تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بحثان (حول توثيق العجلي) و (دفاع عن ابن حبان) للشيخ حاتم بن عارف العوني الشريف]

ـ[أهل الحديث]ــــــــ[30 - 06 - 03, 06:42 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وتابعيهم ممن أقتفى أثره واتقى حده أما بعد،،،

فإن علم الجرح والتعديل من أجل علوم الحديث النبوي،ومن أهمها وأخطرها في آن واحد،ولا تخفى أهمية هذا العلم على أحد من طلبة العلم، إذ هو العلم القائد إلى تمييز صحيح السنة من سقيمها، ولولاه لما استطعنا معرفة عدول الرواة من غير العدول،وحفاظهم من المخلطين.

وأهمية هذا العلم تقابلها خطورته،وأن من تعرض له فقد تعرض للكلام عن الناس، بما لولا مصلحة الحفاظ على السنة لما جاز أن تنال أعراضهم وأن يتكلم بغيبتهم بما يكرهون أحياناً كثيرة.

لكن مصلحة الحفاظ على الدين، بالعناية بمصدره الثاني (السنة) أجل وأعظم من مفسدة ذكر عيوب الرواة وصفات النقلة المؤثرة على صحة المرويات أو ضعفها.

ولذلك تصدى لهذا الغرض الجليل والعلم المهم: الجرح والتعديل = فئام من علماء السنة وأئمة الدين، قياماً بواجب الدفاع عن السنة وذب الكذب عنها.

وقد قاموا بهذا الفرض الكفائي فكفوا وشفوا، وأحالوا من جاء بعدهم إلى جهدهم وما أصدروه من أحكام على الرواة، دون احتياج منا إلا إلى الوقوف على ذلك الجهد وتلك الأحكام.

وكان هؤلاء العلماء، ومن أئمة الجرح والتعديل " الإمام العجلي".

وقد رأيت أن أخص هذه المقالة بهذا الإمام لأنه قد وقع بشأنه خطآن، أحدهما في شرطه في كتابه ومسمى هذا الكتاب، والثاني اتهامه بالتساهل في التوثيق وعدم اعتماد توثيقه بهذه الحجة.

لكني أقدم الحديث على هاتين النقطتين بترجمة لهذا الإمام:

• ترجمة العجلي: (1)

هو أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي، أبو الحسن الكوفي الأصل … ولد سنة (182هـ) بالكوفة، وطلب الحديث سنة (197هـ)، أي أنه طلب الحديث وله خمس عشرة سنة، ثم انتقل أبوه عبد الله بن صالح إلى بغداد، ما بين سنتي (201هـ) و (206هـ) فسمع ابنه صالح من علمائها وفي حدود سنة (217هـ) ابتدأ العجلي رحلته الواسعة، فدخل البصرة، ومكة والمدينة، وجدة،واليمن، وبلاد الشام، ثم مصر، إلى أن هاجر إلى طرابلس المغرب واتخذها مستقراً له، طلباً للتفرد والعبادة، وربما أيضاً هرباً من الامتحان بخلق القرآن الذي كان قد ابتلي به علماء الأمة حينها.

• فمن أشهر شيوخه:

أبوه عبد الله بن صالح (ت211هـ)، وحماد بن أسامة (ت201هـ)، ويحيى بن آدم (ت203هـ)، ومحمد بن يوسف الفريابي (ت 212هـ)،وأبو نعيم الفضل بن دكين (ت219هـ)، وعفان بن مسلم (ت219هـ)، و يحيى بن معين (ت 233هـ)،وأحمد ابن حنبل (ت241هـ)، ويزيد بن هارون الواسطي (ت 206هـ)،ومسدد بن مسرهد (ت 228هـ) ونعيم بن حماد (ت229هـ)،وغيرهم كثير.

• ومن أشهر تلامذته:

ابنه صالح (ت322هـ)، وسعيد بن عثمان بن سعيد التجيبي (ت305هـ)،ومحمد بن فطيس الغافقي (ت319هـ) وغيرهم.

• أما مؤلفاته:

فلا أعلم له إلا كتابه في الجرح والتعديل الآتي ذكره، الذي يرويه عنه ابنه صالح.

• وفاته:

ثم توفي: الإمام العجلي بطرابلس المغرب، سنة (261هـ) عن تسع وسبعين سنة فرحمة الله عليه، وجزاه عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وخدمتها أفضل جزاء وأوفره … أمين.

• ثناء العلماء عليه:

أما ثناء العلماء عليه فكثير، أذكر هنا بعضه، ويأتي عند الكلام عن اتهامه بالتساهل في التوثيق ذكر بعضه أيضاً:

- صح عن يحيى بن معين أنه قال عنه: " ثقة ابن ثقة ابن ثقة " (2)

فعلق الوليد بن بكر الأندلسي الحافظ الثقة (ت392هـ) (3) على كلام ابن معين هذا بقوله: وإنما قال فيه يحيى بن معين بهذه التزكية لأنه عرفه بالعراق، قبل خروج أحمد ابن عبد الله إلى المغرب، وكان نظيره في الحفظ، إلا أنه دونه في السن، وكان خروجه إلى المغرب أيام محنة أحمد بن حنبل،وأحمد بن عبد الله هذا أقدم في طلب الحديث،وأعلى إسناداً وأجل عند أهل المغرب في القديم والحديث ورعاً وزهداً من محمد بن إسماعيل البخاري (!!!) وهو كثير الحديث، خرج من الكوفة والعراق، بعد أن تفقه في الحديث (4).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير