تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[30 - 08 - 2007, 08:23 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, وبعد؛ فأستاذك محقٌ ـ يا أختنا رؤى ـ في حثّه لك على اكتشاف موضوعك بنفسك؛ واكتشاف الموضوع الجديد يمكن تشبيهه بتحليق المرء بطائرة فوق مدينة ما؛فإنه يراها أول ما يراها نقطة لا يكاد يتبين منها شيئًا , يكتنفها الغموض من كل نواحيها , ولو بقي في مكانه فستظل على صورتها الغامضة؛ولكنه يهبط إليها شيئًا فشيئا حتى تبدو له بعض معالمها الكبرى, ثم تبدو له شوارعها الكبرى , ثم تكبر في عينه ثم لا يرى منها على القرب إلا مساحة ضيقة لكنها واضحة جدا؛ فإذا نقلنا هذا المثل إلى البحث فإن هذه المساحة الضيقة هي المجال الذي يبدو أكثر وضوحًا في ذهن الباحث بعد النظر والتقصي, وهو المكان الأولى بإن يكثر فيه تلفّت نفسه , وتدسس حسّه , حتى يسمع شيئًا ذا بالٍ يقول له: ابحث هنا! فإذا أعمل فكره مستصحبًا المصادر المناسبة؛كان كالذي وضع قدميه على الأرض وبدأ يتجول في موضوعه دون خوف أو وجل من غموض أو لبس ,فمناط الأمر العمل , فعليك برسم خارطة للصورة التي يحملها ذهنك عن موضوعك , وحاولي كتابة العناصر الكبرى , ثم ابدأي بالبحث عنها واحدا واحدا؛ حتى يجتمع لك ما يكبّر الصورة ,ويفصّل المجمل , ويرفد تلك العناصر بعناصر أصغر , ويضيف إليها أو يأخذ منها, مستجمعة همتك على تنظيم المادة وترتيبها وفق تلك العناصر والتبويبات؛ ليسهل الرجوع إليها أو نقلها أو التصرّف فيها.

ولابد قبل البدء في هذه الخطوة من كتابة قائمة المصادر الرئيسة التي تمثل نواة مصادر موضوعك , وحيازتها في مكتبتك أو تصويرها أو تصوير ما يعنيك منها.

والعمل على البحث في مراحله الأولى لا يكون إلا بعد التثبّت من أهليّة الموضوع, كما لا يكون إلا بعد استشارة مشرفك فيه , واستشارة أهل العلم, واستخارة الله تعالى قبل كل شيء.

فابدأي بهذه الخطوات مستعينة بالله؛ وفقك الله.

ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[30 - 08 - 2007, 08:55 ص]ـ

إضاءة1

اختيارموضوع الرسالة العلمية لايتم بين عشيةٍ وضحاها؛إذ لابد فيه من الصبر ,والدقة ,والمثابرة, وسعة الاطلاع ,والفطنة بما يؤخذ وما يُترك؛حتى لا يتفلّت الوقت من بين يديك, والدربة على كتابة مبحثٍ أو أكثر من مباحثها للتحقق من قدرتك على السير في مسالكها, ومعرفة قواعد المعلومات ومصادرها وطرق الرجوع إليها , وقوائم الرسائل الجامعية ,وقبل ذلك وبعده:الاستشارة , والاستخارة!

إضاءة2

من الأخطاء الشائعة أن بعض طلاب الدراسات العليا يشرعون في التفكير في موضوعات الرسائل العلمية قبل اكتساب الخبرة الكافية بمناهج البحث العلمي ,وعلاج ذلك قراءة كتابٍ أو أكثر من الكتب التي تعلم كيفية كتابة البحوث العلمية ,قبل البدء في مرحلة اختيار الموضوع!

إضاءة3

من الأخطاء الشائعة لدى بعض طلاب الدراسات العليا أنهم يشرعون في رحلة البحث عن موضوع الرسالة العلمية قبل معرفتهم بمصادر المعلومات, وفي مقدمتها الكتب المؤلفة في تخصصاتهم , واتجاهاتها ,وطرق الإفادة منها!

إضاءة4

البحث العلمي كتابة؛ وكتابة صفحة واحدة لابد أن تسبقها قراءة آلاف الصفحات!

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[30 - 08 - 2007, 05:11 م]ـ

الله ... الله .. ! يا لها من إضاءات مهمة تكتب بماء الذهب، من ربان ماهر مجرب خبير بالمسالك والمداخل والمخارج! لك الله أنت يا أخي الحبيب الدكتور شوارد العالم المخلص الأديب المربي الناصح الأمين الرائد الذي لا يكذب أهله. أسأل الله تعالى أن يجزيك عن العلم وطلابه خير الجزاء، وبارك الله لك في وقتك وعلمك.

وإني لأرجو أن ترقم هذه الإضاءات المشرقة على نحو:إضاءة أولى، إضاءة ثانية، إضاءة ثالثة ... حتى يمكن الإشارة إليها عند طلب شرح أو توضيح؛ لأنها بصورتها الحالية عصارة جهد تفكيري مكثف نتيجة تجارب وخبرات متراكمة؛ وترجمة عملية لمقالتكم-معشر البلاغيين-:"البلاغة الإيجاز"،وهذا قد يضطر بعض طلاب العلم-وأنا منهم- لطلب تفكيك الإضاءة بصب مزيد من الضوء على الفكرة، فيما يشبه الشرح على المتن في تراثنا العريق.

وأرجو ثانية أن تضعوا-بارك الله فيكم- بين كل استشارة وأختها إضاءة من هذه السلسلة الذهبية حتى تكون كالعقد الفريد فيما يشبه التخميس في فنون الشعر أو التطريز في علوم البلاغة، أيهما شئتم فأنتم أهل كل ذلك وأكثر من ذلك، فيكون ذلك مثل صنيع بعض مذيعي الفضائيات العربية هذه الأيام من قولهم: فاصل ونواصل. فانظر-رعاك الله- كيف تساير البلاغة كل عصر بما يناسبه من المعاني والألفاظ في الجناس والسجع وغيرهما، ولعل الله يبارك في هذا الجهد، فتنمو وتربو حتى تكون كتابا بعنوان: إضاءات على طريق البحث العلمي، وما ذلك على الله بعزيز. ويمكن أن يتعاون على ذلك الجميع؛ ويد الله مع الجماعة.

وأرجو ثالثة أن تتكرموا بوضع صورة من كل إضاءة في نافذتنا المجاورة لنافذتكم، مراعاة لحقوق الجوار والرحم والصداقة، رحمة بمن يفهمون التخصص الدقيق خطأ؛ فلا يدخلون من هذا الباب بدعوى أنهم متخصصون في النحو والصرف أو اللغويات ولا شأن لهم بالبلاغة والأدب والنقد؛ فيفوتهم خير كثير وعلم غزير، ولا ينبئك مثل خبير، كما يحرمون هذه التجارب الناجحة والخبرات الراجحة. وإلا اضطررنا إلى المطالبة بتخصيص منزلة بين المنزلتين-ونعوذ بالله من أن نقول بقول أهل الاعتزال- في نافذة جديدة بين النافذتين بالعنوان السابق اقتراحه حتى تعم الفائدة الجميع. والسلام.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير