تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أ- ذكاء وفطنة: وما اتساع لغتهم إلا دليل على قوة حفظهم وذاكرتهم فإذا كان للعسل ثمانون اسماً وللثعلب مائتان وللأسد خمسمائة فإن للجمل ألفاً وكذا للسيف ولا شك أن استيعاب هذه الأسماء يحتاج إلى ذاكرة قوية حاضرة وقادة، وقد بلغ بهم الذكاء والفطنة إلى الفهم بالإشارة فضلاً عن العبارة ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=761973#_ftn1)).

ب- ـ كرم وجود حتى سارت الركبان بكرم حاتم الطائي.

ج- أهل شجاعة ومروءة ونجدة: وكانوا يتمادحون بالموت قتلاً، ويتهاجون بالموت على الفراش

قال عنترة:

بكرت تخوفني الحتوف كأنني أصبحت من غرض الحتوف بعزل

فأجبتها إن المنية منهل لا بد أن أسقى بكأس المنهل

وقال عنترة:

لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل

ماء الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز أطيب منزل

د- عشقهم للحرية، وإباؤهم للضيم والذل: جلس عمرو بن هند ملك الحيرة لندمائه وسألهم: هل تعلمون أحداً من العرب يأنف أمه خدمة أمي؟ قالوا: نعم، أم عمرو بن كلثوم الشاعر الصعلوك.

فدعاه لزيارته ودعا أمه لتزور أمه وقد اتفق الملك مع أمه أن تقول لأم عمرو بن كلثوم بعد الطعام: ناوليني الطبق الذي بجانبك فلما جاءت قالت لها ذلك فقالت: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها فأعادت عليها الكرة وألحت فصاحت ليلى أم عمرو بن كلثوم: وآ ذلاه بالتغلب فسمعها ابنها فاشتد به الغضب فرأى سيفاً للملك معلقاً بالرواق فتناوله وضرب به رأس الملك عمرو بن هند، ثم قال:

بأي مشيئة عمرو بن هند تكون لقيلكم فيها قَطينا

بأي مشيئة عمرة بن هند تطيع بنا الوشاة وتزدرينا

تهددنا وتوعدنا رويداً متى كنا لأمك مقتوينا

إذا ما الملك سام الناس خسفا أبينا أن نقر الذل فينا

ه- الوفاء بالعهد وحبهم للصراحة والوضوح والصدق: وفي قصة أبي سفيان مع هرقل لما سأله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الحروب بينهم قائمة قال: " لولا أن يأثروا علي كذباً لكذبت عليه"

أما وفائهم فقد قال النعمان بن المنذر لكسرى في وفاء العرب: " وإن أحدهم يلحظ اللحظة ويومئ الإيماءة فهي ولث وعقدة لا يحلها إلى خروج نفسه. وإن أحدهم ليرفع عوداً من الأرض فيكون رهناً بدينه، فلا يغلق رهنه، ولا تخفر ذمته؛ وإن أحدهم ليبلغه أن رجلاً استجار به، وعسى أن يكون نائياً عن داره، فيصاب، فلا يرضى حتى يفني تلك القبيلة التي أصابته أو تفنى قبيلته، لما خفر من جواره؛ وإنه ليلجأ إليهم المجرم المحدث من غير معرفة ولا قرابة، فتكون أنفسهم دون نفسه، وأموالهم دون ماله"، ومن القصص الدالة على وفائهم: أن الحارث بن عباد قاد قبائل بكر لقتال تغلب وقائدهم المهلهل الذي قتل ولد الحارث وقال: (بؤ بشسع نعل كليب) في حرب البسوس فأسر الحارث مهلهلاً وهو لا يعرفه فقال دلني على مهلهل بن ربيعة وأخلي عنك فقال له: عليك العهد بذلك إن دللتك عليه، قال: نعم، قال: فأنا هو، فتركه) وهذا وفاء نادر ورجولة تستحق الإكبار، ومن وفائهم (أن النعمان بن المنذر خاف على نفسه من كسرى لما منعه من تزويج ابنته فأودع أسلحته وحرمه إلى هانئ بن مسعود الشيباني ورحل إلى كسرى فبطش به ثم أرسل إلى هانئ يطلب منه ودائع النعمان فأبى فسير إليه كسرى جيشاً لقتاله فجمع هانئ قومه آل بكر وخطب فيهم فقال: " يا معشر بكر، هالك معذور خير من ناج فرور، إن الحذر لا ينجي من قدر، وإن الصبر من أسباب الظفر، المنية ولا الدنية، استقبال الموت خير من استدباره، الطعن في ثغر النحور أكرم منه في الأعجاز والظهور، يا آل بكر قاتلوا فما للمنايا من بد"، واستطاع بنو بكر أن يهزموا الفرس في موقعة ذي قار بسبب هذا الرجل الذي احتقر حياة الصغار والمهانة ولم يبال بالموت في سبيل الوفاء بالعهد.

و- الصبر على المكاره وقوة الاحتمال والرضا باليسير: كانوا يقومون من الأكل ويقولون البطنة تذهب الفطنة، ويعيبون الرجل الأكول الجشع قال شاعرهم:

إذا مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن بأعجلهم إذا أجشع القوم أعجل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير