تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الغرب يستغيث بالنظام الإسلامي]

ـ[عضوغير مسجل]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 01:44 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

كشفت الأزمة المالية الأمريكية الحالية عن فشل النظام الاقتصادي القائم على الربا وسددت الضربة القاضية للنظم الرأسمالية في العالم والتي يحاول سدنتها الحيلولة من الاتهيار التام الكاسح.

فهاهو النظام الاقتصادي الرأسمالي والذي يعتبر المال ملكاً للفرد ينهار أمام أعيننا كما انهار من قبله النظام الشيوعي الماركسي الذي يعتبر المال ملكاً للدولة ولن يصلح الأرض غير الاقتصاد الإسلامي الذي يعتبر المال مال الله تديره الدولة والفرد بقوانين الله فلا اتجار به ولا ربا ولكن استثمار في الخير والإنماء وصالح المسلمين وتكافلهم وما يرضي خالق الناس أجمعين.

والآن نسمع استغاثة ساسة وكتاب الغرب بالنظام الاقتصادي الإسلامي ونظام المرابحة دون الربا وعدم جعل المال سلعة للإتجار.

أعلن الرئيس الفرنسي ساركوزي تحت مطرقة الواقع سقوط نظرية الاقتصاد الحر والرأسمالية. وقال أن ان النظام المالي العالمي على وشك كارثةوأن فكرة وجود اسواق بصلاحيات مطلقة دون قيود، ودون تدخل الحكومات هي فكرة مجنونة. وكرر دعوته الى قمة تجمع قادة الدول الكبرى لوضع نظام عالمي مالي جديد قبل نهاية العام.

أما بوفيس فانسون رئيس تحرير مجلة تشالينجز الأمريكية فقد فاجأ الغالم بمقالة افتتاحية بعنوان (البابا أو القرآن) أثار موجة عارمة من الجدل وردود الأفعال في الأوساط الاقتصادية.

فقد تساءل الكاتب فيه عن أخلاقية الرأسمالية؟ ودور المسيحية كديانة والكنيسة الكاثوليكية بالذات في تكريس هذا المنزع والتساهل في تبرير الفائدة، مشيرا إلى أن هذا النسل الاقتصادي السيئ أودى بالبشرية إلى الهاوية.

وتساءل الكاتب بأسلوب يقترب من التهكم من موقف الكنيسة ومستسمحا البابا بنديكيت السادس عشر قائلا: أظن أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلا من الإنجيل لفهم ما يحدث بنا وبمصارفنا لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات وما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري؛ لأن النقود لا تلد النقود.

وفي الإطار ذاته لكن بوضوح وجرأة أكثر طالب رولان لاسكين رئيس تحرير صحيفة 'لوجورنال د فينانس' في افتتاحية هذا الأسبوع بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية في المجال المالي والاقتصادي لوضع حد لهذه الأزمة التي تهز أسواق العالم من جراء التلاعب بقواعد التعامل والإفراط في المضاربات الوهمية غير المشروعة.

وعرض لاسكين في مقاله الذي جاء بعنوان: 'هل تأهلت وول ستريت لاعتناق مبادئ الشريعة الإسلامية؟ '، المخاطر التي تحدق بالرأسمالية وضرورة الإسراع بالبحث عن خيارات بديلة لإنقاذ الوضع، وقدم سلسلة من المقترحات المثيرة في مقدمتها تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية برغم تعارضها مع التقاليد الغربية ومعتقداتها الدينية.

وفي استجابة -على ما يبدو لهذه النداءات، أصدرت الهيئة الفرنسية العليا للرقابة المالية - وهي أعلى هيئة رسمية تعنى بمراقبة نشاطات البنوك- في وقت سابق قرارا يقضي بمنع تداول الصفقات الوهمية والبيوع الرمزية التي يتميز بها النظام الرأسمالي واشتراط التقابض في أجل محدد بثلاثة أيام لا أكثر من إيرام العقد، وهو ما يتطابق مع أحكام الفقه الإسلامي.

كما أصدرت نفس الهيئة قرارا يسمح للمؤسسات والمتعاملين في الأسواق المالية بالتعامل مع نظام الصكوك الإسلامي في السوق المنظمة الفرنسية. والصكوك الإسلامية هي عبارة عن سندات إسلامية مرتبطة بأصول ضامنة بطرق متنوعة تتلاءم مع مقتضيات الشريعة الإسلامية.

ومنذ سنوات والشهادات تتوالى من عقلاء الغرب ورجالات الاقتصاد تنبه إلى خطورة الأوضاع التي يقود إليها النظام الرأسمالي الليبرالي على صعيد واسع، وضرورة البحث عن خيارات بديلة تصب في مجملها في خانة البديل الإسلامي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير