على القِداح

تعزتْ أمُّ حزرة َ ثمَّ قالتْ

رَأيتُ الوَارِدِينَ ذَوي امْتِناحِ

تُعَلّلُ، وَهْيَ ساغِبَة ٌ، بَنِيها

بأنْفاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِ

سَأمْتاحُ البُحُورَ، فجَنّبِيني

أذاة َ اللّوْمِ وانْتظِرِي امْتِياحي

ثِقي بالله لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ،

و منِ عندِ الخليفة ِ بالنجاحِ

أعثني يا فداكَ أبي وأمي

بسيبٍ منكَ إنكَ ذو ارتباح

فَإنّي قدْ رَأيتُ عَليّ حَقّاً

زِيَارَتِيَ الخَليفَة َ وامْتِداحي

سأشكرُ أنْ رددتَ عليَّ ريشي

وَأثْبَتَّ القَوادِمَ في جَنَاحي

ألَسْتُمْ خَيرَ مَن رَكِبَ المَطَايا

و أندى العالمينَ بطونَ راحِ

وقَوْمٍ قَدْ سَمِوْتَ لهمْ فَدَانُوا

بدهمٍ في مللة ٍ رداحِ

أبحتَ حمى تهامة َ بعدَ نجدٍ

و ما شيءٌ حميتَ بمستباحِ

لكمْ شم الجبالِ منَ الرواسي

و أعظمُ سيلِ معتلجِ البطاحِ

دَعَوْتَ المُلْحِدينَ أبَا خُبَيْبٍ

جماحاً هلْ شفيتَ منَ الجماحِ

فقَدْ وَجَدُوا الخَليفَة َ هِبْرِزِيّاً

ألَفّ العِيصِ لَيس من النّواحي

فما شجراتُ عيصكَ في قريشٍ

بِعَشّاتِ الفُرُوعِ وَلا ضَواحي

رأى الناسُ البصيرة َ فاستقاموا

و بينتِ المراضِ منَ الصحاحِ

لما انتجع جريرٌ عبدَالملكِ بنَ مروانَ بقصيدتَه المشهورةِ التي يقول مطلعها:

أتصحو أم فؤادُك غير صاحِ ... عَشِيَّةَ همَّ صحبُك بالرواح

قال له عبدُالملك: بل أنت فؤادك غير صاح.

وكان جريرٌ يَقْصِدُ نفسَه؛ حيث جرد منها ذاتاً أخرى، غير أن عبدالملك -وهو البصير النقَّادة الخبير- أراد أن يلفت نظر جرير، وينبهه إلى سوء مطلعه.

ولما وصل جرير إلى قوله:

ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح

تهلل وجه عبدالملك، وبلغ به الارتياح إلى أن أمر لجرير بعطاء جزل قوامه مائة ناقة وزيادة.

في مطلع القصيدة يقف جرير متسائلا: أتصحو؟ أي من سكرك وشرودك وغفلتك؟

أم فؤادك غير صاح؟ لأن ما أذهب عقلك هو أمر أعتى من الخمر وأشد، حيث هم صحبك بالذهاب، ابتعدوا وبقيت أنت تنظرإليهم يرحلون جمالهم ومتاعهم!! بقيت أنت تنظر وقد ارتحلوا بقلبك!! بقيت أنت تنظر وقد تركوا جسدك ثم واقفا وحملوا روحك ليستروحوا بها!!

هم رحلوا وأنت تراوح مكانك فاغرا فاك وقد دمعت مقلتاك!!

يقُولُ العاذلاتُ: عَلاكَ شَيْبٌ،

أهذا الشيبُ يمنعني مراحي!!

ارتحل الصحب وفؤادك لم يصح!! وارتحل الشباب وما زلت في غفلتك لم تصح ولا إخالك تريد أن تصحو!!

آلشباب شباب القلب؟؟

يكلفني فؤادي من هواهُ

ظَعائِنَ يَجْتَزِعْنَ عَلى رُماحِ

ظَعائَنَ لمْ يَدِنّ مَعَ النّصَارى َ

وَلا يَدْرِينَ ما سَمْكُ القَراح

ما زلت تتبع الظعائن وتتعرض للقوافل تنظر للمحاجر التي حجرت عقلك فلم تصح!!

ظعائن مسلمات خفرات محميات عفيفات فعلن بك فعل الخمر وذهبن بلبك!!

ظعائن بريئات لا يفرقن بين الماء العذب والماء المالح!!

حتى إذا ما صحا من غزله ركب جمله ورحل لا يلوي على شيء!!

سيَكْفِيكَ العَواذلَ أرْحَبِيٌّ

هجانُ اللونِ كالفردِ اللحيح

يعز على الطريق بمنكبيهِ

كما ابتَرَكَ الخَليعُ على القِداح

لم تحددي أي أبيات تريدين شرحها!! وقد شرحت لك المطلع لأنني هكذا فهمت وشكرا لي.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير