تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومعنى هذا أن الفكرة التي اقترحتها عليك تجعل البحث الدلالي هو ميدان بحثك لتلك الشواهد, ويقوم ذلك على تتبّع المواد المعجمية التي استُشهد عليها بالشعر, في مجال من المجالات الدلالية ,والبحث في دلالاتها المفردة, ودلالاتها في السياق الشعري الذي وُضعت فيه, ومحاولة الكشف عن محدّدات منهجية لتلك الدلالات السياقية, وهذا هو الجديد الذي يمكن أن يضيفه هذا النوع من البحث؛ إذ ينتقل بالبحث في المعاجم, من المواد المجرّدة إلى سياقات الكلمات, التي تبدو فيها معانيها ـ وهي تتحرّك في اللسان العربي (أي وهي لغة حيّة مستعملة) ,وأحسب أن النظر في المعجم وفق هذا التصور الجديد, سيضيف إلى الدراسات المعجمية. و في هذا الجانب مزيد بيان في كتابٍ لي (قيد الإعداد).

وقد يكون مرادك دراسة ما ورد في ثنايا إيراد الشواهد من المسائل الصرفية والصوتية والنحوية ... وغيرها, وهذا شأنٌ آخر, لا يمكن الحكم بقيمته والجدّة فيه إلا في ضوء معرفة ما أضافته تلك الآراء إلى مسائل علوم اللغة.

أمّا إذا كان ذلك ـ ليس إلا تحصيلا لحاصل؛ يمكن الوصول إليه في كتب اللغة, فلا أرى له قيمةً تُذكر؛ إلا في حال كون جلّ تلك الآراء مما لا نجده في كتب اللغة المعروفة؛ فتكون قيمتها عندئذ حفظ التراث اللغوي المفقود. وهي قيمة مهمة؛ لكنها ليست الأهم! و مثل هذا لا يحدث إلا في ما ندر من البحوث التي نقلت عن كتبٍ لم تصل إلينا, أو نقلتْ آراء لعلماء لم نجدها في الكتب المحفوظة.

وخلاصة القول:

إن البحث في شواهد المعاجم ـ على هذا النحوـ يأخذ مسلكين:

1 - الكشف عن أثر دلالة السياق قي كشف المعنى المعجمي ,في ضوء الشواهد الشعرية. وهذا نحوٌ جديدٌ من تناول المادة المعجمية.

ويمكن أن يكون عنوان البحث:

أثر دلالة السياق في كشف المعنى المعجمي في صحاح الجوهري في ضوء شواهده الشعرية.

وأرى البحث ـ على هذه الصورة ـ واسعًا جدا؛ ويمكن تقييده بمجالٍ من مجالات الدلالة, مثل:

أثر دلالة السياق في كشف المعنى المعجمي في صحاح الجوهري في ضوء شواهده الشعرية (ألفاظ المطر أنموذجا).

ومعنى هذا أن صحاح الجوهري يصلح أن يكون من هذا الوجه موضوعًا لعدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه في اللغة. وذاك بأن تدرس كل رسالة مجالًا من مجالات الدلالة في الصحاح في ضوء دلالات الألفاظ في الشواهد الشعرية.

ويمكن أن ينتج عن هذا دراسات في المعاجم الأخرى في رسائل أخرى, على أن يراعى في الاختيار تجنّب تكرار المعاجم التي تشابهت موادها؛ فنخرج من ذلك بعشرات الرسائل العلمية!

2 - استخراج المسائل اللغوية: الصوتية والصرفية والنحوية ... الخ, الواردة في بحث المعجم لتلك الشوهد. و ليس هذا ما أردتُه, ولاأرى فيه قيمة إلا بالضوابط التي تقدمت.

هذا ما أسعف به النظر في فكرتك.

وأنظر رأيك.

وأسأل الله لك التوفيق والعون.

ـ[لا تكرب ولك رب]ــــــــ[07 - 01 - 2008, 06:05 ص]ـ

أستاذي الفاضل: سلام من الله عليك ورحمة منه وبركات.

أعلم أني تأخرت كثيرا وليس لي من عذر إلا الحيرة التي أخرستني

فقد كان في القلب بعض شيء من هذا الموضوع

يراودني شعور بأن البحث لو اقتصر على هذا فلن أكون أتيت بجديد.

فكان شعورا وبعد استشاراتي المتعددة أصبح حقيقة.

وكما تفضلتم:

إن البحث في شواهد المعاجم ـ على هذا النحوـ يأخذ مسلكين:

فلو أردت تصنيف بحثي لأي المسلكين أجده أقرب إلى المسلك الثاني

استخراج المسائل اللغوية: الصوتية والصرفية والنحوية ... الخ, الواردة في بحث المعجم لتلك الشوهد.

وأقول أقرب لأنه لا يقتصر على هذا فقط فهو يرصد سمات الاستشهاد الشعرية عند المعجميين، وأغراضها، وحدودها، والمعايير النقدية عندهم كموقفهم من الأبيات مجهولة القائل وتعدد الروايات ...

مع إيجاد للفوارق بين استشهاداتهم واستشهادات النحاة، وهل ظهر خلاف بين الفريقين حول الاستشهاد.

وبعد الاستشارة:

بيّنتم لي أن المسلك الثاني

ليس إلا تحصيلا لحاصل؛ يمكن الوصول إليه في كتب اللغة, فلا أرى له قيمةً تُذكر؛ إلا في حال كون جلّ تلك الآراء مما لا نجده في كتب اللغة المعروفة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير