تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عاجل: الاعجاز القرآني في [إن كيدكن عظيم]]

ـ[غير مسجل]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 09:24 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ياأهل اللغة، أتمنى منكم توضيح قوله تعالى: [إنه من كيدكن، إن كيدكن عظيم] سورة يوسف:28

ثم قال تعالى في موضع آخر: [وإلاتصرف عني كيدهن أصب إليهن] يوسف: 33

الكيد في الآية

هل المعنى خاص للنساء، أم عام؟

والغرض من التأكيد في كلتا الآيتين ..

ومالسر القرآني أو اللطائف القرآنية في تلك الأيتين؟

الأغلبية من الناس تطلق صفة الكيد على النساء عامة وفقًا للآية السابقة ..

شاكرة لكم حسن توضيحكم

وفقكم الله للخير

وجعل أقلامكم نيرة في سبيل الدعوة

ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 12:16 م]ـ

:::

ما معنى الكيد؟ وهل هو صفة عامة للنساء؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت العزيزة،

الخلط بين الآيات القرآنية لا يصح ولا يجوز، لذلك ينبغي العودة إلى التفاسير المعتمدة للقرآن الكريم عند أي التباس. ومن أجل ايضاح قول الله عز وجل عن النساء: (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) " بشكل محدد ودقيق يجب علينا الرجوع إلى الآية 28 من سورة يوسف (فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)، حيث ندرك من السياق أن هذه الآية لم تنزل في النساء بشكل عام، بل نزلت في النسوة اللواتي كدن لسيدنا يوسف عليه السلام بشكل خاص، ونشاهد أن الله سبحانه وتعالى يخبرنا في هذه الآية عن زوج المرأة التي كادت لسيدنا يوسف وأنه قال لزوجته: إن هذا الفعل من كيدكن أي صنيعكن، وإنه فعل عظيم.

في أية أخرى يقرأ بعض الناس قوله عز وجل عن الشيطان: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) "ويتساءلون: "هل المرأة أشد كيدًا من الشيطان؟ ". هنا أيضا ينبغي علينا العودة إلى تفسير الآية 76 من سورة النساء (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) لكي يكون كلامنا أكثر دقة وأكثر تحديدا.

جاء في الطبري في تفسير هذه الآية الكريمة:

قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره في هذه الآية: الذين آمنوا وصدقوا الله ورسوله، وأيقنوا بموعود الله لأهل الإيمان به " يقاتلون في سبيل الله "، في طاعة الله ومنهاج دينه وشريعته التي شرعها لعباده، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت "، أي والذين جحدوا وحدانية الله وكذبوا رسوله وما جاءهم به من عند ربهم " يقاتلون في سبيل الطاغوت يعني: في طاعة الشيطان وطريقه ومنهاجه الذي شرعه لأوليائه من أهل الكفر بالله.

ويقول الله، مقوِّيًا عزم المؤمنين به من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحرِّضهم على أعدائه وأعداء دينه من أهل الشرك به: " فقاتلوا " أيها المؤمنون، " أولياء الشيطان يعني بذلك: الذين يتولَّونه ويطيعون أمره، في خلاف طاعة الله، والتكذيب به، وينصرونه " إن كيد الشيطان كان ضعيفًا "، يعني بكيده: ما كاد به المؤمنين، من تحزيبه أولياءه من الكفار بالله على رسوله وأوليائه أهل الإيمان به. يقول: فلا تهابوا أولياء الشيطان، فإنما هم حزبه وأنصاره، وحزب الشيطان أهل وَهَن وضعف.

إذن فالنسوة في سورة يوسف لم يكن مثلا و لا قدوة لنساء العالمين لكي نسحب كيدهن وسوء صنيعهن ونعممه على النساء كافة، ولا وجه ولا مبرر للمقارنة بين كيد النسوة في سورة يوسف وعظم ما صنعن من جهة وكيد الشيطان وحزبه وضعف صنيعهم وهوانه من جهة أخرى، لأن الوضع مختلف.

إن المعنى العام للكيد في اللغة هو الصنع والتدبير، وتعميم المعنى السلبي الخاص للكيد على النساء خطأ شائع، إذ إن الكيد ليس حكرا على جنس من دون جنس، وليس الكيد كيد كله.

يقول تعالى في سورة الطارق:

إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16)

صدق الله العظيم

وبالله التوفيق،

منذر أبو هواش

:)

ـ[أبو أسيد]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 01:56 م]ـ

جميلة هذه اللفتات أبا هواش وبوركت

لكن مازلنا نرى من علمائنا وكبارنا عندما يعترض لهم أمر عظيم من امرأة يقولون لها (إن كيدكن عظيم) فهل مرادهم بذلك التخصيص لتلك المرأة والاستشهاد بالآية استشهادهم بالمثل أو استشهادهم بعبارة بلاغية مشتهرة أم يعنون بذلك عموم النسوة وهذا خطأ قد شاع؟؟

ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 04:51 م]ـ

:::

الآية عندما تضرب مثلا ...

أخي الأستاذ أبو أسيد،

لا يحدث الخلط إلا عندما يكون الفارق دقيقا فلا ينتبه إليه. وقد كان الهدف من مداخلتي السابقة هو لفت الأنظار إلى الفارق بين المعنى الحقيقي للآيات الكريمات والانطباع الخاطئ الشائع المتولد من كثرة استخدام الآية الكريمة كمثل يضرب في بعض النساء الذين يتسبب كيدهن ودهائهن في استدعاء وتذكر الآية التي نزلت خصيصا في النسوة اللواتي كدن لسيدنا يوسف عليه السلام.

إنني لا أرى ما يمنع من استحضار واستذكار بعض الآيات الكريمة وضربها كأمثال عند حدوث أحداث أو مناسبات تشبه أو تذكر بمواضيع تلك الآيات أو بمناسبات نزولها. لكن الكيد يعني التدبير والتخطيط الدقيق المحكم والخفي الذي يوصل إلى الهدف، لذلك فهو مجرد فعل من الأفعال، وهو كغيره من الأفعال يتكرر في كل زمان ومكان من قبل بعض النساء وبعض الرجال، لكن الناس رجالا ونساءً ليسوا سواءً في الكيد، لأن الكيد يتطلب درجة عالية عظيمة من الدهاء، ونظرا لأن الآية الكريمة قيلت في جماعة مخصوصة من النساء فلا يجوز ولا يصح ضربها مثلا إلا فيمن شابهنهن في الكيد أو في الدهاء من النساء.

لذلك فإن استخدام الآية الكريمة كمثل يضرب في بعض النساء في بعض الأحيان، لا يعني أن هناك وجها آخر لمعنى الآية، ولا يعني بالضرورة أن يكون الكيد والدهاء صفة عامة مختصة بعموم النساء الذين منهن أمهات المؤمنين، ومنهن أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا وخالاتنا وعماتنا.

والله أعلم،

منذر أبو هواش

:)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير