إذ وقع الذباب في الطعام والشراب استحب غمسه لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا وقع الذباب في شراب بأحدكم أو قال في طعامه فليغمسهس كله ثم ليطرحه فإن في أحد جناحيه داء والآخر شفاء وأنه يتقي بالداء).
قال الحافظ اسم الذباب يقع عند العرب على كل الزنابير والنحل والبعوض وغيرها وحينئذ يستدل بالحديث على استحباب غمس الجميع إذا وقعت في طعام أو شراب أو عسل ونحوه فإن قيل تلك حقيقة لغوية وقوله صلى الله عليه وسلم وإن كان عام بالألف واللام فإنه يحتمل أن يراد به ما كان مألوفا عندهم مما يخالطهم وحينئذ فإسم الذباب قد خص بالبعض وصار فيه حقيقة عرفية كما اختص اسم الدابة بالفرس والبغل والحمار والحقيقة العرفية مقدمة على اللغوية واللغوية والدليل على أنها حقيقة شرعية ما رواه الحافظ [أو نعيم] في [تاريخ أصبهان] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الذباب كلها في النار إلا النحلة فإنها في الجنة).
وقال علي رضي الله تعالى عنه في العسل [أنه حذقة ذبابة] إذا علم ذلك فظاهرة استحباب غمسها مطلقا وإن كانت حية وافضى ذلك إلى موتها بالغمس إلا أنه ينبغي تخليصها من غير غمس لنهيه صلى الله عليه وسلم عن قتل النحلة ويكون هذا مخصصا للأول ويجب على هذا تخليص النحل ولو وقع الذباب وانغمس بنفسه فظاهر تعليل الحديث يرشد إلى عدم استحباب غمسه ثانيا ويحتمل أن يكون إلحاقه كالميت الغريق لأن ما تعبدنا فيه بفعل لا يسقط التعبد إلا بذلك الفعل ولو كان غمس جناحي الدابة دون جميعها فليحتمل الاكتفاء بهما لحصول الشفاء سفي الجناح الآخر ويحتمل المنع.
بَعضُ التَصانيفِ فيهِ عِدةٌ ذُكِرَت ** بِفِعلِها يَحصُلُ النِسيانُ لِلرِجلِ
بِأكلِ حِمضٍ وَطولٍ مَعَ سَهرِ ** عَلى اِنتِصابٍ بِطولِ الكُلِ في النَفلِ
وَطَرحُ قُحلٍ مَشى بَينَ ما قَطَرَت ** وَالمَشيُ في طَرفِها فاقصِد إِلى حَولِ
وَكَثرَةُ الوَطىءِ مَعَ أَكلِ السَمينِ وَمَعَ ** أَكلِ المَزالِحِ وَالعِصيانِ في العَمَلِ
كَذا التَقهَقةُ وَالإِنصاتُ مِن لَقَطِ ** وَلوحُ قَبرٍ ذُلا تَقراهُ وامتَثِلِهذه خمسة عشر ذكرها بعض الحنفية في تصنيف له يذكر فيه أدابا بالعالم والمتعلم وذكرها غيره متفرقة قوله في البيت ومشي بين ما قطرت يعني بين الجملين المقطورين والجمال المقطورة والمشي في طرفها أجر الله تعالى العادة بأن هذه الأمور تورث النسيان وذكر في الكتاب المذكور أشياء تورث الفقر وقد جمعتها بقولي
وَيورِثُ الفَقرَ أيضاً عِدَةٌ ذُكِرَت ** مِني فَخذٌ عَدَهاوَاحفَظ عَلى مَهلِ
النَومُ عِريانَ أو أكلٌ عَلى حَدَثِ ** وَتَركُ كِنسي وَحرقُ القِشَرِ
مِن بَصَلِ وَالكَنسُ في اللَيلِ لا تَقعُد ** عَلى عَتَبِ اُخرُج قُمامَتِكُم
واطرَحن عَلى الزَبَلِ وَالمَشيُ قَد **أَمّ شيخٌ أو نِداءُ أَبُ بِالإِسمِ وَادعُ لَهُ
يَحصُل عَلى عَمَلِ وَالغُسلُ بِالطينِ ** والتوزابَ قَد ذَكرَوا وَالابتِكارُ إلى الأَسواقِ مِن عَجَلِ وَالإِمتِشاطِ بِمَكسورٍ سَنابِلُها خِياطَةُ الثَوبِ مَلبوساً رَواهُ جَلي كَذا التَسرولُ في حالِ القِيامِ كَذا لُفِ العِمامَةَ أن تَعقُد مِنَ المَلَلِ كَذا التَوسُعُ وَالتعتيرُ مِن أَكَلِ تَركُ اللُبابِ بِلا لَقَطٍ مِنَ الكَسَلِ وَمَس وَجهًكَ بِالاثوابِ دِعهُ وَمِن رَوى بِها مِسحَةٌ ضِعفُهُ بِالعِلَلِ هذه أيضا ذكرها في آداب العالم والمتعلم شخص من الحنفية قوله والنوم عريان يعني تحت السماء أما التجرد من الثياب والتستر بالكساء والرداء ونحوه فهو سنة كما سيأتي قوله والأكل على الحدث الذي ذكره الأكبر وعن قوله أخرج قمامتكم الوسخ الحاصل من حنس البيت لأن تركها يورث النقر قوله وادع لها أي ادع لأبويك فترك الدعاء لها يورث الفقر والتواب لغة في التراب.
وروى عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان له منديل ينشف بها لكنه طعن في هذه الرواية
وَإِن أكلتَ فَنِم بَعدَ الغِداءِ ** وَقُم بَعدَ العِشاءِ تَمشي
ثُمَّ نَم وَكُل وَقتُ الغِداءِ ** لِوَقتِ الفَجرِ أَولُهُ إِلى زَوالٍ
بِهِ وَقتَ العِشاءِ يَلي مازَادَ ** عَن نِصفٍ ما يَكفي الفَتى شَبعاً
بِهِ الغِداءَ وَالعِشاءَ فَذَرهُ ** وَامتَثِل لِنِصفِ لَيلٍ بِهِ وَقتَ السُحورِ فَكُل وَنَعَم ** تَمُر رَوُوا عَن سَيدِ الرُسُلِ
¥