[القطة المشاكسة]
ـ[سعد مردف عمار]ــــــــ[19 - 10 - 2008, 02:34 م]ـ
لي قِطّة مؤانسَهْ = مزعِجةٌ مشاكسَهْ
أسكنتُها في دَاري = من خَوف ذاكَ الفَارِ
لعلَّها تنهَاهُ = فنتقِي أذَاهُ
لكنَها اللئيمَهْ = واللؤمُ فيهَا شيمَهْ
لم ترضَ بالوظيفَهْ = والمهنَةِ الشرِيفَهْ
فأنشأَتْ تصُولُ = في الدارِ أو تجولُ
تهيمُ في الرواقِ = سيئَةَ الأخلاَقِ
فتكثرُ المواءَ = والقَفزَ، والغناءَ
تطارد الخيُوطَا = وتصعدُ الحُيُوطَا
لا تعرفُ المَلاَلاَ = ولا تَرى الكَلاَلا
فجسمُها صغيرُ = وجُرمُها كَبيرُ
كم مرةً في البيتِ = قد سيَّحَتْ مِنْ زَيْتِ
وأزعجَت من نائمِ =وأوقعَت مِنْ قَائِمِ
تُغافِلُ العُيونَا = فتكسِر الصُّحُونَا
وتَحطِم الأكوابَا = فتُفقِد ُالصَّوابَا
وحينَها في مكرِ، = نحو السقوفِ تجرِي
تلبثُ عندَ الجَارِ = فِي رحلَةِ اضطرارِ
تفِرُّ فِي الصَّباحِ = لغايَةِ الرَّواحِ
وعندَهَا تعُودُ = وشرهَا يزيدُ
وربمَا تراهَا = تُحَرِّكُ الشفاهَا:
تقولُ: "أطعِمُونِي =يا سادَتِي واسقُونِي
أريدُ لحْم الضانِ، = وأعْذب َالألبانِ
وما زكَا وطاباَ = ولذ لي شرابَا ..
وإن رأَتْ تجاهُلاَ =أو قِيلَ ألْفُ لا ولاَ
تمدُّ للأطفالِ = كفَّينِ للسّؤالِ
أو تلتجِي للحيلهْ = في خِفّةٍ رذيلَهْ
فتسْرِقْ الطعامَا = لتُحسِنَ انتقامَا
وهكذَا تفِرُّ، = وعينُهَا تقَرُّ
فالقلبُ منها باقِ = يعيشُ في اختناقِ
يكادُ من أذاهَا = يَودُّ لو شواهَا
لكنهُ بالعفْوِ = يمنُّ حينَ تأوِي
بذَا تعودُ ريمهْ = للعادة القديمَهْ
فتستعيدُ قطَّتِي = ما قد مَضَى من شِقوةِ
ويرجِعُ الفسادُ = والشرُّ والعنَادُ.