تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حتى اللغة لم تسلم من تظلم النساء؟.]

ـ[العبد اللطيف]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 05:08 م]ـ

قرأت هذا المقال وأنقله لكم بنصه أيها الفصحاء في هذه الاستراحة على سبيل الترويح، لانه مردود عليه بكثير من القول.

س / ما قولكم أدام الله فضلكم، فيما يقال: إن اللغة العربية ظلمت المرأة في خمسة مواضع، وهي:

أولاً: إذا كان الرجل لا يزال على قيد الحياة فيقال عنه: إنه حي، أما إذا كانت المرأة لا تزال على قيد الحياة فيقال عنها إنها حية.

ثانياً: إذا أصاب الرجل في قوله أو فعله فيقال عنه: إنه مصيب، أما إذا أصابت المرأة في قولها أو فعلها فيقال عنها: إنها مصيبة.

ثالثاً: إذا تولى الرجل منصب القضاء فيقال عنه: قاضي، أما إذا تولت المرأة منصب القضاء فيقال عنها: قاضية. والقاضية هي المصيبة العظيمة التي تنزل بالمرء فتقضي عليه، يا لطيف!!!!.

رابعاً: إذا أصبح الرجل عضواً في أحد المجالس النيابية فيقال له: نائب، أما إذا أصبحت المرأة عضواً في أحد المجالس النيابية فيقال لها: نائبة. وكما تعلمون فان النائبة هي أخت المصيبة.

خامساً: إذا كان للرجل هواية يتسلى بها ولا يحترفها فيقال له: هاوي، أما إذا كانت للمرأة هواية تتسلى بها ولا تحترفها فيقال لها: هاوية. والهاوية هي إحدى أسماء جهنم والعياذ بالله.

الإجابة بقلم الأستاذ أنس محمود فجال

الأخ السائل الكريم:

لقد اعتادت مسامعنا بين الفينة والأخرى على سماع الاتهامات التي تكالُ جُزافًا ضدّ لغتنا العربية، وهو أمر يدلّ على عظمتها وسموّها ورقيّها حتى غدت هدفًا لكلّ رامٍ.

لو تأملنا في مظلومية اللغة للأنثى لوجدنا المفارقة العجيبة الأولى التي تتبادر إلينا عند بدء التفكير بتلك المظلومية المدّعاة، فكيف تظلم اللغة الأنثى ثم تختار لنفسها لفظًا مؤنّثًا (اللغة العربية)؟!! والحقّ أن تساؤل الأخ الكريم يجمع بين الظرافة والحقيقة، فكثيرٌ من الأمور قد تبدو لنا بصورة معينة لكن عند التأمّل والتمعّن سرعان ما تنكشف لنا الحقائق ويتبين لنا بأن ما كنّا نعتقده عارٍ من الصحّة والواقعية.

اعتراضات حوّاء تلك - على عادتهن - أثارت دهشتي، فحتى اللغة لم تسلم أيضًا من دعاوى المساواة، ولو تبحرّت حوّاء قليلًا في كتب اللغة لما رفعت صوتها بندائها (من ينصف الأنثى من مفردات اللغة؟!).قد ينظر بعضنا إلى تلك المقولات نظرةً عابرةً ويحملها على باب الدعابة والطرافة، إلا أنني لم أقف عند تلك النظرة فحسب، بل قمت بقراءة واعية لموضوع التأنيث في اللغة، ورأيت في ذلك مؤلفات كثيرة متعددة الأهداف والاتجاهات، واطلعت على العديد من المقالات في هذا الخصوص، وتبين لي بعد تلك القراءة أننا نحتاج إلى من يُنصف الذكرَ من أيدي اللغة، إذ استولت الأنثى على نصيب الأسد من المكانة والتعظيم والنظرة السامية في مفردات اللغة.

فقد أتى على الإنسان حين كان يقدّس فيه القوى الطبيعية، المنتج منها والمدمر، ويتملّقها بالعبادة والقرابين، استرضاء لها واتقاء لشرّها.ومن ذلك (الريح) كان يقدسها الإنسان؛ لأنها إذا سخطت أتت صرصراً عاتية، تعبث به وبكوخه ومتاعه، وتزأر زئيرًا يقشعرّ له بدنه، وإذا رضيت أتت رخاء لينة، تخفف حدّة القيظ وقرّ الشتاء.وكان يقدّس (الشمس) لأنها تبعث في الإنسان والحيوان والنبات الحياة والقوة،و تجلب الضوء فتمكنه من السعي في مناكب الأرض والخروج للصيد. وكان ينظر إلى (السماء) وما حوت نظرةَ تقديس وإجلال، فيراها موطن الأجسام المتلألئة اللامعة، تمنّ عليه بالضوء ليلًا ونهارًا، يتطلّع إليها كأنّها مصدر القوى المسيطرة على العالم.

وكان يرى (الأرض) أُمًّا يسكن إليها إذا ريع، ويعتمد عليها في طعامه وشرابه وحياته، درج عليها صغيرا، وترعرع في نواحيها كبيرا، وزرع فيها الحَبَّ فآتى أُكله، وغرس فيها الشجر فأثمر.وكان يرى (السحب) إله الرحمة، تنقع غلته من حياها، وتنمي زرعه من غيثها وتدرُّ الماء فتربو الأرض، وتنتج من كل زوج بهيج. وكان يرى (النار) مصدراً للخير والشرّ، تنضج له طعامه، وتضيئ له كوخه، وتلتهم كل ما يملك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير