تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال سيبويه: وقالوا: (ثلاثة أَنْفُس) يُذكِّرونه؛ لأَن النَّفْس عندهم إنسان، فهم يريدون به الإِنسان. أَلا ترى أَنهم يقولون: (نَفْس واحد) فلا يدخلون الهاء؟ قال: وزعم يونس عن رؤبة أَنه قال: (ثلاث أَنْفُس) على تأْنيث النَّفْس، كما تقول: (ثلاث أَعْيُنٍ) للعين من الناس، وكما قالوا: (ثلاث أَشْخُصٍ) في النساء. وقال الحطيئة:

ثلاثَةُ أَنْفُسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ ... لقد جار الزَّمانُ على عِيالي

وقوله تعالى: (الذي خلقكم من نَفْس واحدة)؛ يعني آدم عليه السلام، و (زوجَها) يعني حواء.

ويقال: (ما رأَيت ثمَّ نَفْساً)، أَي: ما رأَيت أَحداً.

فهذا كله، يا أخي الكريم، خاص بكلمة (نَفْس)، وما شابهها من الكلمات التي يتحقق فيها أمران:

* أن يكون أصلها التأنيث،

* وأن يجوز استعمالها في المذكر والمؤنث.

وكلام سيبويه واضح، فقد علَّل تذكير العدد هنا بكون المقصود بالنفس: الإنسان، وهو مذكر.

وللتحقق من الأمر، ينبغي الاطلاع على كلام سيبويه هذا في موضعه الأصلي، أي في (كتاب سيبويه) [ج 3/ ص 561 فما بعدها].

يقول:

هذا باب المؤنث

الذي يقع على المؤنث والمذكر،

وأصله التأنيث

وذلك قولك: (له ثلاث شياه ذكور) و (له ثلاث من الشّاء)، فأجريْتَ ذلك على الأصل؛ لأنّ الشاء أصله التأنيث، وإن وقعت على المذكر، كما أنك تقول: (هذه غنم ذكور)، فالغنم مؤنّثة، وقد تقع على المذكّر.

ثم يقول:

وتقول: (ثلاثة أشخص)، وإن عنيت نساءً؛ لأنَّ الشخص اسم مذكّر.

ومثل ذلك: (ثلاث أعينٍ)، وإن كانوا رجالاً؛ لأنَّ العين مؤنَّثة.

وقالوا: (ثلاثة أنفسٍ)؛ لأنَ النفس عندهم إنسان. ألا ترى أنهم يقولون: (نفس واحد)، فلا يدخلون الهاء؟

ثم يقول:

وتقول: (ثلاث أفراسٍ) إذا أردت المذكّر؛ لأنَّ (الفرس) قد ألزموه التأنيث، وصار في كلامهم للمؤنّث أكثر منه للمذكّر، حتَّى صار بمنزلة القَدَم، كما أنَّ (النَّفس) في المذكّر أكثر.

ثم يقول:

وتقول: (ثلاث ذَوْدٍ)؛ لأنَّ (الذَّود) أنثى، وليست باسم كسّر عليه مذكّر.

ثم يقول:

وزعم يونس عن رؤبة أنه قال: (ثلاث أنفسٍ) على تأنيث النَّفس، كما يقال: (ثلاث أعين) للعين من الناس، وكما قالوا: (ثلاث أشخص) في النساء.

وقال الشاعر وهو رجل من بني كلاب:

وإنَّ كلابا هذه عشْرُ أبطُنٍ ... وأنت بريء من قبائلها العشر

وقال القتَّال الكلابي:

قبائلنا سبع وأنتم ثلاثة ... ولَلسَّبعُ خير من ثلاثٍ وأكثر

فأنَّث (أبطنا) إذ كان معناها القبائل.

وقال الآخر، وهو الحطيئة:

ثلاثة أنفسٍ وثلاث ذودٍ ... لقد جار الزمان على عيالي

وقال عمر بن أبي ربيعة:

فكان نصيري دون من كنت أتقَّى ... ثلاث شخوص: كاعبان ومعصر

فأنث الشَّخص، إذ كان في معنى أنثى.

وأما الحديث عن تيسير القواعد على المبتدئين، فجميل جدا. ولكن، أيهما الأيسر على المبتدئ؟ أن يقال له: (يُؤنث العدد مع المذكر، ويذكر مع المؤنث)، أم أن يُقال له: (يُؤنث العدد مع المذكر، ويذكر مع المؤنث بشرط أن يكون مختوما بتاء، فإن لم يكن المؤنث مختوما بتاء ذُكِّر العدد معه)؟!

وأما قولك: (وتخيرت ما اطمانت له نفسي كقاعدة تجمع)، ففيه نظر؛ لأن (سبع سماوات) الواردة في عدة مواضع من القرآن الكريم لا تدخل في هذه القاعدة، وكذا (سبع أرضين) الواردة في الحديث الشريف الذي ذكرتُه في مشاركتي الأولى.

دمت بكل الخير.

ـ[أبومحمدع]ــــــــ[30 - 05 - 2010, 03:53 م]ـ

طيب لنعتمد الحمل على المعنى وفي كل مرة نريد الحديث نقول أردنا معنى كذا وليس كذا.

بينت ما أردت منطلقا من مرجعين اثنين هما:

جواز قولنا ثلاثة انفس وثلاث انفس دون الرجوع للحمل في كل مرة

وبناء على ماعاملت العرب به النفس مع الثلاثة فما علا.

ورأيته أخف عند الحديث وأيسردون الرجوع للحمل على المعنى في كل مرة.

و إن أخذت بالحمل على المعنى في كل مرة وجدتني في كل مرة أقول عنيت كذا ولم أعنِ كذا بنفس وعنيت كذا ولم أعنِ كذا بفرس وهكذا.

حين قولي ثلاثة أنفس وثلاثة أعين وثلاثة حروب وثلاثة أفراس.هل تراني مخطئا.

وكل ما ذكرت مفردها مؤنث معنى.

لم نختلف ولكن الحمل على المعنى في كل مرة هنا متعب ومرهق لذا قلت ماقلت أخي.

الحمل على المعنى في قوله عزّ وجلّ: وقطَّعناهم اثْنَتَيْ عَشْرةَ أَسْباطاً/ مبرراته قوية.

لكن أن نحمل في ما بقي على المعنى هو مشقة على من يتعلم العربية والله أعلم.

صفوة القول جواز القولين اخترت هذا الذي قلت وإن اختار غيري غير ذلك.

حييت.

ـ[رجلٌ من الصحراء]ــــــــ[30 - 05 - 2010, 05:56 م]ـ

جزاكم الله خيرًا

وبالنسبة لي أرى أنه لا يمكن بأي حالٍِِ من ألأحوال

اعتماد التاء المربوطة مقياساً للتذكير وتأنيث العدد.

وأعتقد أني استفدت كثيرًا من هذا الموضوع واتمنى أن تكونوا كذلك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير