كان الخطيب على مذهب الأشعري في الأصول، وللأشعري قولان في الصفات أشهرهما: التاويل. وثانيهما: - وهو المتاخر - عدم التاويل (4) لكن الخطيب رحمه اللّه اختار عدم التاويل، وقد نقل الحافظ الذهبي نصخا عنه قال فيه: " أما الكلام في الصفات فإن ما روي منها في السنن الصحاح مذهب السلف إثباتها، وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم فابطلوا ما أثبته اللّه، وحققها قوم المثبتين فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف، والفصل إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين
(1) " معجم الأسباء ا (4/ 30).
(2) انظر " الخطيب البغسلدي، للعش (53 2 - 0 26).
(3) انظر " موارد الخطيب " (49)، و" الخطيب البغدادي " (64 - 73) و " للتنكيل " (1/ 328 - 338).
(4) " طبقات الشافعية " (4/ 32) وقال الذهبي: منمهب الخطيب في الصفات أنها تمر كما جاءت صرح بشلك في تصانيفه.
31
ا المبحث الاول حياله
ا - اسمه ولقبه وولادته ونشأته:
هو الإمام الحافظ الناقد المؤرخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد
ابن مهدي المعروف ب للا الخطيب البغدادي لا (1).
أما تاريخ مولده فهو يوم الخميس لست بقين من جمادى الاءخرة سنة (392) (2) 5
(1) انظرترجمته في كل من:
(الاءنساب لا للسمعاني (5/ 51ا)، وفهرست ابن خير (181 - 82 ا) و لا المنتظم لا لابن الجوزي
(8/ 5 6 2 - 0 27) و " معجم الأدباء لا لياقوت الحموي (13/ 4 - 5 4) و لا التقييد لمعرفة رواة
الش ن والمسانيد لا لابن نقطة (69/ 1 ا) و للا الكامل في التاريخ له لابن الأثجر (68/ 10)، "وفيات الا. عيان لا لابن خلكان (1/ 2 9 - 93) و لا سير أعلام انبلاء لما للذهبي (8 1/ 0 7 2) وللاتذكرة الحفاط لما له (5/ 3 3 1 1 - 6 4 1 ا) وللم طبقات علماء الحديث له لابن عبد الهادي (332) و المستفاد
من للم ذيل تاريخ بغداد لا للدمياطي (4 5 - 1 6) و للا الوافي بالوفيات لا للصفدي (7/ 0 9 1 - 99 1)
ولل مراَة الجنان لا لليافعي (3/ 87) ولل طبقات الثافعية الكبرى لما للسبكي (4/ 9 2 - 39) و للا طبقات الثافعية لما للأسنوي (1/ 201 - 203) و للا البداية والنهاية لا لابن كثير (12/ 101 - 103) ولاششرات الذهب لما لابن العماد (3/ 1 1 3 - 2 1 3) و للا تهذيب ابن عساكر لما (1/ 99 3 - 2 0 4) وقد سرص حياته كل من:
ا - الدكتور يوسف العش في مؤلفه للا الخطجب البغداسي مؤرخ بغساد ومحدثها لا.
2 - الدكْور أكرم العمري في رسالته " موارد الخطيكب البغدادي في تااص يخ بغداد كا.
3 - الدكتور محمود الطحان في رسالته التي نال بها سرجة الدكتوراه: للا الخطيب البغداسي وأثره في علوم الحديث لا.
4 - وينظر كذلك " تانيب الخطيب لا للكوثري و " التنكيل بما في انأنيب الكوثري من الأباطيل لما للمعلمي اليماني.
وقد أفدت من هشه اسراسات في تحرير هشر الترجمة أضافة إلى مراجعة المصاسر الأولية.
ونظرًا لتوفر الدراسات التي كنبت عن الحافظ الخطيب وكثرتها سافنتصر في بحثي على نبشة من حيانه أما من أراد التوسع فعليه بالمصاسر والمراجع التي ذكرتها آنفًا.
(2) هشا ما عليه أكثر المؤرخين كما في للأ الأنساب لا للسمعاني (5/ 66 ا) ولا، معجم الأُدباء لما (1/ 46 2) ت
22
ونشأ في للا درزيجان لا وهي قرية كبيرة جنوب غربي بغداد كان أبوه يتولى الخطابة والإمامة في جامعها لمدة عشرين عامًا (1).
وقد لقي الخطيب منذ صغره عناية وتوجيهًا من أبيه حيث عهد به إلى هلال
ابن عبد اللّه الطيبي (2) فأدبه وأقرأه القرآن.
2 - والده وأسرته:
أما والده أبو الحسن فلم يكن من العلماء المشهورين في فن من الفنون وانما كان له إلمام يسير بالعلم، وكان أحد حفاظ القرِآن توفي سنة (412 هـ) (3). ويبدو أن لقب للا الخطيب لا لحق والده بسبب توليه الخطابة مدة طويلة
ومن والده انتقل إليه (4). أما عن أسرته فيبدو لي أن الخطيب لم يتزوج، ويؤيد ذلك سكناه في المئذنة والمسجد في دمشق وصور أثناء هجرته إليهما، ويشير إلى ذلك أيضًا رحلاته بمفرده مع أن النصوص لا تصرح بإنه لم يتزوج، وإنما تكتفي بإنه لم يترك عقبًا (ْ).
3 - رحلاته وأهم أحداث حياته مرتبة على السنين:
في سنة (403) بدأ سماعه للحديث (6)، وقد أفاد عن عدد كبير من علماء
¥