3 - البرامج الأكاديمية والخطط الدراسية. (الأسس المهمة لوضعها , مناهجها, مواطن الاتفاق والاختلاف فيما بينها , والمحاسن والمساوىء في ذلك)
4 - القواعد المنظمة واللوائح. (وضوحها , شمولها, إمكان تطبيقها, ميزاتها وعيوبها ,تفاوت الجامعات العربية فيها, بل جامعات البلد الواحد!).
5 - بيئة الدراسات العليا: عوامل صحتها (ومنها على سبيل المثال: تطوير مصادر المعلومات والمكتبات , وطرق التدريس ,,ومناهج البحث العلمي وأدواته ... وغيرها) , أمراضها (ومنها على سبيل المثال: الأدعياء والدخلاء: من الطلبة والأساتذة ... , تجارة البحث العلمي وشهادات الزور!).
كل هذه الأركان يمكن النظر إليها تيسيرًا أو تعسيرا , إفراطًا أو تفريطا, على أن تكون الرؤية شاملة واعية!
ويسبق هذه الأركان في الوجود والأهمية الحديث عن ضوابط القبول , وهو ـ وإن كان يبدو خارجًا عن الأركان أو ممهّدًا لها ـ يقع منها بموقع لا يستهان به؛ فمن الطالب إلا هذا الذي تقبله أقسام الدراسات العليا في كل عام أو في كل فصلٍ دراسي؟!؛فإذا لم نحسن وضع المعايير لاختيار أولئك النخبة من الطلاب الذين يُتوخّى فيهم أن يتولوا توجيه التعليم الجامعي؛ فكيف نرجو أن يكون لدينا دراسات عليا متقدمة؟! وكيف يكون ذلك ـ والباب فيها مشرعٌ لكلّ أحد في كثيرٍ من الجامعات العربية؟! , ولقد عقدت إحدى الجامعات ندوة عن ضعف مستوى طلاب الدراسات العليا , وعرضت لكل سببٍ إلا الاختيار الأول, الذي عليه الاعتماد والمعوّل في أن تجتمع لك صفوة العقول ,أو أن تجتمع لك النطيحة والمتردّيّة وما أكل السبع!! ثم يكون من هذه الأقسام بعدُ الشكوى من ضعف طلابها؛ ولسان حال الناظرإليها يقول: يداك
أوكتا وفوك نفخ!
ولا يزعجنّ هذا إخواننا وأخواتنا من طلاب وطالبات الدراسات العليا؛ فإنما أعني فئة أخشى أن يزيد عددها ,مع التهاون الذي يُلحظ في القبول في بعض أقسام الدراسات العليا العربية, فهي لا تكاد ترد طالبا! وتتعدد أسباب ذلك؛ وإنك لتعجب حين ترى كثرة المقبولين في تلك الأقسام ,والجيد منها لا يصل إلى عشر العدد! فكيف قُبل هؤلاء؟!
هذا إلى أننا لم نسمع مرة أن الدراسات العليا قد توقفت في سنة من السنوات؛ فهل يُعقل أن يكون المتقدمون في كل عامٍ صالحين لحمل هذه الرسالة, والقيام بهذه الأمانة, فضلًا عن أن يقبل أكثرهم! ولماذا لا يكون لتلك الأقسام معايير تحافظ على مستوى معقول لا يُسمح بالنزول عنه؛ فتحجب عن هذا المكان كل من ليس اهلًا له, حتى لو وصل الأمر إلى أن يُحجب القبولُ في سنة أو أكثر في تلك الأقسام؛ لعدم بلوغ المتقدمين إليه الحد الأدنى المطلوب, كما تُحجب بعض الجوائز العلمية أو الأدبية!
أمّا الحديث عن الطالب بعد قبوله, وعن الأركان الأخرى؛ فهو مهم جدا , فالموضوع لا يتعلق بركنٍ دون ركن , فالنظرة إليه ينبغي أن تكون كلية , ولي في ذلك آراء؛ولكني لا أملك الوقت للخوض فيها الآن, ولعل من يأتي بعدي يفعل ذلك, ولعلّي أجد وقتًا فأعود, وإنما أردتُ أن أضع بين أيديكم الأركان الرئيسة التي يمكن أن تكون ـ فيما أرى ـ مجالا للحوار في هذا الموضوع المهم , وقد يرى غيري غيرها, وليت الأساتذة والطلاب والطالبات هنا يشاركون في إحياء هذا الحوار المهم؛لمافيه من خير وإصلاح.
وشكرالله لك أخي الدكتور بشر على حبك للخير والإصلاح والدعوة إليهما, حفظك الله ورعاك , وشكر الله لكل من سبق بالمشاركة.
وفقكم الله وأعانكم.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 10:38 ص]ـ
الأخت مستحيل، شكرا على مشاركتك النوعية الوافية. وبغض النظر عن قوانين البشر ومواثيق الأمم المتحدة وتوصيات مؤتمراتها العديدة وقرارات منظماتها الكثيرة عن تعليم المرأة وحقها في التعلم-وجميع الدول العربية والإسلامية مشاركة فيها-فإن في ديننا كثيرا من النصوص تحمل أوامر موجهة إلى الاستيصاء بالنساء خيرا وحسن تربية البنات وتعليمهن. ولن تخسر الجامعة شيئا بتفريغها للدراسة المعيدات والمحاضرات بل تكسب أستاذة متدربة تدريبا عاليا ينعكس إيجابا على الطالبات والعكس صحيح، ولعل جامعاتنا تنظر في هذا الجانب على ضوء تعاليم ديننا خاصة مع وجود نقص كبير في هذا الجانب.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 11:00 ص]ـ
أما أخي الحبيب الدكتورشوارد فكعادته نثر درر نظراته في هذه القضية، وهو من أهل (مكة) وهم أدرى بشعابها؛ إذ إنه رئيس قسم اللغة العربية في جامعة من أعرق جامعاتنا، ولعل هذا سر أفشيه لأول مرة، وثقتي أنه يعذرني بكرمه وفضله وسعة صدره.
حددت هذه المشاركة معالم المشكلة وشخصت كثيرا من أبعاد الداء في وضوح وصراحة، ووضع القضية في نقاط محددة كهذه يغري بالمشاركة؛ إذ يمَّكِن من النظر إليها نقطة تلو أخرى، وهذا يسهل التشخيص الدقيق. ولعل الله يبارك في وقته فيعود إلى بسط آرائه في الداء والدواء، ننتظر ذلك في شوق كما ننتظر مشاركة الآخرين.
¥