من النادر أن يمر يوم لا يقوم فيه الآباء بتعليم أبنائهم شيئا ما، لكن يجب أن يكون التعليم عبارة عن تجربة حانية دافئة تعمل على توثيق الروابط بين الأب وابنه أو الأم وابنتها؛ كأن يعلم الأب ابنه مثلا كيف يضع الطعم في صنارة الصيد، أو أن تعلم الأم ابنتها كيفية ترتيب الغرفة.
ومن هنا تكون العبارات التي ينصح باستعمالها ...
" راقب كيف أقوم بذلك ثم حاول أن تفعل مثلي".
."دعني أشرح لك"
"لا بأس، الوقوع في الخطأ هو وسيلة تعلم الصواب".
وبالطبع تعد نغمة الصوت عاملا أساسيا، فعندما تقول لابنك - مثلا - " افعل ذلك بهذه الطريقة" بنغمة خشنة وغاضبة، سيفهم الابن ذلك على أنه انتقاد له وبالتالي يزيد توتره وربما لن يلجأ لطلب مساعدتك في المستقبل.
ب/ طريقة المشاركة الوجدانية:
هي من الأساليب الهامة في التعامل مع الأبناء، وبخاصة عندما يشعرون بخيبة أمل أو ضيق مما حولهم، في هذا الوقت هم يحتاجون إلى مدواة جراحهم أكثر من احتياجهم لحل مشاكلهم.
على سبيل المثال: عندما عادت سمية من المدرسة حزينة لأن زميلتها فضلت اللعب مع أخرى، أرادت أمها أن تخرجها من حزنها فقالت: سوف تعود أختك حالا إلى المنزل وتلعبين معها. فالأم هنا لم تقم بمشاركة ابنتها وجدانيا.
فالصواب أن ترد الأم قائلة: لابد أنك تشعرين بالحزن من أجل تصرف زميلتك،أليس كذلك؟ فتدرك سمية حينها أن أمها تشاركها مشاعرها فيدفعها ذلك لمزيد من التحدث عن مشاعرها قائلة:" إن هذا يحدث كثيرا من زميلتي هذه".
ومن هنا تكون العبارات الأنسب استخداما في هذا النوع من الحوار:
" إنك حزينةلأجل ما حدث، أليس كذلك؟ "
" أعرف أنك تشعر بالخوف من ..... "
" أعرف أنك مشغول لأن غدا بداية الامتحانات"
وكما ترى - عزيزي المربي - هذه العبارات تحتوي على تفهم المشكلة أكثر من محاولة حلها.
جـ/ طريقة التفاوض:
عندما تنصت لأبنائك وتحاول فهم الأسباب التي تدفعهم لطلب شي ما وتتفاوض معهم "أحيانا" للتوصل إلى اتفاق ما، فسوف يعود ذلك بالنفع عليهم.
ومن أمثلة العبارات الخاطئة للتفاوض: " لا بأس يمكنك أن تمارس لعبة أخرى من ألعاب الكمبيوتر، ولكن كف عن الصراخ!! "
فالصواب هو: " قبل أن تذهب للحفل، أريد منك القيام بترتيب غرفتك، فهل تبدأبترتيب المكتب أم المكتبة "
" أعرف أنك تريد الذهاب لصديقك اليوم ولكن الجو بارد جدا، هل يمكن الاطمئنان عليه بالهاتف".
فالتفاوض يكون بلا يأس، وهذا يجعلنا نتوصل لحل وسط، مع التبصير بالعواقب.
د/ طريقة الأوامر والنواهي:
لكي نستطيع أن نفرق بين هذه الطريقة وطريقة التعليم، نحاول أن نتأمل هذا الحوار الذي دار بين "أحمد" ووالدته:
الأم: أحمد، قم بارتداء معطفك إذا كنت تنوي الخروج حتى لا تصاب بالبرد.
أحمد: لاتخافي يا أمي فلن أصاب بالبرد.
الام: بل ستصاب بالبرد، ولذلك عليك ارتداء المعطف.
أحمد: ولكني يا أمي ....
الام: لا أود أن تخرج دون ارتداء معطفك.
أحمد: ولكني أود ذلك!!!!
هنا خلطت الأم بين" طريقة الاوامر والنواهي" و"طريقة التعليم"،فإذا كانت فعلا تريد أن يرتدي أحمد معطفه كان ينبغي أن تقول ذلك دون إبداء السبب وراء ذلك، ونرى أن الأم عرضت رأيها " لا أود أن تخرج .... " وكأنها تعبر عن رأيها في المسألة، وهذا بالطبع أعطى الابن إمكانية أن يقول" ولكني لا أود".
لذلك العبارات التي نستخدمها في هذا النوع من التحاور لابد أن تحمل نوعا من القواعد التي لا تفاوض حولها، لأن هذا التفاوض يفقدها معنى القاعدة من مثل:" من الخطأ أن تضرب أختك" ... " قم بإغلاق الكمبيوتر، فهذا موعد العشاء"
لا شك أن هذه العبارات تحمل معنى واضح ومباشر.
ونؤكد هنا أيضا على استخدام كلمة " من فضلك" فهي كلمة السر في إحكام السيطرة على الابن دون جرح مشاعره.
هـ / طريقة التشجيع:
معظم الآباء والأمهات يقعون في خطأ الإسراع إلى انتقاد السلوك السئ، أو الثناء على السلوك الجيد مع اتباعه بنقد الابن.
فمن العبارت الخاطئة مثلا " لقد كففت عن الشجار مع أخيك أخيرا بعدما وبختك وهددتك ... أليس كذلك؟
ولعلاج هذا الخطأ لابد أن نتعلم أن الثناء الممزوج بتعبيرات الوجه الحانية هو الطريقة الصحيحة للتشجيع.
¥