[تعريف الشيخ حسن البنا للحديث الحسن]
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[07 - 06 - 03, 06:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة وسلام علي اشرف المرسلين وعلي الة وصحبة اجمعين
امابعد فقد اطلعت علي رسالة للشيخ حسن البنا وهي مذكرة مختصرة في علوم الحديث احببت ان انقل منها لاخواني الافاضل تعريف الشيخ للحديث الحسن وفهمة لمراد الامام الترمذي لهذا التعريف
قال الشيخ حسن البنا رحمة الله
الحديث الحسن:
قال الشيخ تقى الدين بن تيمية:
" أول من عرف أنه قسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف أبو عيسى الترمذي.
ولم تعرف هذه التسمية عن أحد قبله.
وقد بين أبو عيسى مراده بذلك: فذكر أن الحسن ما تعددت طرقه ولم يكن فيهم متهم بالكذب ولم يكن شاذا وهو دون الصحيح الذي عرف عدالة ناقليه وضبطهم.
وأما من قبل الترمذي من العلماء، فما عرف عنهم هذا التقسيم الثلاثي، لكن كانوا يقسمونه إلى: صحيح، وضعيف.
والضعيف كان عندهم نوعان:
- ضعيف ضعفًا لا يمتنع العمل به. وهو يشبه الحسن في اصطلاح الترمذي.
- وضعيف ضعفًا يوجب تركه. وهو الواهي.
أقسام الحسن:
والحسن قسمان:
1. حسن لذاته: وهو ما اشتهر رواته بالصدق ولم يصلوا في الحفظ رتبة رجال الصحيح. وهذا تعريف ابن الصلاح.
- وقال الطيبى:
" الحسن: مسند من قرب من درجة الثقة، أو مرسل ثقة، وروى كلاهما من غير وجه، وسلم من شذوذ وعلة ".
- وقد تقدم تعريف الترمذي.
- ومن ألطف تعاريفه: "ما اتصل إسناده بنقل عدل قل ضبطه عن الصحيح غير شاذ ولا معلل".
وخلاصتها جميعًا: أنه أقل من الصحيح، وفوق الضعيف.
2. حسن لغيره:
وعرفه ابن الصلاح بما كان في إسناده مستور لم تتحقق أهليته، غير مغفل، ولا كثير الخطأ في روايته، ولا متهم يتعمد الكذب فيها، ولا ينسب إلى مفسق آخر، واعتضد بمتابع أو شاهد. فأصله ضعيف، وإنما طرأ عليه الحسن بالعاضد الذي عضده، فاحتمل لوجود العاضد، ولولاه لاستمرت صفة الضعف فيه،
ولا ستمر على عدم الاحتجاج به.
مراتب الحسن:
وللحسن رتب كالصحيح.
- فأعلاها: ما قبل لصحته.
كبهز بن حكيم عن أبيه عن جده.
وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
ومحمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن جابر.
وأمثال ذلك. وهو أدنى مراتب الصحيح.
- ثم بعد ذلك ما اختلف في تحسينه وضعفه.
كحديث الحارث بن عبدالله.
وعاصم بن ضمرة.
وحجاج بن أرطأة ونحوهم.
قاله الذهبي.
- والحسن لذاته المشهور رواته بالعدالة والصدق اشتهارا دون اشتهار رجال الصحيح، إذا روى من وجه آخر، ترقى من الحسن إلى الصحيح. وهذا هو الصحيح لغيره.
ومثاله: حديث الترمذي من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لو أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ".
فإن محمدا وإن اشتهر بالصدق، والصيانة، ووثقه بعضهم لذلك، لم يكن متقنا لسوء حفظه.
فحديثه حسن لذاته.
وبمتابعة محمد عليه في شيخ شيخه وهو أبو هريرة يرتقى إلى الصحة لغيره، فقد رواه جماعة غير أبي سلمة عن أبي هريرة.
والمتابعة قد يراد بها متابعة الشيخ.
وقد يراد بها متابعة شيخ الشيخ.
والحديث رواه الشيخان من طريق الأعرج عن أبي هريرة فهو:
صحيح لذاته من هذا الطريق.
صحيح لغيره من طريق محمد بن عمرو.
الاحتجاج بالحسن:
وجمهور المحدثين، وعامة الفقهاء على أن الحسن كالصحيح في الاحتجاج به، وإن كان دونه في القوة. ولهذا أدرجه طائفة في أنواع الصحيح، كالحاكم، وابن حيان، وابن خزيمة.
وقال السخاوي: منهم من يدرج الحسن في الصحيح لاشتراكهما في الاحتجاج، بل نقل ابن تيمية إجماعهم عليه إلا الترمذي خاصة.
وقال الخطابي: على الحسن مدار أكثر الحديث، لأن غالب الأحاديث لا تبلغ رتبة الصحيح، وعمل به عامة الفقهاء، وقبله أكثر العلماء.
قال: وشدد بعض أهل الحديث، فرد بكل علة قادحة كانت أم لا.
كما روى عن أبي حاتم أنه قال: سألت أبي عن حديث.
فقال: إسناده حسن.
فقلت: يحتج به؟
فقال: لا.
- وزيادة راوي الصحيح والحسن مقبولة.
إذ هي في حكم الحديث المستقل، وهذا إن لم تناف رواية من لم نرد نافتها ولزم من قبولها رد الأخرى احتيج للترجيح.
فإن كان لأحدهما مرجح فالأخرى شاذة
قال الحافظ ابن حجر في النخبة وشرحها:
¥