تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقريب من هذا الأثر الذي تركه المعلم في نفس الشاعر القصيبي، ذلك الأثر الذي تركه معلم الشاعر نزار قباني، في نفسه وفي شعره ويصف ذلك التأثير فيقول: «إنه لمن نعمة الله عليَّ وعلى شعري معًا، أنَّ معلّم الأدب الأول الذي تتلمذتُ عليه، كان شاعرًا من أرق وأعذب شعراء الشام ... ربطني بالشعر منذ اللحظة الأولى ... ومن حسن حظي، أنني كنت من بين التلاميذ الذين تعهدهم هذا الشاعر المفرط في حساسيته الشعرية، وأخذهم معه في نزهاته القمرية، ودلَّهم على الغابات المسحورة التي يسكن فيها الشعر .. » (25).

وعن هذا الأستاذ نفسه يقول لأديب عبد الغني العطري: «وكان أستاذ الأدب أحب أساتيذ المدرسة إليَّ. فعدا حبي وتعلقي بالأدب، كان مَثَلي الأعلى في لباقته، ووقاره واتزانه وأخلاقه الرفيعة، وحضور شخصيته، وسلوكه المثالي مع طلابه» (26).

ومهما بلغ بنا التفاؤل، فإننا لا نستطيع أن نتجاهل تراجعًا ملحوظًا، يجتاح التعليم والمعلمين والتلاميذ معًا، وقد شامه قبلنا الشيخ علي الطنطاوي حين ذكر بعض معلميه ثم قال: «لقد كثر اليوم الأساتذة من حملة الشهادات، وأصحاب الدكتورات ولكن ذلك الطراز لم يعد له وجود» (27). وكذا الروائي نجيب محفوظ حينما عقد مقارنة بين جيلين من المعلمين فقال: «إن ذلك الجيل من الأساتذة لا يمكن أن يتكرر في ظل ما نسمع عنه الآن من المستوى الذي انحدر إليه الجيل الحالي. كان ذلك الجيل من الأساتذة متمكنًا من عمله، وعلى درجة كبيرة من الثقافة والموهبة، وانعكس ذلك بالطبع علينا نحن تلاميذ ذلك الزمن» (28).

«والحق معهم في التفريق بين ذلك الجيل وجيل اليوم، إلا أن هذا التحول جاء نتيجة لعوامل عديدة وتحولات كثيرة، لا يتحمَّل المعلم مسؤوليتها جميعًا، وإن أسهم فيها، وإن كانت رسالته وطلابه أول ضحاياها، وأبرز تلك العوامل، التغير في مفهوم التعليم، فهو اليوم غيره منذ نصف قرن، فقد أضحى عند كثير من المعلمين لا يعدو بابَ رزق للمعلم، وبابَ شهادة للتلميذ، وأشهد مع ذلك أن في المعلمين بقيةً باقيةً من الصادقين، المخلصين لرسالتهم، وإن قَلَّتْ وندرتْ فلم تُعْدَم يومًا» (29) وفي اعتقادي أن أقصر السبل إلى النجاح، أن نَقْبسَ من صفات أولئك الناجحين، وأن نستبطن قولَ السهروردي:

فَتَشَبَّهوا إن لم تكونُوا مثلَهم

إن التَّشَبُّهَ بالكرام فلاح

إننا إن فعلنا ذلك ذقنا حلاوة النجاح، ولعمرك إنَّه الثمن الحقيقي لجُهْد أَلفَ باذلُهُ شكوى النكران .. فهل نفعلُ ذلك؟ هذا ما أرجوه وأتمناه.

بتصرف.

والله ولي التوفيق.

ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[15 - 04 - 2010, 03:36 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

ما شاء الله لا قوة إلا بالله جزيتِ خيراً أختنا الكريمة زهرة متفائلة فما أجمل تعقيببك الذى ذكرتِ صراحة سررت به كثيراً وكلنا يتمنى أن يقال عنه ولو قليل.

رائع نقلك أختنا الكريمة ولا تحرمينا من تواجدك فى منتدى معلمى اللغة العربية ويد بيد نسعى لرقى العربية الفصحى ومعلميها بإذن الله دمتِ للفصيح أختنا الكريمة.

ـ[فصيح البادية]ــــــــ[15 - 04 - 2010, 09:32 م]ـ

رائع حقا الأستاذ/ ناجي أحمد إسكندر

وأيضا الأخت زهرة متفائلة فموضوعاتهما شيقة دائما وتدل على فكر منظم صائب

بارك الله لكما

وأطلب من الأستاذ/ ناجي السماح لي بطباعة هذا الموضوع وعرضه على الزملاء في مدرستي لتعم الفائدة.

ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[16 - 04 - 2010, 01:11 ص]ـ

رائع حقا الأستاذ/ ناجي أحمد إسكندر

وأيضا الأخت زهرة متفائلة فموضوعاتهما شيقة دائما وتدل على فكر منظم صائب

بارك الله لكما

وأطلب من الأستاذ/ ناجي السماح لي بطباعة هذا الموضوع وعرضه على الزملاء في مدرستي لتعم الفائدة.

جزيت خيراً أخى الحبيب فصيح البادية وبارك الله فيك ويا أخى الحبيب اطبع ما شئت وهذا شىء يسرنى كثيراً فلا تنتظر الإذن فيما تريد فعله بل افعل ما شئت ومتى شئت دون انتظار الإذن وبورك عملك.

ـ[القاموس المحيط]ــــــــ[19 - 04 - 2010, 02:16 ص]ـ

جزاكم الله خيرا ..

ـ[فصيح البادية]ــــــــ[21 - 04 - 2010, 08:54 م]ـ

جزيت خيراً أخى الحبيب فصيح البادية وبارك الله فيك ويا أخى الحبيب اطبع ما شئت وهذا شىء يسرنى كثيراً فلا تنتظر الإذن فيما تريد فعله بل افعل ما شئت ومتى شئت دون انتظار الإذن وبورك عملك.

بوركت أستاذي ونفعنا الله بعلمك

فقد أعددت النسخة للطباعة وسأقوم يوم السبت القادم - إن شاء الله - بعرضها على الزملاء بالمدرسة بعد فهم محتوياتها.

ـ[أحمد المحلاوى]ــــــــ[22 - 04 - 2010, 11:08 ص]ـ

جزى الله خيرا الفاضل/ناجى أحمد إسكندر

والفاضلة/زهرة متفائلة

على هذا الطرح الرائق المفيد

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[25 - 04 - 2010, 02:19 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,

أخي ناجي كتبتَ فأصبتَ أخت زهرة متفائلة نقلتِ فأجدتِ , جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتكما ,

إن ما قرأت لجميل , وهذا من منطق تقوى الله عز وجل فإذا اتق المعلمُ ربّه صار الناتج ما كتبتماه متفضلان ,

أما إذا انتزعت التقوى منه وتراخى فيها , فهما بحث عن سبل للنجاح فلن يجدها ,

جُزيتم عن كل المعلمين خير الجزاء آمين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير