[مشكلة الضعف اللغوي!]
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[02 - 07 - 2010, 11:24 ص]ـ
http://www13.0zz0.com/2010/02/14/12/169550028.png (http://www.0zz0.com)
د. محمد حماسة عبداللطيف ( http://www.sebawea.com/Authors/View/Literature_Language/597/)
تَكْثُر - منذ فترة ليست بالقليلة - الشكوى من ضَعْف مستوى اللُّغة العربية الفُصحَى، ويُبْدِي الغَيُورون على اللغة قَلَقًا على حاضرها المُتمثِّل في استخدامها والإبداع بها، وعلى ماضيها المتمثل في تُراث أمتها.
ونستطيع القول بأنَّ لدينا أزمةً في لُغتنا عندما نجد اللغة تتعثَّر بها أقلام الكتابة، وألْسِنة المتعلمين والمعَلِّمِين جميعًا، وعندما لا نستطيع أن نقرأ تُراثَها قراءةَ تَبَصُّر وفَهْمٍ، ولا نَقدر على تَمَثُّلِهِ واستيعابه والإفادةِ منه، وعندما يَضْعُف خيال الناطِقِينَ بها؛ فلا يُجِيدون في فَنِّها، وتَخْتَنِقُ اللغةُ في أيديهم وعلى شِفاهِهِم، وتبدو اللغةُ كما لو كانتْ عاجزةً عنِ الوفاء بمطالب الحياة والفَنِّ معًا، وعندما يَهْرُب كثيرٌ من أبنائها إلى لُغات أخرى، يَلُوكُونَها ويَجِدُون فيها بديلاً عنِ اللغة الأمِّ التي يَفْخَرون بعدم إجادتها، ويعتزُّون في الوقت نفسه بإجادتهم لغيرها!
وقد تتعدد أسباب المُشكلة وتتنوَّع:
فنجد منا مَنْ يُلْقِي تَبِعَةَ ذلك كلِّه على الاستعمار، ودعوته الدائبةِ الخبيثةِ لإماتَةِ هذه اللغة.
وقد نَجِد فينا من يَرْجِعُ السببَ في ذلك إلى هَوان اللغة على أصحابها، وعدم رعايتهم لها، وعنايتهم بها، وفِقْدَانِ جِدِّيَّتِهِم في العمل على إحيائها.
وبَيْنَنا مَنْ يَتَّهِم وسائلَ الإعلام والترفِيهِ، التي دَأَبَتْ على تصوير القائم بتدريس العربية في صورة مُزْرِيةٍ؛ بقصد الإضحاك، تُنفِّرُ الناس منه، وتَحْمِلُ النَّشْء على الهروب من ملاقاة مثل مصيره!
وفينا مَن يعزو ذلك إلى تكدُّس التلاميذِ في فصول المدارس، ومدرَّجات الجامعات، وعَدَمِ وُجُودِ البيئة المُلائمة، والمُناخ المناسب، ويجعل من ذلك سببًا لضعف اللغة العربية.
وقد يكون فينا من يجعل من تبدُّل القِيَمِ في عصرنا ومجتمَعِنا وتغيُّرِ الاهتمام دوافعَ لإهمال اللغة العربية؛ بدعوى عدم استعدادها لمُسايرة العصر وتوفير المستوى الملائم لمن ينهض لها، ويهتم بأمرها.
وقد يذهب بعض الباحثين إلى أن اتساع الهُوَّة بين مستوى العاميَّة الذي يتخاطب به الناس في حياتهم، وشؤون معيشتهم، والمستوى الفصيح الذي يُطْلَبُ منهم، ويُرادون عليه في التعلُّم، وبُعد الفَجْوَة في ذلك، وهو ما يُعْرَف بالازدواجِ اللُّغَوِيِّ، هو ما يمكن أن يكون سببَ هذا الداء، لأن هذا الازدواجَ اللغويَّ يُؤدِّي إلى النُّفْرَة في المستوى اللغوي الذي لا يُسْتخدم في أمور الحياة، ويَدْفَع إلى الإحساس عند كثيرينَ بعدم إلحاح الحاجة إليه، مما يؤثِّر بدَوْره على تعلم العربية وإجادتها في مراحل التعليم المختلفة.
قد تكون هذه هي الأسبابَ، وقد يكون بعضُها، وقد تكون هي وغيرُها مِمَّا لم يُذكر معًا، وقد يكون غيرها دونها، وقد نختلف في أسباب هذه المشكلة أو نتَّفق ...
ولكنَّ الأمر الذي أظنُّ أنَّنا لن نختلف فيه كثيرًا هو أنَّ هناك مشكلةً حقيقيةً، وأَزْمَةً ضاغِطةً نُعاني منها، ونُحِسُّ بها في جميع المظاهر اللُّغَوِيَّة، وتَزْدَادُ يومًا بعد يوم.
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[02 - 07 - 2010, 11:25 ص]ـ
الموضوع مطروح للنقاش وفى انتظار تعقيباتكم بإذن الله.
ـ[فصيح البادية]ــــــــ[02 - 07 - 2010, 12:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ والأخ الفاضل / ناجي أحمد إسكندر، بارك الله لك
عودا محمودا - إن شاء الله - بموضوعات متميزة دائما ننتظرها للمناقشة والتحليل.
واسمحوا لي إخوتي بعرض ما جال بخاطري وما قرأت بالكتب عن هذه المأساة التي تعانيها اللغة العربية.
لم تلقَ لغة في العالم من إهمال أهلها لها ما لقيت اللغة العربية التي كرمها الله - سبحانه وتعالى-، بل ومحاربتها الأمر الذي جعل الطلاب بل المعلمين أنفسهم ينادون بصعوبة هذه اللغة، فإنك إذا أمسكت بكتابات أحد الطلاب بل للأسف كتابات أحد المعلمين القائمين بتدريس اللغة العربية لأصابك الفزع والأسف من كثرة الأخطاء النحوية والإملائية.
وإن نظرة بسيطة خالية من التحيز إلى واقعنا اللغوي تكشف لنا بشكل واضح أن لغتنا العربية التي كرمها الله في محنة شديدة، لا تقل عن محنة أمتنا في التمزق والتشتت، بل لا تقل عن محنة التعليم في مصر.
لذا فيجب علينا أن نواجه أنفسنا في أعز ما نملك تربويا، وهو تعليم اللغة العربية إذا كنا نحبها ونطمح إلى تطوير تعليم اللغة العربية، فلغتنا تواجه ـ شأنها شأن معظم اللغات ـ صعوبات كثيرة تتلخص فيما يلي:-
1 - عزلة اللغة العربية عن المواد الدراسية الأخرى:
فقد تكون انطباع لدى الطلاب أن اللغة العربية ليس لها وجود إلا في حصص اللغة العربية، ونفس الحال لدى معلمي المواد الدراسية الأخرى.
فهم يرون أنفسهم غير ملزمين بالحرص على اللغة، حتى على مستوى التحدث في حصصهم، وألا يسمحوا لتلاميذهم بالكلام العامي.
ولكن الجهل باللغة سائد شائع بين الطلاب والمعلمين، بل العجيب أن المخطئ منهم لا يدري الآخر عن أخطائه شيئا، فالمهم الكلام على أي شاكلة يأتي والمهم الكتابة بمعنى النقش في أي صورة تأتي والمهم كما يقول المعلمون. المهم الفكرة بمعنى المعرفة
...........
¥