ففي كتاب صدر مؤخرا للباحثة الإيطالية لووريتا نابليوني بعنوان 'اقتصاد ابن آوى' أشارت فيه إلى أهمية التمويل الإسلامي ودوره في إنقاذ الاقتصاد الغربي. واعتبرت نابليوني أن 'مسئولية الوضع الطارئ في الاقتصاد العالمي والذي نعيشه اليوم ناتج عن الفساد المستشري والمضاربات التي تتحكم بالسوق والتي أدت إلى مضاعفة الآثار الاقتصادية'.
وأضافت أن 'التوازن في الأسواق المالية يمكن التوصل إليه بفضل التمويل الإسلامي بعد تحطيم التصنيف الغربي الذي يشبه الاقتصاد الإسلامي بالإرهاب، ورأت نابليوني أن التمويل الإسلامي هو القطاع الأكثر ديناميكية في عالم المال الكوني'.
وأوضحت أن 'المصارف الإسلامية يمكن أن تصبح البديل المناسب للبنوك الغربية، فمع انهيار البورصات في هذه الأيام وأزمة القروض في الولايات المتحدة فإن النظام المصرفي التقليدي بدأ يظهر تصدعا ويحتاج إلى حلول جذرية عميقة'.
ومنذ عقدين من الزمن تطرق الاقتصادي الفرنسي الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد 'موريس آلي' إلى الأزمة الهيكلية التي يشهدها الاقتصاد العالمي بقيادة 'الليبرالية المتوحشة' معتبرا أن الوضع على حافة بركان، ومهدد بالانهيار تحت وطأة الأزمة المضاعفة (المديونية والبطالة).
واقترح للخروج من الأزمة وإعادة التوازن شرطين هما تعديل معدل الفائدة إلى حدود الصفر ومراجعة معدل الضريبة إلى ما يقارب 2%. وهو ما يتطابق تماما مع إلغاء الربا ونسبة الزكاة في النظام الإسلامي.
فهاهم جهابذة الغرب من اقتصاديين وسياسيين ومفكرين يطالبون بتطبيق النظام الاقتصادي الإسلامي بعد فشل النظم الوضعية جميعها رأي العين! ولكن يغيب عن هؤلاء أن الإسلام منظومة متكاملة محكمة من شريعة وعقيدة وقواعد وبناء تضبط إيقاع حياة الفرد والدولة ولايمكن أن تتجزأ فنطبق منها ما نشاء وندع ما نشاء.
ولذلك فإن تطبيق الغرب للنظام الإقتصادي الإسلامي وحده دون نظام دين الإسلام بمجموعه سوف يمنى بالفشل الكامل بعد حين مما سيجعلهم يأخذون الإسلام ديناً وعقيدة وشريعة بمنظومته الكاملة يوماً بما سيمليه عليهم الواقع.
وتصديقاً لقول اله وهو الغني عن العالمين أن اتجاه الغرب للإسلام يحدث دون تدخل من المسلمين الذين يعيشون أقسى عصور ضعفهم وخذلانهم.
فهل سيرى جيلنا الذي عاش كل المتغيرات اعتناق العالم للإسلام، هل سنرى هذا اليوم عن قريب؟!
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ? وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ ? وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (البقرة 267) صدق الله العظيم
(منقول بتصرف وإضافة من موقع إسلام أون لاين)
ـ[زائر]ــــــــ[20 - 10 - 2008, 02:45 م]ـ
شكرا لك
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 10 - 2008, 09:21 ص]ـ
شكر الله لك أخي الكريم على النقل الجميل ولو أنك تجده على صفحات الفصيح، في القسم العام.