تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حوار مع الشيطان.]

ـ[العبد اللطيف]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 12:36 ص]ـ

حوار مع الشيطان

حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم فلما سمعت أذان الفجر أردت الذهاب إلى المسجد فقال لي: عليك ليل طويل فارقد.

قلت: أخاف أن تفوتني الفريضة. قال: الأوقات طويلة وعريضة.

قلت: أخشى ذهاب صلاة الجماعة. قال: لا تشدد على نفسك في الطاعة.

فما قمت حتى طلعت الشمس ..............

فقال لي في همس: لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات.

وعزمت على المتاب، فقال: تمتع بالشباب.!

قلت: أخشى الموت. قال: عمرك لا يفوت.

وجئت لأحفظ المثاني، فقال لي: روّح نفسك بالأغاني.

قلت: هي حرام. قال: لبعض العلماء كلام!

قلت: أحاديث التحريم عندي في صحيفة. قال: كلها ضعيفة.

ومرت حسناء فغضضت البصر، قال: ماذا في النظر؟

قلت: فيه خطر. قال: تفكر في الجمال، فالتفكر حلال.

فلما ذهبت لألق ِ نصيحة ...... قال: لا تجر إلى نفسك فضيحة.

قلت: هذا نفع للعباد. فقال: أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد.

قلت: فما رأيك في أحمد بن حنبل؟ قال: قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزل. قلت: فابن تيمية؟ قال: ضرباته على رأسي باليومية.

قلت: فالبخاري؟ قال: أحرق بكتابه داري.

قلت: فأبو جهل؟ قال: نحن له أخوة وأهل.

قلت: فأبو لهب؟ قال: نحن معه أينما ذهب.

قلت: فالمجلات الخليعة؟ قال: هي لنا شريعة.

قلت: فالدشوش؟ قال: نجعل الناس بها كالوحوش.

قلت: فالمقاهي؟ قال: نرحب فيها بكل لاهي.

قلت: ما هو ذكرك؟ قال: الأغاني.

قلت: ما رأيك بالأسواق؟ قال: عَلمنا بها خفاق، وفيها يجتمع الرفاق.

قلت: كيف تضل الناس؟ قال: بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات. قلت: كيف تضل النساء؟ قال: بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور.

قلت: فكيف تضل العلماء؟ قال: بحب الظهور والعجب والغرور وحسد يملأ الصدور. قلت: كيف تضل العامة؟ قال: بالغيبة والنميمة والأحاديث السقيمة وما ليس له قيمة.

قلت: فكيف تضل التجار؟ قال: بالربا في المعاملات ومنع الصدقات والإسراف في النفقات. قلت: فكيف تضل الشباب؟ قال: بالغزل والهيام والعشق والغرام والاستخفاف بالأحكام.

قلت: فما رأيك في الدعاة؟ قال: عذبوني وأتعبوني وشيبوني، يهدمون ما بنيت، ويقرؤون إذا غنيت، ويستعيذون إذا أتيت. قلت: فماذا يقتلك؟

قال: آية الكرسي منها تضيق نفسي، ويطول حبسي، وفي كل بلاء أمسي.

قلت: فما أحب الناس إليك؟ قال: المغنون، والشعراء الغاوون، وكل خبيث مفتون.قلت: فما أبغض الناس إليك؟ قال: أهل المساجد، وكل راكع وساجد، وزاهد عابد وكل مجاهد.

قلت: أعوذ بالله منك فاختفي، وغاب كأنما ساخ في التراب، وهذا جزاء الكذاب.!

ـ[أبو أسيد]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 01:14 ص]ـ

لطيفة وظريفة هذه المشاركة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير