وهم أتباع سليمان بن جرير, وهم اقل انحرافاً عن آراء الإمام زيد من الجارودية وكان سليمان هذا يقول بصحة خلافة أبي بكر وعمر وان ينزه لسانه عن الطعن بهما, غير أنه كان ينال من عثمان ? حتى أنه كفّره وكفّر معه عائشة والزبير وطلحة () لأنهم قاتلوا علياً , وخطّأ الصحابة ? عموماً لمبايعتهم أبا بكر دون علي, لكن من غير أن يفسقهم أو يكفرهم, ثم إنهم مع موافقتهم للرافضة في طعنهم ببعض الصحابة ? نراهم يطعنون في الرافضة من ناحيتين: أولاهما القول بالبداء وثانيهما القول بالتقية لأنهم – أي الإمامية- باعتمادهم على هذين المبدأين لا يتبين صدقهم من كذبهم ().
3 - مكانتهم عند البترية أو الصالحية:-
وهم أصحاب كثير النووي الملقب بالأبتر () , وأصحاب السحن بن صالح بن حي () وهم أكثر اعتدالاً من السليمانية فلم يحكموا بكفر عثمان ? كما أنهم لم يحكموا بإيمانه لأنهم قالوا اذا نظرنا في حاله قبل الخلافة حمنا بإيمانه وبأنه من أهل الجنة, وإذا نظرنا في حاله بعد الخلافة رأيناه تقدم على أفعال غير صالحة حيث ولى الظالمين من بني أمية, فتحيرنا في أمره, ووكلنا أمره إلى أحكم الحاكمين.
4 - مكانتهم عند النعيمية:
وهم أصحاب نعيم بن اليمان () , وهم يزعمون أن علياً مستحق للإمامة وأنه أفضل الناس بعد رسول الله ? وأن الأمة أخطأت حيت تجاوزته, لكنه ليس خطأ أثم, وإنما هو من باب ترك الأولى.
وهم يتبرؤون من عثمان ? ومن كل الذين حاربوا علياً وشهدوا عليهم بالكفر والعياذ بالله ().
5 - مكانتهم عند الفرقة الخامسة من فرق الزيدية
وهذه الفرقة لم يسمها لنا أبو الحسن الأشعري, ولا غيره ممن تكلموا في الزيدية وفرقها وهي تتبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لتقدمهما على علي ? في الخلافة و لا ينكرون رجعة الأموات قبل يوم القيامة ().
6 - مكانتهم عند اليعقوبية:
وهم أتباع رجل يسمى يعقوب () وهم يتولون أبا بكر وعمر غير إنهم لا يتبرؤون ممن يتبرأ منهما, وهم ينكرون رجعة الأموات ويتبرؤون ممن يدين بها ().
ومن الجدير بالذكر أن الخط العام للزيدية في القرون الأخيرة قد اقترب كثيراً من الزيدية الأولى أيام زيد بن علي فلم يعودوا ينتقصون أحداً من الصحابة? وغاية ما في الأمر أنهم يرون أن علياً ? أفضل من بقية الصحابة? ,وأن الصحابة? تركوا الأولى حينما لم يبايعوه على الخلافة بعد وفاة رسول الله ? وتعايشوا مع المسلمين وشاركوا في بناء الحضارة الإسلامية وأتحفوا المكتبة الإسلامية بتراث عظيم من العلوم التي خطتها أيادي جهابذة من علمائهم, كالإمام يحيى بن حمزة والصنعاني والشوكاني وغيرهم.
الباب الثاني
الفصل الرابع
مكانة الصحابة
عند
الخوارج
مكانة الصحابة ? عند الخوارج
الخوارج: كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت عليه الجماعة يسمى خارجياً سواء كان ذلك الإمام أيام الصحابة ? أم أيام من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
غير أن هذا الاسم اختصت به فرقة من فرق المسلمين وأصبح علماً على الذين خرجوا على علي بن أبي طالب ? بعد موقعة صفين ().
واختلف المؤرخون في تعيين بدء خروجهم فيرى بعضهم أن ذلك كان عند قبول علي ? التحكيم. يقول ابن الجوزي: ( ... لما طالت الحرب بين معاوية وعلي رضي الله عنهما رفع أصحاب معاوية المصاحف ودعوا أصحاب علي إلى ما فيها, فقال الناس: قد رضينا ... وأخر القضاء إلى رمضان فقال عروة بن أذينة تحكمون في أمر الله الرجال لا حكم إلا لله, ورجع من صفين فدخل الكوفة ولم تدخل معه الخوارج فأتوا حروراء فنزل بها منهم اثنا عشر ألفاً (). فغلى هذا يكون نشوء الخوارج وظهورهم قبل ظهور نتائج التحكيم.
بينما ذهب فريق آخر من المؤرخين إلى أن بداية ظهور الخوارج كانت على عهد رسول الله ? فقد (كان مر على النبي ? ذو الثدية () وهو –أي رسول الله ? - يقسم غنائم بدر فقال له: اعدل يا محمد, فقال عليه الصلاة والسلام خبت وخسرت إن لم أعدل من يعدل, ثم قال: إنه يخرج من (ضئضي هذا قوم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) () وأصبح ذو الثدية فيما بعد المحرك الأساس لفرقة الخوارج, لكن من الجدير بالذكر أن ذا الثدية لم يسجل له التاريخ أي نشاط في عهد رسول الله ? أو عهد الخلفاء الراشدين وبالتالي فلا يمكن الاعتماد على هذه الحادثة لربط تاريخ الخوارج بها ().
¥