ـ[أبومحمدع]ــــــــ[29 - 05 - 2010, 03:53 م]ـ
أخي الكريم أبا محمد،
راجعتُ كثيرا من شروح الألفية، فلم أجد أصلا لقاعدتك هذه، التي تميز فيها بين ما خُتم بالتاء وما خُتم بغيرها من الأسماء المؤنثة. بل وجدتُ النصوص صريحة في عدم التمييز بين هذه الأسماء.
فابن مالك يقول:
(ثلاثة) بالتاء قل (للعشَرهْ) ... في عدّ ما آحادُه مذكّره
في الضد جرِّدْ، والمميَّزَ اجرُرِ ... بلفظ جمع قلّةٍ في الأكثر
يقول ابن الحاج في حاشيته على شرح المكودي (2/ 186): (اعلم أن العبرة بكون الواحد مذكرا أو مؤنثا عود الضمير عليه، وسيقول الناظم: ويعرف التقدير بالضمير ... إلخ).
وأما احتجاجك بـ (الألف)، فالمعاجم – بخلاف ما ذكرتَ - مجمعة على تذكيره.
جاء في (لسان العرب): (الأَلْفُ من العَدَد معروف مذكر، والجمع آلُفٌ؛ قال بُكَيْر أَصَمّ بني الحارث بن عباد:
عَرَباً ثَلاثَة آلُفٍ، وكَتِيبةً ... أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ من بَني الفَدّامِ
وآلافٌ وأُلُوفٌ).
وجاء في (الصحاح) و (العباب الزاخر): (الألف: عدد، وهو مذكر؛ يقال: هذا ألف، بدليل قولهم: ثلاثة الآف؛ ولم يقولوا: ثلاث الآف، ويقال: هذا ألف واحد؛ ولا يقال واحدة، وهذا ألف أقرع أي تام؛ ولا يقال: قرعاء، وقال أبن السكيت: لو قلت (هذه ألف) بمعنى (هذه الدراهم ألف) لجاز).
وجاء في (القاموس المحيط): (الألْفُ من العَدَدِ: مُذَكَّر، ولو أُنِّثَ باعْتبارِ الدَّراهِمِ لَجَازَ، ج: أُلُوفٌ وآلافٌ).
وأما احتجاجك بـ (الطريق)، ففيه نظر؛ لأن كلمة (الطريق) يجوز فيها التذكير والتأنيث.
يل إنها وردت في القرآن الكريم مذكرة، في قوله تعالى: (يَهْدِي? إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) [الأحقاف: 30].
وأما (النفس) و (العيُن)، فإنما يجوز تأنيث العدد مع جمعهما إذا أُريد بهما (الشخص)، وهو مذكر.
فالمرجو التثبت من المسألة؛ فإن كثيرا من روّاد الموقع قد يحسبونها من المسلّمات، فلا يمضي وقت وجيز حتى تنتشر انتشار النار في الهشيم.
دمت بكل الخير.
لم أقل:إن لقاعدتي أصلا قلت أخذت من هنا وهناك فرأيت أنهم قالوا بجواز الوجهين في المعدود المؤنث معنى ومنهم من عامل النفس مؤنثة مع الواحد والإثنين ومذكرة مع الثلاثة فما علا. انظر أنفس في لسان العرب تجد كلاما لسيبويه.
ما رأيته أن المؤنث يبقى مؤنثا سواء كان مع الواحد أو الإثنين أو الثلاثة.فلما قالوا ثلاثة أنفس القضية بسيطة لنقل إن المؤنث لفظا يجوز فيه الوجهان كما قالوا تيسيرا على من أراد تعلم اللغة العربية. وتسهيلا علينا. دون الدخول في الحمل على المعنى فلا يحتمل الامر كل ذلك.
اربط بين حديث سيبويه وقولهم بجواز الوجهين ستفهم ما عنيت.
ما قمت به جمع بين الأقوال وتخيرت ما اطمانت له نفسي كقاعدة تجمع.
حييت.
ـ[سعيد بنعياد]ــــــــ[29 - 05 - 2010, 05:23 م]ـ
لم أقل:إن لقاعدتي أصلا قلت أخذت من هنا وهناك فرأيت أنهم قالوا بجواز الوجهين في المعدود المؤنث معنى ومنهم من عامل النفس مؤنثة مع الواحد والإثنين ومذكرة مع الثلاثة فما علا. انظر أنفس في لسان العرب تجد كلاما لسيبويه.
ما رأيته أن المؤنث يبقى مؤنثا سواء كان مع الواحد أو الإثنين أو الثلاثة.فلما قالوا ثلاثة أنفس القضية بسيطة لنقل إن المؤنث لفظا يجوز فيه الوجهان كما قالوا تيسيرا على من أراد تعلم اللغة العربية. وتسهيلا علينا. دون الدخول في الحمل على المعنى فلا يحتمل الامر كل ذلك.
اربط بين حديث سيبويه وقولهم بجواز الوجهين ستفهم ما عنيت.
ما قمت به جمع بين الأقوال وتخيرت ما اطمانت له نفسي كقاعدة تجمع.
حييت.
بارك الله فيك، أخي الكريم.
رجعتُ إلى لسان العرب، فوجدتُ ما يلي:
اللحياني: العرب تقول: (رأَيت نَفْساً واحدةً) فتؤنث، وكذلك: (رأَيت نَفْسَين)، فإِذا قالوا: (رأَيت ثلاثة أَنفُس، وأَربعة أَنْفُس) ذَكَّرُوا، وكذلك جميع العدد. قال: وقد يجوز التذكير في الواحد والاثنين، والتأْنيث في الجمع. قال: حكي جميع ذلك عن الكسائي.
¥