تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نعم، فأول ما حطت قدمي بغرفة معلمات اللغة العربية و بعد الترحيب و التعارف بدأن يلومنّني على اختياري للغة العربية و أن تعليمها متعب و شاق و مجهد، و أنني مازلت صغيرة على هذا التعب و أنه لا يناسبني، و إن استمرّيت به فلا تفرحي بنفسك كثيرا فهو يبكّر ظهور الشيب و التجاعيد، و يبعث على النفس البؤس و اليأس!! >> هذا الكلام ليس من عندي بل من عندهن والله:)

حقيقة في البداية صعقت من كلامهن، فكيف يستقبلن معلمة جديدة تتأمل الخير بهذا الحديث المؤلم والقاسي;)!! ولم أكن أعرف كيفية الرد عليهن لأنهن جميعهن كبيرات في السن و قد احترمت هذه الخصلة فيهن فكنت أكتفي بقول "أنا أحب اللغة العربية، و الله يعين الجميع "

توقعت حقيقة أن يكون الكلام هذا فقط لليوم الأول و لكن الطامة الكبرى أنهن أصبحن يكرّرنه علي في كل يوم، حتى بدأت أشعر أنّي فعلا أخطأت في اختياري للغة العربية.

و كأن آمالي التي نسجتها من خيوط اللغة العربية التفت حول رقبتي لتخنقني .. لكنني كنت سرعانا ما أعود لرشدي و أنتشل نفسي من حديثهن الغير مجدي .. لأنني كنت كلما أعاتبهن على هذا كن يقُلن لي نحن لا نريد إلا أن ننصحكِ لراحتكِ فقط و أقول لنفسي:

ولا ترفدن النصح من ليس أهله ... وكن حين تستغني برأيك غانيا

وما يزيدني غصة و ألما أنني كلما تعبت أو أرهقت في هذا المجال والتعب و الإرهاق حاصل ووارد في جميع المجالات، تجدهم حولي يقولون لي بشماتة هل نفعك حبك للغة العربية؟!!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير