تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وغيرهم، فاجتمع له العلوم والمعارف ما أتاح له ان يكون استاذ البصرة في

عصره، بلا منازع وكثر تلاميذه أمثال: سيبويه، والكسائى، والنضر بن شميل،

والاصمعى وغيرهم. وقد اعترفوا جميعا، وكلهم اساتذه كبار، بريادته في

اللغة، والنحو، والعروض، وعلم الموسيقى، والرياضة.

وكان الخليل الى علمه الغزير، متواضعا، زاهدا، ورعا يحج كل سنتين مره،

ويعيش في خص من أخصاص البصرة، قال تلميذه النضر بن شميل: (أكلت الدنيا

بعلم الخليل و كتبه، وهو في خص لا يقدر على فلسين، وتلاميذه يكسبون بعلمه

الأموال).

ومن حكايات زهده، ان سليمان بن حبيب بن ابى صفره والى فارس والاهواز،

كان ?دفع له راتبا بسيطا يعينه به، فبعث اليه سليمان يوما يدعوه اليه،

فرفض، وقدم للرسول خبزا يابسا مما عنده قائلا: ما دمت اجده فلا حاجه بي

الى سليمان.

والخليل هو استاذ سيبويه واضع: (الكتاب) اول وافضل كتب النحو، واعترافا من

سيبويه بفضل استاذه، فاننا حين نقرا في (الكتاب): (سألته) او (قال)

. من غير ان يذكر الضمير، نعرف انه يعنى الخليل ين احمد.

قال سفيان بن عيينة: (من أحب أن ينظر الى رجل من ذهب والمسك فلينظر الى الخليل بن احمد. توفى الخليل في البصرة.

علم العروض وضع أسسه الخليل بن احمد، فكان يقضى الساعات ذاهلةا عن نفسه

يرفع أصابعه ويحركها ببطء لضبط أوزان ما يتمتم به من الشعر وتنسيقها، وقد

استطاع ضبط أوزان خمسه عشر بحرا، يجرى عليها النظم حتى اليوم،

ويعتبر معجم العين للخليل أول معجم اعترف به القدماء والمحدثون، وكان هدف

الخليل منه (ضبط اللغة وحصرها) بدا بترتيب الحروف، ثم بتقسيم الابنيه،

وأخيرا بتقليب اللفظه على احد أوجهها.

اقبل الخليل على الحروف ليرتب عليها الفاظه، فلم يرتضها: (لان الالف حرف

معتل، فلما فاته كره وان يبتدئ بالثاني وهو (الباء)، فنظر إلى الحروف على

أنها أصوات تخرج من جهاز النطق فرتبها على هذا الأساس، تباعا: اب، اح، اع،

اغ، .... ترتيبه: ع ح ه – خ غ – ق ك – ج ش ض- ص س ز- ط د ت- ظ ث ذ- ف ب م –

و ا ى – الهمزه. وسمى المجموعات على التوالي: حلقيه، ولهويه، وشجريه،

اسليه، ونطعية، لتثوية، وذلقية، وشفوية، وهوائية، وسمى معجمه بأول حرف

فيه (العين).

انتقل الخليل إلى اللغة التي تتكون مادتها من هذه الحروف فوجد إن (كلام

العرب مبين على أربعة أصناف: على الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي)،

وانه ليس في اللغة العربية بناء يقل عن الثنائي او يزيد على الخماسي (

فمهما وجدت زيادة على خمسه أحرف من فعل واسم، فاعلم أنها زائدة في البناء

، وليست من أصل الكلمة).

وانتقل الخليل، إلى الأبنية، فوجد فيها الصحيح والمعتل، وفرق بينهما في

كل بناء، فقسم الأبنية على الأساس الى ثنائي صحيح، وثلاثي لفيف، ورباعي

صحيح، وخماسي معتلين. ثم تناول هذه الأبنية على هذا الترتيب عند كلامه عن

حرف من الحروف الصحاح ابتداء من العين وانتهاء بالميم، سوى الرباعي

والخماسي المعتلين فقد اخرهما الى ختام الكتاب.

واهتدى أخيرا الى فكره التقليب، اذ وجد ان بمقدور اخذ كل بناء من الاربعة،

وقلبه على جميع أوجهه الممكنة، فيحصل على وعاء يضم جميع ألفاظ اللغة.

فالكلمة الثنائية تتصرف على وجهين: قد، دق. والثلاثية على ستة أوجه:

ضرب- ضبر- برض- بضر- رضب- ربض، والكلمة الرباعية على اربعة وعشرين

وجها .......

وقد أشار في شروحه الى القلب والنحت، والأضداد، والمعرب، كما عالج بعض

المسائل النحوية، واعتمد شواهد نثريه وشعرية وقرانيه، وعنى باللهجات

واللغات.

وقع الخليل في كتابه (العين) في اخطاء صرفيه، كما أهمل ابنيه في اللغة لأنه لم يسمع عنها شيئا ....................

وجمع اخطاءه باحثون، لكنهم رغم هذه الهنات اعترفوا بأهمية منهجه أولا،

وما جمعه بين دفتي كتابه، ثانيا، اذ من المستغرب الا يخطىء انسان يعمل

وحيدا في معجم ريادي. طبع الكتاب مرات، كاملا ومشروحا، ومختصرا.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير